
18-09-2006
|
 |
Moderator
|
|
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
|
|
يمكن أيضا اشتمام رائحة الانتقاد لردة الفعل الإسلامية في عنوان صحيفة الغارديان على صفحتها الأولى:
"البابا متأسف للغاية لكن الاحتجاجات الإسلامية تنتشر."
ويلي العنوان عناوين فرعية: "مقتل راهبة في الصومال، إيطاليا في حالة تأهب أمنية."
أما الخبر الذي تفردت به الصحيفة فهو أن مقطعا من خطاب "الاعتذار الباباوي" قد أساء إلى اليهود، والكلام هنا عن قوله اقتباسا من الانجيل: "لكننا نحن (المسيحيين) نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة و لليونانيين جهالة." ."
عداء للإسلام؟
أما صفحة الرأي، فبرز فيها مقال للكاتبة كارين آرمسترونغ، مؤلفة كتاب "تاريخ الله" عن تاريخ الديانات عبر العصور، وكتاب "نبذة عن تاريخ الإسلام."
وفحوى مقال آرمسترونغ هو أن ثمة عداء قويا للإسلام في الثقافة المسيحية الغربية، ويتعين التخلص منه.
وتبدأ الكاتبة مقالها كالآتي: "في القرن الحادي عشر بدأ بطرس الموقر، (راهب) حوارا مع العالم الإسلامي. قال: أتيت إليكم بالكلمة لا بالسلاح. بالعقل لا بالقوة. بالمحبة لا بالكراهية."
وتضيف: "لكن عنوان ما كتبه كان "ملخص عن هرطقة الطائفة الشيطانية."
واعتبرت الكاتبة أن "هذه العقلية التابعة للقرون الوسطى لا تزال حية ترزق....معاداة الإسلام لدينا تعود إلى زمن الحروب الصليبية، وهي لا تنفصل عن معاداتنا المزمنة لليهود."
كما رأت آرمسترونغ أن كلام البابا سيجعل المسلمين أكثر قناعة بأن الغرب معاد للإسلام ومصمم على المضي قدما في حرب صليبية جديدة.
ومباشرة تحت مقال آرمسترونغ نشرت الصحيفة رسما كاريكاتوريا يظهر البابا الحالي وعلامات الخشوع والتواضع على وجهه، في حين خرجت من رأسه يد تحمل سيفا صليبيا.
دارفور...والبابا
لم تنس الصحف البريطانية أزمة دارفور، لكن حتى الحديث عنها ارتبط بشكل أو بآخر بأزمة التصريح البابوي.
على صفحة الرأي في صحيفة الاندبندنت، سألت ياسمين الباهي-براون: أين هم المسلمون المحتجون على أزمة دارفور؟
كاتبة المقال هي من أشد المعادين بين الصحافيين البريطانيين للسياسات الأمريكية والبريطانية والاسرائيلية في الشرق الأوسط، كما أنها أعربت عن معارضتها لتصريحات البابا.
لكن في مقالها الصادر اليوم، وجهت غضبها إلى "المعايير المزدوجة" لدى المسلمين الذين غابوا برأيها عن مشهد الاحتجاجات على ما يجري في إقليم دارفور.
وسألت:
أين الغضب حين يمارس المسلمون القتل والتطهير العرقي بحق مسلمين آخرين؟
لماذا تمر عنصرية الحكومة العربية السودانية والميليشيات العربية دون إدانة من المسلمين؟
وتجيب عن سؤالها بنفسها، بمرارة ساخرة: "إنهم منشغلون في إدانة تصريح البابا..."
واعتبرت الكاتبة أن "الحشود التي تظاهرت (ضد كلمة البابا) من لندن إلى باكستان لا يهمها على الاطلاق التعذيب الذي تمارسه الحكومات الإسلامية على المعارضين من شعوبها، ولا يهمها سوء معاملة المسيحيين والبهائيين واليهود والهندوس والبوذيين في الدول الإسلامية..."
وأضافت: "الآن يأتي الامتحان الأكبر للانتقائية الأخلاقية لدى المسلمين: الابادة الجماعية في دارفور. ولقد فشلوا في الاختبار بعد أن فشلوا، وبشكل صارخ ومنعدم الشرف، أن يدينوا هذا الإلغاء المنظم والمخطط له لسكان مسلمين، وهو الأكبر في القرن الـ21."
وبعد وصف دقيق للفظاعات التي ترتكب في دارفور، تصب مزيدا من غضبها على ما تعتبره تجاهلا من المنظمات الإسلامية لما يجري.
وتختتم: يبدو أن المنظمات الإسلامية المتعددة التي لا تمل من البحث دوما عن أقل إشارة لمعاداة الإسلام أو للسياسات غير المقبولة لاسرائيل وللغرب، يبدو أن هذه المنظمات غير مهتمة بالتوقيع على عريضة ضد ما يجري في دارفور."
كما قالت: "إنهم شديدو الانشغال بمحاولاتهم اجبار البابا على أن يركع اعتذارا عما قاله..."
دماء...
أما أكثر ما نشرته صحف اليوم عنفا في التعبير وإثارة للعاطفة، فهو رسم في صحيفة الغارديان حول دارفور.
الرسم لحوض استحمام يفيض دماء، بكل بساطة.
وقد سالت هذه الدماء إلى خارج الحوض، ولطخت الحيطان حوله، كما كتب على الحوض، أيضا بالدماء السائلة، كلمة "دارفور."
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|