
كان بداخلى توجس من اولميرت منذ ليلة امس عندما فوجئت به فى القناة العاشرة للتليفزيون الاسرائيلى يلجأ
للسخرية و الضحك ليتهرب من قولها صريحة و هى انه سيضرب مؤخرة نصر اللات بالقنابل الذكية حتى لو وقف
فى وسط درع بشرى من ستين ألف فلس طينى و شيعى
غير ان تهكم اولميرت بقدر ما كان ذو دلالة واضحة على انتصار اسرائيل فقد سبب لى توجس بان هناك قرارا
اسرائيليا بعدم ضرب مؤخرة نصر اللات بالقنابل الذكية
أنها اسرائيل التى تفضل دائما فى الاختبارات السياسية الاسشتراتيجية على التكتيك
بالرغم من انه الصواب ان تفضل الاستراتيجية على التكتيك غير ان لهذا التفضيل مساوئ دائما
فكما ان اسرائيل عندما فضلت الاستراتيجية على التكتيك فى عملية خطف جثث الجنود الاسرائيليين الثلاثة من داخل
اسرائيل بواسطة جنود حزب اللات اللابسين ملابس قوات اليونيفيل السيريلانكية المتوطئة معهم و الركبين سيارات
الامم المتحدة المتوطئة معهم
فكانت النتيجة الايجابية هى إنهاء الحلف الشيطانى بين الطائفة السنية من جانب و بين سوريا و ايران من الجانب
الآخر و بالفعل قاد انهالء التحالف هذا سوريا الى قتل الحريرى فى محاولة لاستعادة الطائفة السنية فى جبها مرة
اخرى فكانت الكارثة عليها حيث ادت الجريمة الى توحد الطوائف السنية و الدرزية و المسيحية ضد سوريا و ادت
الجريمة السورية الى انهاء التحالف بين السعودية و سوريا و القضاء على محور الرياض دمشق القاهرة نهائيا فى
السياسة العربية و هذا المحور هو الذى كان أحد الرئتين اللتين تتنفس بهما سوريا الا وهما الرئة الايرانية المحمدية
الارهابية و الرئة السعودية المصرية الى يمتلك محبسها الحريرى سليل العائلة المالكة فى السعودية
تلك كانت ايجابية الصمت الاستراتيجى الذى مارسته اسرائيل تجاه عملية حزب اللات سنة 2000
غير ان الصمت الاسرئيلى الايجابى استرتيجيا فقط تسبب فى كارثة للسلم و الامن فى الشرق الاوسط على المستوى
التكتيكى الا و هى سيادة فكرة توازن الزعر لدى منظمة حزب اللات الشيعية تلك الفكرة التى دفعتها الى ارتكاب اثنى
عشر عدوان عسكرى عبر الحدود الدولية بين لبنان و اسرائيل اى تسبب ذلك فى ضرب اثنى عشر موسم سياحى
لبنانى ستة مواسم صيفية و ستة شتوية ؟؟ و لبنان دولة تعدمد على السياحة اعتمادا كليا
و قد تطور المرض التكتيكى الذى تسببت فيه الصحة الاسترتيجية للقرار الاسرائيلى الى حرب الخازوق الخارق التى
وضعت نصر اللات فى البرميل
فدائما الخطأ التكتيكى قابل للتصحيح فى نهاية الامر اما الخطأ الاستراتيجى فهو من المستحيل تصحيحه
من متابعتى للرد الضاحك الظريف لخفيف الظل أيهود اولميرت على مذيعى القناة العاشرة للتليفزيون الاسرائيلى
توجدست خيفة من ان نصر اللات قد يخرج من البرميل
صرخت بينى و بين نفسة " لماذا يا اولميرت تخطئ هذا الخطأ التكتيكى"
غير اننى عدت و قلت لنفسى " لماذا التشاؤم"
ربما يقتله فعلا
و لكنى كنت اشك بشدة فى ان اولميرت سيفعلها اذا خرج نصر اللات من البرميل فإسرائيل تحب بشدة عبارة " قد
اعذر من انزر " فهى تحب ان تطلق تهديدا صريحا لا شك و لا مراء فيه قبل ان ترى خصمها ضراوة أنياب و
ضروس اسود جيش الدفاع الضارية
ما زود من شكى فى ان اسرائيل ستفعلها هو مكالمة نبيه برى غٌلامْ حزب اللات ابيض اللحم و الصلعة لحبيب
رسول اللات جاك شيراك كبير المؤلفة قلوبهم فى الاتحاد الاوروبى
اٌتبعت تلك المكالمة بمكالمة ليلة امس و قبيل اللقاء التليفزيونى ليهود اولميرت بالقناة العاشرة بالتليفزيون الاسرائيلى
حيث اتصل جاك شيراك بيهود اولميرت
لم تعلن اسرائيل عن المكالمة التى جرت فى التاسعة من مساء الامس الخميس الا منذ نصف ساعة فقط على موقع
رئيس وزراء اسرائيل على الشبكة ؟؟؟؟؟ اى بعد اربعة و عشرين ساعة كاملة من اجراءاها
الحجة للمكالمة كانت تهنئة فرنسا لاسرائيل بمناسبة العام العبرانى الجديد الذى من يٌمن الطالع انها تحل مع طلوع
هلال شهر الارهاب العظيم
من وجهة نظرى ان قرار ايهود اولميرت بألا يضرب نصر اللات بل و ارساله لضمانات عبر الطرف الفرنسى المؤلفة
قلبه الى حفيد رسول اللات لكى يخرج من البرميل غلطة تكتيكية قد تدفع منطقة الشرق الاوسط كلها ثمنها من امنها
غير انه على المستوى التكتيكى ظهر ت لها فوائد فورية
فدائما ما يكون لكل تصر ف ايجابيات و سلبيات و القائد القدير دائما ما يفاضل بين الايجابيات و السبيات و يتخذ
القرار
فلو قررت اسرائيل نسف مؤخرة نصر اللات الخارجة من البرميل سيكون عليها و وفقا للتقاليد الاسرائيلية العريقة
العتيدة ارسال انزار واضح مٌعلن بأنه لو خرج من برميله ستتم نسف مؤخرته
و ساعتها لن يخرج من البرميل و لن يتم القضاء عليه فمن المفروض اذا ان يتعود على الخروج بدرجة تجعله
يطمئن و يتوقف عن طلب الضمانات الدولية لسلامته قبيل الخروج من البرميل و يسقط فى وهم نظرية توازن الخيبة
المحمدية مرة اخرى
بقية المداخلة بأسفل من فضلك تابعها