لم أكن أعرف أين أسير أو أي اتجاه أسلك بالسيارة ، ووجدت نفسي واعيا أدق جرس بيت أستاذي الدكتور (ج. م.) الذي احتضنني بعطف الأب الحقيقي الذي افتقده لمدة 7 شهور من الانقطاع ... مرت الأيام والشهور في سلام وحرية مع الرب وأولاده إلى أن عادت روح والدي من جديد ولكن من آخرين ... حراس الدعوة الإسلامية الذين لا ينامون ساعة وهم أشبه بالعسس الليلي .. ومهمتهم فقط دحض الحق ، والعمل على دفن الحقيقة ، والتأكد من موت كل فكرة تناقض وتختلف مع فكرهم ... أنه يوم لا أنساه أيضا لمدى الفزع الذي كان ، والألم الذي أصاب عائلة أستاذي الدكتور الحبيب .. حيث أقيم ضيفا وابنا عزيزا على قلوبهم ... فتح الدكتور الباب وعرفهم من وجوههم ، حتى وأن تخفوا بلباس مادي وواجههم بثبات وقوة ومحبة ... ومع تجاهلهم لذلك الاستقبال المحب .. صرخت قائلا .. ماذا تريدون .. تكلم معي أيها الضابط .. قال بكل هدوء ملئ بالخبث والدهاء ... أحمد بك .. نريد أن نتكلم معك ولكن ليس هنا ، ويريد والدك أن يراك فهو مريض وينازع الموت ... كسبب تحرك له قلبي ... تطلعت إليه وعيناي قد امتلأت بدموعي ... وقلت له اعطني خمس دقائق وسأكون معك .. ودخلت غرفتي لأجل السؤال وعرض الأمر على الرب .. الرب قال اذهب وتشجع يابني فها أنا معك ... ولحقني الدكتور إلى الغرفة .. وقرأت في عينيه لا تذهب ... لا تصدقهم ولا تأمن لقولهم ... لقد قرأ بعيني الإجابة بعين الإيمان ... فأخذني بين ذراعيه وظل يبكي وكان هذا أخر عهدي لرؤية تلك الدموع وصاحبها ؟؟؟!!!!
وقلت لضيوفي هيا بنا ... وعند الباب .. نظرت للدكتور وأخذته بالحضن ثانيا وودت من أعماق قلبي أن أظل بحضنه إلى أبد الدهر ووضعت في جيبه قصاصة من الورق بأن يحفظ أشيائي في مكان أمين ... ومن تلك الأشياء التي أعتز بها ما وجدته في سيارتي عند الهروب بها بعد ثلاثة أيام من وصولي لبيت الدكتور .... وجدت كتبا إسلامية ذات قيمة ثمينة تلك الكتب النادرة الوجود في المكتبات العامة ولا أعرف إن كانت تلك المجموعة ظلت في السيارة من أخر مرة تصفحتها أم ماذا ؟ ...
كانت الساعة الثانية صباحا عندما وصلت مبني مخابرات أمن الدولة ... وهناك وجدت في استقبالي رجل برتبة عميد متظاهرا بابتسامة مرسومة على شفتيه ولكنني أحسست أنه سوف ينفجر من الغيظ ... عند كتابتي تلك الأحداث أعذروني فلم أتذكر الكثير منها مرت الكثير من السنوات وقد عودت نفسي أن أنسى كل ما وراءي وخصوصا تلك الآلام .... فالأسمى لي أن أنطلق نحو الهدف كما علمني بولس الرسول .... بدأت رحلة العذاب والآلام التي استمرت 17 شهرا مع رجال أمن الدولة ، هؤلاء المرتزقة باسم الدين ، وكل يوم زائر جديد وشيخ جديد ولجان متعددة من لجان الأزهر والأوقاف ... وجوه كثيرة وأسماء كبيرة لواعظي و إرشادي و إرجاعي ... حاولوا الكثير من الطرق الودية والاغراءات لاتمام عملهم المدفوع أجره من قبل عائلتي ولكنهم حرموا من ذلك الأجر وفشلوا فشلا ذريعا .
ومع يئسهم وفشل محاولاتهم في الثلاثة أشهر الأولى من إيقافي بأمن الدولة ... فوجئت بباب الزنزانة التي كانت نوعا ما مرفهة عن باقي الزنازين الأخرى باثنين من الجنود ومعهم ضابط وبدا على وجوههم علامات الغضب والتشفي والكراهية .. ففهمت أنهم سيأخذوني في جولة لغرفة التعذيب ... وفعلا ساقوني مقيدا لأول مرة إلى غرفة التعذيب ... تملكني الرعب عندما رأيت أدوات التعذيب المتعددة وتلك العصي الخيزران والغليظة جدا بسبب الدماء البريئة التي تتشرب بها يوميا ... وقد هوت على جسدي مصحوبة بكلمات سب ولعن من حاملها لي ... و أحسست الضربة الأخرى على ركبتي فانهارت على الأرض من شدة الألم صارخا بأعلى صوتي حتى سمعت صدى الصوت بالإجابة ... صارخا يا يسوع أيها الإله الحق ... عند سماعهم ذلك هاجوا واستشاطوا غيظا ..... و أمطروني بضربات متتالية لم أشعر بها بعد ذلك ... ووجدت نفسي وقد علقوني من رجلي بسقف الغرفة كالذبيحة وعيناي شاخصتين إلى فوق وأصرخ إليه ولا أستطيع أن أحصر الوقت الذي ظللت فيه كذلك .... والخيزران سعيدة بالنهش من جسدي مهللة الإسلام هو الحل يا كافر ... لا أعرف كم يوم مكثت متألما ومتأثرا بجراحي ووعيت بعد فترة لأجد نفسي وقد تبدلت الزنزانة المرفهة نسبيا إلى زنزانة أشبه ببيت *** صغير يحتوي على جردل به ماء وآخر لقضاء الحاجة ... وجاءني اثنين من الجنود وأخذوني إلى مكتب عميد آخر ودخلت مكبلا لكي أرى الشيخ الشعراوي ماسكا السبحة ناظرا إلى بنظرة ازدراء وإنكار ... ولم تكن تلك الأولى فقد زارني كثيرا .. قد تكون أكثر من 12 مرة على ما أتذكر .. ولكن هذه المرة رأيته متشفيا أكثر من مرشدا .. ظهر لي بصورته الحقيقية التي أعرفها تماما وعايشتها منذ صباي ... ذلك الشيخ الذي باع نفسه للشيطان ... باع نفسه للهلاك .. كما فعل الشيخ الجليل المنافق أبو هريرة أستاذه ومعلمه الذي كان يحبه الشيخ الشعراوي ... فقد كان مثله الأعلى ... ذلك الشيخ الذي (الشعراوي) كان يحب الخمر ويدمن عليها ... هذا الشيخ الذي يعشق شئ اسمه النساء الصغيرات الجميلات ولا يقبل إلا أن يضاجعهن من الخلف .... هذا الشيخ المريض بالشذوذ الذي كان يحب الأولاد صغار السن الذكور منهم ... هذا الشيخ الذي كان أداة متحركة في يد رجال أمن الدولة ...
هذا الشيخ الذي احتاج إلى مجلدات كثيرة لكشف الكثير و الكثير من الأسرار ومما يخجل اللسان ذكره ... وأشكر الله أنه مازال هناك أحياء إذا أخذتهم الشجاعة يوما سوف يدلون بشهادتهم عن هذا الشيخ المنافق ومنهم والدي وأخي وحتى ابنه سامي شعراوي و أكثر العاملين في مزرعته الكائنة بالمريوطية ويعمل بها أكثر من 150 مسيحيا ، استطاع الشيخ وشبكته ان يؤثروا على هؤلاء الأشخاص تحت ضغط وهتك عرض وتلفيق قضايا وهمية واغتصاب بنات بريئات والكثير من الأساليب التي راح ضحيتها الكثير من أبناء المسيح لقمة صائغة لشهوات الشعراوي و أهدافه ... وخير شاهد هم رجال أمن الدولة المتسترين على ذلك والحارسين له ، والذي تم بأيديهم وتحت بركة رجال الدولة ... فهناك الكثير من الملفات التي تحوي مئات الأسرار حول الشعراوي وشبكته التي كونها لاستغلال المسيحيين البسطاء و تحويلهم عن مسيحهم .....
أنني أؤمن بأمانة التاريخ ... فكما كشف عن خبايا محمد وقرآنه ودعوته سوف يكون أمينا يوما ما لفتح تلك الملفات والأوراق عن الشعراوي وغيره حتى تتطاير تلك الأوراق وتكشف تلك الأسرار حتى يستطيع كل عقل مازال راقد في بؤرة التخلف أن يفيق ويقوم من رقاده ...
فقد آن الأوان أيها العقل الراكد في تلك البؤرة الفاسدة الراكدة أن تتحرر من تلك العبودية أن تتحرر وتكسر أسوار بيت العنكبوت السحري الذي وضع محمد عقلك فيها ... و تأكد أنك سوف تصيح أخيرا كما صاح محمد يوم أن فتح مكة وتقول ... جاء الحق الكائن منذ الأزل .. وزهق الباطل الزائل ... إن الباطل كان زهوقا
أحبائي سامحوني إن كنت قد خرجت قليلا عن الموضوع ولكن هذا هو جوهر الموضوع ... لم تثمر زيارة الشعراوي تلك ولا تلك الزيارات الأخرى التي كانت على أعلى مستوى بتكليف من رئيس الجمهورية فلن تكون زيارة أمين رئاسة الجمهورية أو مدير مكتب الرئيس للشئون الدينية أو آخرين كمدير أعمال والدي ومدير مكتب عمي المحبوب م. أ. أو حتى زيارة عمي ث. أ. بنفسه التي انتهت بدموعه عندما رآني ولم يعرفني ... فلم يستطع أن يعرفني أما أن نظره قد ضعف أو أن ملامحي قد شوهت ، والأخيرة هي الأصح ..
كنت أمني نفسي دائما أن أرى والدي يأتي لزيارتي ولكن كانت مجرد أمنية ... شكرا للرب له المجد .. أعطاني القوة ثانيا حتى الموت للانتصار على هذا العالم ومحاولات هذا العالم لاثنائي .... لم تثمر تلك الزيارات بنجاح للطرف الآخر والنصرة كانت للرب يسوع فلم يفلح الشيخ الهزيل البدري أو الشيخ جاد الحق أو اللجان المتعددة من الأزهر.. أن ينالوا مني .
عرفت الكثير من الأسرار من بعض الحراس ، مع الوقت تقربوا إلى وعرفوا حق من هم أبناء المسيح مع ازدياد الألم ... عرفت منهم بأن هناك المئات بل إن لم أغالي في القول هناك الآلاف ممن طرق المسيح قلوبهم وقبلوه مخلصا وربا ... جثثا هامدة يعانون الأمراض والآلام والعذابات في السجون المصرية ... لماذا كل هذا .. ؟ لكي تكون دمائهم وأشلائهم نصرة للباطل ومعبرا للآخرين لمناصب السلطة والحكم ومقعد السلطان ...
|