عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 23-10-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
ربما، لأهداف سياسية(داخلية وخارجية)، يبالغ (النظام السوري)في المخاوف من تنامي قوة (الأصولية الإسلامية) في المجتمع السوري، لكن بالمقابل بعض أطراف في (المعارضة السورية) ولأهداف سياسية، داخلية وخارجية، أيضاً، تقلل من زخم وحجم شعبية التيارات الإسلامية. بغض النظر عن قراءة ورؤية كل من السلطة والمعارضة للواقع السياسي السوري، وعلى ضوء نتائج الانتخابات الأخيرة في كل من مصر وفلسطين والعراق وتركيا التي حقق فيها الإسلاميون فوزاً مهماً، يرجح الكثير من المحللين السياسيين، صعود (الإسلام السياسي) الى الحكم في معظم الدول العربية والإسلامية في أول انتخابات حرة. هذا التأييد الشعبي الذي تحظى به التيارات الإسلامية، من جهة يعكس احتجاجاً على سياسة الأنظمة القائمة التي لم تنتج ولم تقدم لشعوبها على مدى عقود طويلة سوى الاستبداد والفساد والفقر، ومن جهة ثانية يعود الى نجاح هذه التيارات في توظيف واستغلال الدين لأغراضها وأهدافها السياسية، عبر التضليل الايديولوجي والسياسي الذي تمارسه على الرأي العام، خاصة في تبرير عدائها الآيديولوجي لأميركا والغرب بتحميليهما مسؤولية مآسي وويلات شعوب المنطقة، مستفيدة من ثغرات و أخطاء السياسات الأمريكية في المنطقة ورعايتها، بشكل أو بآخر، للأنظمة القائمة. بالطبع لن تبقى سوريا بمنأى عن رياح (التغيير الإسلامي) التي تهب على المنطقة، مهما حاول النظام إبعاد شبح (الأخوان المسلمين) أو غيرهم من التيارات الإسلامية عن سوريا، خاصة بعد أن سد أبوابها في وجه رياح (التغيير الديمقراطي) والتداول السلمي للسلطة أمام القوى الوطنية المدنية. بلا ريب، صعود الأصولية الإسلامية، تثير مخاوف النظام، كما تثير مخاوف القوى الديمقراطية والليبرالية في المعارضة السورية. النظام يخشى من فقدان السلطة، والمعارضة الليبرالية تخشى انتقال سوريا من الاستبداد السياسي الى استبداد مزدوج (ديني وسياسي) معاً وتحويلها الى (دولة اسلامية)، وهي مخاوف وهواجس مشروعة ومبررة، لأن المشروع النهائي للإسلام السياسي هو إقامة (الحكم والشرع الإسلام) مهما حاول الادعاء غير ذلك وتطعيم خطابه بتعابير الديمقراطية ومفاهيم حقوق الإنسان. بالإضافة الى هذه المخاوف السياسية العامة من وصول الإسلاميين الى السلطة في سوريا، هناك مخاوف، (فوق سياسية)، تسود الشارع المسيحي، الخوف من فقدان الهامش المقبول للحريات الدينية والشخصية الذي نعمت به سوريا طيلة الحقبة الماضية، وإمعان الإسلاميين في فرض الثقافة والتقاليد الإسلامية على غير المسلمين، بذريعة ضرورة احترام وخضوع الأقليات الدينية لأحكام ورغبات الأغلبية المسلمة، مثلما تفرض اليوم الأغلبية العربية الحاكمة إرادتها وثقافتها القومية على الأقليات الغير عربية، كالآشوريين والأكراد والأرمن وغيرهم..
ما يزيد من حالة الإحباط واليأس والقلق من المستقبل وعلى المصير لدى المسيحيين السوريين، تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في العديد من دول المنطقة العربية والإسلامية التي تحيط بسوريا، والظروف المأساوية التي تعيشها الأقليات المسيحية في هذه الدول بسبب سياسة التمييز والاضطهاد الديني التي تمارس بحقهم، كما يحصل للأقباط في مصر، حيث تفاقمت ظاهرة اختطاف الفتيات والنساء القبطيات واجبراهن على الزواج واعتناق الإسلام واسترخاص الدم القبطي والهجوم على الكنائس من قبل تنظيمات اسلامية، بقصد ترهيب الأقباط ودفعهم للهجرة، في ظل سكوت وتخاذل الحكومة المصرية في حماية مواطنيها. وفي العراق استبيحت دماء المسيحيين وأعراضهم وكنائسهم من قبل تنظيمات اسلامية ارهابية، تتهم المسيحيين بالعمالة لأمريكا والغرب، تمارس سياسية التطهير الديني ضدهم بهدف إفراغ العراق والمنطقة من المسيحيين. قبل أيام أقدمت مجموعات ارهابية على اختطاف كاهن مسيحي في نينوى وقطعت رأسه وألقت جثته في الشارع. بلا ريب، هذه الأوضاع الخطيرة ستدفع بالمسيحيين في سوريا الى المزيد من الانكفاء والانطواء على الذات والتفكير بالهجرة لمن استطاع لها سبيلاً بحثاً عن حياة من غير قلق. كما قد تدفع بالبعض الى تأسيس أحزاب و(تنظيمات مسيحية) تحسباً لتطورات محتملة قد تشهدها سوريا وتكرار المشهد العراقي الأليم فيها، فيما إذا تصاعدت الضغوط الخارجية على سوريا ونظامها القائم. تبدو فرص ظهور تنظيمات مسيحية أكبر في (منطقة الجزيرة)، التي تتكاثر فيها التنظيمات الإثنية والعرقية والطائفية، والتي شهدت اضطرابات عرقية وأحداث عنف دموية في السنوات الأخيرة، نبهت المسيحيين، وغالبيتهم من الآشوريين(سريان/ كلدان) والأرمن، الى المخاطر المحدقة بهم في حال حصول أي فراغ أمني وغياب سلطة الدولة، خاصة بعد مقتل شابين آشوريين وبطريقة وحشية ومن غير سبب أو مبرر على أيدي متطرفين عرب في مدينة الحسكة 2004.

سوري آشوري- القامشلي/ مهتم بقضايا الأقليات
shosin@scs-net. org
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس