عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 23-10-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
وأهم هذه المهام:

1) الدخول في عملية تضليل المسلمين، الذين يرتادون المساجد، بجعلهم يشكلون في ممارستهم الدينية، وفي علاقتهم بالواقع، وبالمنظمات الاجتماعية، والسياسية، وبالاقتصاد السائد، وبإمكانية العمل على تغيير الواقع، انطلاقا من التحليل الملموس، للواقع الملموس، حتى يصابوا باليأس من كل شيء، وعملية اليأس تلك، هي التي تؤهلهم لقبول إملاءات الأئمة، المتعلقة بالعودة إلى "الإسلام". وكأن ما عليه المسلمون ليس إسلاما، وبالعودة إلى "الحكم الإسلامي"، عن طريق العمل على قيام "الدولة الإسلامية"، التي تعمل على "تطبيق الشريعة الإسلامية"، التي هي المدخل لحكم المسلمين، ولوضع حد ل: "الفساد" الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، حتى يصير كل شيء "إسلاميا". ف"اللباس إسلامي"، و"المعاملة إسلامية"، و"الحجاب إسلامي"، و"العمل إسلامي"، و"المعاملة إسلامية"، و"الزواج إسلامي"، و"الطلاق إسلامي"، و"تعدد الزوجات إسلامي"، و"الاقتصاد إسلامي"، و"التعليم إسلامي"، و"العلاج إسلامي"، و"السكن إسلامي"، و"الكتب إسلامية"، و"الحياة المدنية إسلامية"، و" الثقافة إسلامية"، و"الدولة إسلامية"، و"مؤسسات الدولة إسلامية"، وهكذا، وكل من خالف ما هو "إسلامي" كافر، وملحد، ويجب الجهاد فيه، والعمل على تطهير "المجتمع الإسلامي" منه، حتى يصير خالصا سائغا للإسلام، وللمسلمين الذين لا يأتيهم الباطل لا من بين أيديهم ولا من خلفهم. والأئمة عندما يشرعون في إقناع الناس بمثل هذه التفاهات، فإنهم يكونون بذلك قد شرعوا في تكريس أدلجة الدين على أرض الواقع، وعلى جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وفي جميع مناحي الحياة، ليتحولوا إلى مبشرين ب"دين جديد"، هو الذي نسميه: "الدين الإسلامي المؤدلج"، الذي لا علاقة له بالدين الإسلامي الحقيقي، كما جاء على يد محمد بن عبد الله، وكما جاء في القرءان الكريم.

وشروع الأئمة في عملية أدلجة الدين الإسلامي، لا يعني إلا شيئا واحدا، وهو انعدام الشخصية القوية لدى الأئمة الذين يمارسون ذلك، ويسعون إليه، مما لا يوجد فيه احترام للأئمة أنفسهم، أو للمسلمين، أو للمكان الذي تؤدى فيه الشعائر الدينية؛ لأنهم يستغلون الدين الإسلامي في أمور لا علاقة لها بالدين الإسلامي، لتضليل الناس عن واقعهم، لتحقيق أغراض شخصية آنية، أو لخدمة مصالح طبقية معينة، للطبقة التي ينتمي إليها الأئمة، أو لخدمة مصالح الطبقة الحاكمة، أو لخدمة مصالح الحزبوسلامي، إن كانوا ينتمون إليه. وفي جميع الأحوال: فانحراف شخصيات الأئمة، يساهم بشكل كبير في تحريف الدين الإسلامي عن طريق أدلجته، وهو ما يرفضه الدين الإسلامي نفسه.

2) وأدلجة الدين الإسلامي تؤدي بالضرورة إلى شغل المسلمين عن واقعهم الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، فلا يبالون بالاستغلال الذي يمارس عليهم، سواء كان إقطاعيا، أو رأسماليا تابعا، أو رأسماليا، أو بورجوازيا صغيرا، أو حزبوسلاميا، ولا يبالون بالأمية التي تنتشر بشكل فادح في صفوفهم، ولا بالأمراض التي تنتشر بينهم، ولا بالسكن العشوائي الذي يأوون إليه، ولا بانعدام الشغل الذي يبحث عنه العاطلون، والمعطلون عن العمل، ولا بالأجور المتدنية، ولا بعدم تمتعهم بالحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، ولا بغياب الممارسة الديمقراطية في المجتمع...إلخ؛ لأن كل ذلك يصير قدرا من عند الله، وما هو قدر من عند الله، يجب قبوله، حتى يكون الإيمان صحيحا؛ لأن ما يقوم به البشر في حق البشر، وبواسطة أجهزة الدولة الطبقية، يصير كذلك قدرا من عند الله.

وفي خضم هذا الاستلاب الممنهج للمسلمين الذين يرتادون المساجد، يعمل الأئمة المؤدلجون للدين الإسلامي، على إيهام مرتادي المساجد، بأنهم إذا التحقوا بالحزبوسلامي، وتنظموا فيه، واستجابوا لأمر أمير الحزبوسلاميين، فإنه يصير في إمكانهم بناء "الدولة الإسلامية"، التي يعتبرها الحزبوسلاميون هي الحل، وأن مهمتها هي "تطبيق الشريعة الإسلامية". وفي هذا الاتجاه يسمح الحزبوسلامي بإصدار الفتاوى لإرهاب المسلمين، الذين لا ينتظمون في الحزبوسلامي، حتى يرغموا على الالتحاق بالحزبوسلامي، أو على الأقل ينطوون على أنفسهم، ولا يعملون على كشف أباطيل، وأضاليل الحزبوسلاميين، ليتم تمهيد الطريق أمام الحزبوسلاميين، من أجل الوصول إلى مراكز القرار، أو الوصول إلى السيطرة على أجهزة الدولة ،من أجل الاستبداد بالمجتمع الذي يسخر لخدمة مصالح الحزبوسلاميين.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس