سيد قطب الاخواني .. عراب الكراهيه والارهاب
سيد قطب..عراب الكراهية
كتب : وائل لطفي . لمجله روز اليوسف
«العراب فى اللغة.. هو الأب الروحى.. وسيد قطب هو عراب الكراهية» هذا الشهر ليس فقط موعد مرور مائة عام على ميلاد حسن البنا.. لكنه أيضا موعد مرور مائة عام على ميلاد سيد قطب، الاثنان من مواليد شهر واحد هو شهر أكتوبر وعام واحد هو 1906. على أنه ليس هذا فقط ما يجمعهما.. فالأول أسس جماعة الإخوان والثانى أكمل المسيرة.. وأطلق أفكار تكفير المجتمع.. مد الخط على استقامته.. روى البذور التى تركها حسن البنا فى الأرض لتكبر أشجار العنف.. وتثمر ثمار الكراهية..
لماذا يملأ الإخوان الدنيا بكل هذا الضجيج احتفالا بمئوية حسن البنا ولا ينطقون حرفا واحدا عن مئوية سيد قطب ؟! الإجابة بسيطة: سيد قطب لا يناسب المرحلة.. لا يناسب المظهر الجديد الذى يريد الإخوان أن يقدموا به أنفسهم للشارع.. جيد جدا. سيد قبط هو صاحب الأفكار التكفيرية العنيفة. أفكاره عن تكفير المجتمع تشبه الفضيحة.. لا يمكن مداراتها ولا تكذيبها ولا إعادة تفسيرها..، لذلك فمن الأفضل اختفاؤه.. لكن السؤال الأهم هو هل اختفى سيد قطب من خيالات الإخوان المسلمين فعلا ؟ الإجابة : هى لا..
وإذا شئنا الدقة فإن أفكاره حول الحاكمية الإلهية، وتكفير السلطة والمجتمع معا هى أفكار مسكوت عنها داخل الجماعة لكنها أبدا ليست أفكارا ملفوظة أو مرفوضة.. إنه فى نظر الكثير من الإخوان «الشهيد الحى» والشهيد الغائب بينما هو لدى زينب الغزالى الإخوانية الأشهر الإمام الفقيه والمجاهد الكبير الشهيد.. وهو أيضا الأستاذ الإمام ومجاهد فى سبيل الله.. مفسر لكتاب الله.. مجدد ومجتهد بل هو «الوارث المحمدى» والأوصاف رصدها ببراعة الزميل حلمى النمنم فى كتابه المهم «سيد قطب وثورة يوليو».. وقد حاول الإخوان كثيرا أن يغسلوا أيديهم من أفكار سيد قطب بعد أن تحولت الأفكار إلى دماء وبعد أن اكتشفوا أن أفكاره مهدت الطريق لظهور منافسين للجماعة خرجوا من عباءتها وزايدوا عليها ولم يروا فى قادتها سوى انتهازيين كبار عاجزين عن مواجهة المجتمع الذى أقنعهم سيد قطب بأنه مجتمع جاهلى كافر، والحقيقة أنه بعد انتشار أفكار سيد قطب عن تكفير المجتمع بين أعضاء الجماعة فى السجون أصدر المرشد العام وقتها «حسن الهضيبى» كتابا صار شهيرا فيما بعد هو «دعاة لا قضاة»، لكن الغريب واللافت للنظر أن المرشد العام للإخوان لم يتعرض بكلمة لأفكار سيد قطب لا بالتلميح ولا بالتصريح.. كان الكتاب مجموعة بحوث فقهية تحاول أن توقف طوفان التكفير الذى أطلقه سيد قطب لكن مؤلفه لم يجرؤ على أن يتعرض له بكلمة واحدة.. وجه كل هجومه وتفنيداته ضد المفكر الباكستانى أبو الأعلى المودودى الذى استقى منه سيد قطب كل أفكاره، كان المودودى مسلما متحمسا فى مجتمع هندوسى فرآه مجتمعا جاهليا كافرا. وكان سيد قطب كارها متحمسا فى مجتمع مسلم فرآه مجتمعا جاهليا كافرا! على أن البعض قد يدهش إذا قلت أننى ألتمس بعض العذر للإخوان فالطريقة التى مات بها سيد قطب أضفت على أفكاره قداسة.. وبات الجميع مقتنعين أن الفكرة التى يدفع صاحبها حياته ثمنا لها أقدس وأسمى من أن نناقشها وننقدها حتى لو كانت الفكرة فاسدة، وحتى لو كانت قد صدرت عن نفس غير سوية سواء كان عدم استوائها هذا صفة أساسية فيها.. وصفة عارضة طارئة.. فى كل الأحوال تبقى أفكار سيد قطب غير إنسانية وغير آدمية.. تبقى أفكارا ضد البشرية لكن أحداً لم يمتلك القدرة على نقد أفكار منظر العنف الأول.. والأب الروحى لجماعات القتل باسم الرب.. هذا على المستوى العام أما على مستوى الإخوان فلعلنا نفاجأ حين نعرف أن نفس المرشد الذى أمر بإصدار كتاب «دعاة لا قضاة» ووضع اسمه عليه فى عام 1972 هو نفسه الذى قرأ فصول كتاب «معالم على الطريق» التى كتبها سيد قطب فى السجن عام 1962 وباركها ووصف مؤلفها بأنها «أمل الدعوة المرتجى» والمعلومة منسوبة لزينب الغزالى شريكة سيد قطب فى تنظيم 1965. لم يقترب الإخوان من أفكار سيد قطب بالنقد إلا تنفيذا لفكرة «التقية السياسية» وبأقل ما يمكن.. والكارثة أنه بقى فى أذهان الكثيرين منهم ومن مختلف الأجيال ذلك الشجاع الجسور الذى أقدم على ما لم يستطيعوا أن يقدموا عليه ودفع الثمن الذى لم يستطع الكثيرون منهم دفعه.. ولعل هذه كارثة لا تقل عن كارثة إطلاق سيد قطب لأفكاره التكفيرية.. أن يبقى أعضاء الجماعة التى تسعى للاندماج داخل المجتمع والتواجد فى مؤسساته الدستورية والبرلمانية يحملون جينات تكفيرية كامنة ومستعدة للظهور فى أول فرصة.. على أن أشجع الإخوان وأكثرهم رغبة فى التطهر من ماضى الجماعة لا يستطيع الاقتراب من صاحب فكرة تكفير «الحاكم والرعية» ومن الأستاذ الذى تتلمذ عليه أشخاص مثل شكرى مصطفى ومحمد عبد السلام فرج. وعبود الزمر وأيمن الظواهرى وآخرون تابوا لكن توبتهم لم ترجع الأرواح التى أزهقوها.. ولا بثت الحياة لأناس انتهكت حقوقهم فى الحياة استنادا لأفكار سيد قطب.. وإذا جئنا لإخوانى مثل د. عبد المنعم أبو الفتوح الذى تقدمه بعض وسائل الإعلام على أنه أكثر قيادات الجماعة «ليبرالية» ورغبة فى التخلص من الماضى الدموى للجماعة سنجد أنه فى سعيه هذا - وأثناء مقابلته للأديب الكبير نجيب محفوظ للتهنئة بعيد ميلاده سبتمبر 2005
|