
27-10-2006
|
Registered User
|
|
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: EGYPT
المشاركات: 7,419
|
|
أراد أن يستغل الفرصة وأن يستكمل الحديث عن تقدير الجماعة لنجيب محفوظ بالحديث عن سيد قطب.. وفقا لنص ما نشر فقد قال أبو الفتوح: إن سيد قطب كتب ما كتب تحت تأثير الإحساس بالظلم والألم جراء كونه كان مسجونا !! ثم روى عبد المنعم أبو الفتوح قصة توضيحية قال فيها أنه كان يجرى فى شبابه عملية خراج لمريض وأن المريض من فرط إحساسه بالألم صفعه على وجهه.. وأنه تفهم موقف المريض الذى لا شك أن الألم هو الذى دفعه لهذا، وهكذا تنتهى القصة لنفهم منها أن علينا أن نعذر الشهيد الحى، هكذا ببساطة.. أما الآلاف فى الأرواح التى أزهقت وتزهق كل يوم.. فلا يهم.. نعذره بدلا من أن نحاكمه.. نعذره وفقط.. وحين نرى المناخ مواتيا للعودة لأفكاره علانية.. نفعل ونقول أننا أيضا شعرنا بالألم وبالضغط لذلك فمن حقنا أن «نصفع الطبيب» وأن نكفر المجتمع وأن نستبيح دماء المسلمين وغيرهم من المواطنين.. أليس هذا هو المنطق الذى يقدمه «الإخوان» بل أكثر الإخوان استنارة.. على أنه حتى ما يروجه الإخوان من اعتذاريات عن سيد قطب ليس صحيحا فهو لم يبدأ أفكاره التكفيرية وهو فى السجن بعد عام 1954 ولكن بدأها فى 1950. ولابد هنا من العودة للكتاب العام للأستاذ حلمى النمنم «سيد قطب وثورة يوليو» وقبل العودة لابد أن نسجل أن المشكلة لم تكن فى عقل سيد قطب ولكن فى روحه.. عقله كان مثل عقول الرجال لكنه كان ذا روح ضيقة متعصبة كارهة للآخرين.. من يقرأ ملامح سيرته التى كتبها بنفسه أو التى كتبت عنه لا يرى سوى شخص معتد بنفسه إلى درجة المرض.. كاره للآخرين إلى درجة الجنون، كان ابنا لأسرة متوسطة الحال فى قرية موشى بأسيوط تخرج فى مدرسة المعلمين وعمل مدرسا بالمدارس الإلزامية ثم التحق بكلية دار العلوم، كان مدرسا محترفا وكاتبا هاويا كتب الشعر والرواية والنقد فلم يلتفت له أحد.. ألف روايتين لم يتوقف عندهما النقاد وسقطا من تاريخ الأدب، وحين كتب فى النقد الأدبى وصف بأنه «ظل باهت للعقاد».
وبعد أن شعر بمرارة الفشل فى مجال الأدب اتجه للدراسات الإسلامية ولم يكن ذلك سوى تعبير عن انتهازية كبيرة بداخله.. حيث كانت فترة نهايات الثلاثينيات هى فترة رواج الكتابات الإسلامية حيث اتجه كبار مثقفى العصر طه حسين ومحمد حسين هيكل وأستاذه العقاد للكتابة الإسلامية.
وكما يرصد حلمى النمنم فقد أحاطت الشبهات بالبعثة الاستثنائية التى حظى به عام 1949 أثناء عمله فى وزارة المعارف.. وكانت للولايات المتحدة الأمريكية.. رغم أنك لو أحصيت كم مرة وردت كلمة «الكراهية» فى كتاباته عن أمريكا لوجدتها تتكرر مئات المرات، والحقيقة أنه كان انتهازيا كبيرا وقراءة المقالات التى كتبها بعد ثورة يوليو وأثناء فترة اقترابه من الضباط الأحرار تكشف أنه استغل الفرصة للتعبير عن كراهيته لكل البشر.. وكثير من مقالاته هى: قرب لبلاغات يخجل من كان دونه بكثير من أن يقدم عليها، فهو كتب بعد أن أقدم موظف بالإذاعة على منع أغانى أم كلثوم فور قيام الثورة باعتبارها مطربة القصر كتب يطالب بمنع محمد عبد الوهاب، وليلى مراد وفريد الأطرش.. وخاطب الثورة قائلا: إن عليها أن تقوم بواجبها مهما يكن فيه من اعتداء على حريات الأفراد! «لماذا غضب عندما سجنته الثورة إذن ؟» وفى مقالاته الأخرى لم يتوقف عن التحريض ضد الأحزاب ومصطفى النحاس، وبارك إعدام العاملين خميس والبقرى اللذين اتهما فى أحداث كفر الدوار، وفى مقال رابع كتب يحرض ضد زملائه من الأدباء والمثقفين الذين آلمه تجاهلهم له وقال «أن أى استماع لهم هو خيانة للمثل الجديدة»!
وهكذا ستجد أن كل كتاباته من وقت قيام الثورة وحتى ابتعاده عنها فى 1953 لم تكن سوى تحريض واضح على الإجراءات الاستثنائية وكبت الحريات وإبادة كل من يحمل أفكارا مخالفة.. وهى أفكاره ذاتها التى ألبسها ثوبا إسلاميا وعبر عنها فيما بعد.. أما ابتعاده عن الثورة فكان لأنه لم ينل ما كان يتوقع حيث كان ينتظر أن يرشح وزيرا للمعارف لكن الضباط عرضوا عليه منصب وكيل وزارة وليس وزيراً وبسبب ميله المرضى لتقديس ذاته فقد اعتبرها إهانة لا تغتفر وكان ما كان.
ولعل كل ما سبق يكشف أن كراهية البشر والرغبة فى إزالة الآخرين. ومحو كل ما هو مختلف معه كانت طبائع أصلية فى شخصيته.. ولعل هذا هو ما دفعه لاعتناق أفكار المفكرين الهنديين أبوالحسن الندوى وأبو الأعلى المودودى.. وتقديمها فى مصر منذ عام 1951. كما تشير دراسة «سيد قطب» وثورة يوليو ولعل هذا هو الذى دفعه أيضا لتحريض ثورة يوليو على البطش بكل أوجه الحياة فى مصر أثناء فترة اقترابه منها، ولعل هذا أخيرا هو ما دفعه للارتباط بمجموعة الإرهابيين الإخوان فى عام 1965 والذى سجل بخط يده فى مذكراته التى نشرت بعد إعدامه «لماذا أعدمونى؟!». أنه اتفق معهم على «ضربه رادعة» يجب أن تشمل إزالة الرءوس وفى مقدمتها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومدير مكتب المشير ومدير المخابرات ثم نسف بعض المنشآت التى تشل حركة مواصلات القاهرة كمحطة الكهرباء والكبارى»، والحقيقة أن الرجل كان إرهابيا من البداية للنهاية.. وهو علمانى كما هو متدين..وهو مفكر كما هو زعيم لتنظيم خرق.. وهو مع الثورة، كما هو ضد الثورة كان كارها عظيما لم تنبت أشجاره سوى الثمر المر، والحقيقة أيضا أن ذلك العنف الفكرى والنفسى.. الذى تميز به الرجل هو الروح الأصلية لجماعة الإخوان لذلك أحبوه وقدسوه واعتبروا أن «الله قد جدد به دعوته،
والحقيقة أيضا أن وجه سيد قطب هو الوجه الأصلى للإخوان. وأن وجه حسن البنا بملامحه المرتاحة وثغره المبتسم هو القناع الذى يضعونه الآن.. رغم أن القناع قد لا يقل بشاعة عن الوجه الأصلى.
http://www.rosaonline.net/alphadb/article.asp?view=1829
|