عرض مشاركة مفردة
  #86  
قديم 27-10-2006
honeyweill honeyweill غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: EGYPT
المشاركات: 7,419
honeyweill is on a distinguished road
فيعرف أصحاب الدعوة الإسلامية والحركة الإسلامية من هم المؤمنون ممن حولهم ومن هم المجرمون، بعد تحديد سبيل المؤمنين ومنهجهم وعلامتهم، وتحديد سبيل المجرمين ومنهجهم وعلامتهم، بحيث لا يختلط السبيلان ولا يتشابه العنوانان، ولا تلتبس الملامح والسمات بين المؤمنين والمجرمين..
هذا التحديد كان قائما، وهذا الوضوح كان كاملا، يوم كان الإسلام يواجه المشركين فى الجزيرة العربية. فكانت سبيل المسلمين الصالحين هى سبيل الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومن معه. وكانت سبيل المشركين المجرمين هى سبيل من لم يدخل معهم فى هذا الدين.. ومع هذا التحديد وهذا الوضوح كان القرآن يتنزل وكأن الله - سبحانه - يفصل الآيات على ذلك النحو الذى سبقت منه نماذج فى السورة، ومنها ذلك النموذج الأخير «لتستبين سبيل المجرمين». وحيثما واجه الإسلام الشرك والوثنية والإلحاد والديانات المنحرفة المتخلفة فى الديانات ذات الأصل السماوى بعدما بدلتها وأفسدتها التحريفات البشرية.. حيثما واجه الإسلام هذه الطوائف والملل كانت سبيل المؤمنين الصالحين واضحة، وسبيل المشركين الكافرين المجرمين واضحة كذلك.. لا يجدى معها التلبيس! ولكن المشقة الكبرى التى تواجه حركات الإسلام الحقيقية اليوم ليست فى شىء من هذا.. إنها تتمثل فى وجود أقوام من الناس من سلالات المسلمين، فى أوطان كانت فى يوم من الأيام دارا للإسلام، يسيطر عليها دين الله، وتحكم بشريعته.. ثم إذا هذه الأرض، وإذا هذه الأقوام تهجر الإسلام حقيقة، وتعلنه اسما. وإذا هى تتنكر لمقومات الإسلام اعتقادا وواقعا. وإن ظنت أنها تدين بالإسلام اعتقادا، فالإسلام شهادة أن لا إله إلا الله تتمثل فى الاعتقاد بأن الله - وحده- هو خالق هذا الكون المتصرف فيه. وأن الله - وحده - هو الذى يتقدم إليه العباد بالشعائر التعبدية ونشاط الحياة كله. وأن الله - وحده- هو الذى يتلقى منه العباد الشرائع، ويخضعون لحكمه فى شأن حياتهم كله.. وأيما فرد لم يشهد أن لا إله إلا الله - بهذا المدلول - فإنه لم يشهد ولم يدخل فى الإسلام بعد، كائنا ما كان اسمه ولقبه ونسبه، وأيما أرض لم تتحقق فيها شهادة أن لا إله إلا الله -بهذا المدلول - فهى أرض لم تدن بدين الله، ولم تدخل فى الإسلام بعد.. وفى الأرض اليوم أقوام من الناس أسماؤهم أسماء المسلمين، وهم من سلالات المسلمين. وفيها أوطان كانت فى يوم من الأيام دارا للإسلام.. ولكن لا الأقوام اليوم تشهد أن لا إله إلا الله بذلك المدلول، ولا الأوطان اليوم تدين لله بمقتضى هذا المدلول.. وهذا أشق ما تواجهه حركات الإسلام الحقيقية فى هذه الأوطان مع هؤلاء الأقوام! أشق ما تعانيه هذه الحركات هو عدم استبانة طريق المسلمين الصالحين، وطريق المشركين المجرمين، واختلاط الشارات والعناوين، والتباس الأسماء والصفات، والتيه الذى لا تتحدد فيه مفارق الطريق!

ويعرف أعداء الحركات الإسلامية هذه الثغرة.. فيعكفون عليها توسيعا وتمييعا وتلبيسا وتخليطا. حتى يصبح الجهر بكلمة الفصل تهمة يؤخذ عليها بالنواصى والأقدام!.. تهمة تكفير«المسلمين»!! ويصبح الحكم فى أمر الإسلام والكفر مسألة المرجع فيها لعرف الناس واصطلاحهم، لا إلى قول الله ولا إلى قول رسول الله! هذه هى المشقة الكبرى.. وهذه كذلك هى العقبة الأولى التى لابد أن يجتازها أصحاب الدعوة إلى الله فى كل جيل!
يجب أن تبدأ الدعوة إلى الله باستبانة سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين.. ويجب ألا تأخذ أصحاب الدعوة إلى الله فى كلمة الحق والفصل هوادة ولا مداهنة، وألا تأخذهم فيها خشية ولا خوف، وألا تقعدهم عنها لومة لائم، ولا صيحة صائح: «انظروا.. إنهم يكفرون المسلمين!». إن الإسلام ليس بهذا التميع الذى يظنه المخدوعون، إن الإسلام بيّن.. الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله بذلك المدلول، فمن لم يشهدها على هذا النحو، ومن لم يقمها فى الحياة على هذا النحو، فحكم الله ورسوله فيه أنه من الكافرين الظالمين الفاسقين.. المجرمين.. «وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين». أجل يجب أن يجتاز أصحاب الدعوة إلى الله هذه العقبة، وأن تتم فى نفوسهم هذه الاستبانة، كما تنطلق طاقاتهم كلها فى سبيل الله لا تصدها شبهة، ولا يعوقها غش، ولا يميعها لبس. فإن طاقاتهم لا تنطلق إلا إذا اعتقدوا فى يقين أنهم هم «المسلمون» وأن الذين يقفون فى طريقهم ويصدونهم ويصدون الناس عن سبيل الله هم «المجرمون».. كذلك فإنهم لن يتحملوا متاعب الطريق إلا إذا استيقنوا أنها قضية كفر وإيمان. وأنهم وقومهم على مفرق الطريق، وأنهم على ملة وقومهم على ملة.

يقول القرضاوى كلمته الأخيرة.. ويمضى!«هذا هو الرجل يصرح - بل يصرخ- بما لا يدع مجالا للشك والاحتمال : أن الأوطان التى كانت تعتبر فى يوم من الأيام «دار السلام»، وأن هؤلاء الأقوام «من سلالات المسلمين» الذين كان أجدادهم مسلمين فى يوم من الأيام.. لم يعودوا مسلمين، وإن ظنوا أنهم يدينون بالإسلام اعتقادا، فى حين أنهم ليسوا مسلمين لا عملا ولا اعتقادا، لأنهم لم يشهدوا أن لا إله إلا الله بمدلولها الحقيقى كما حدده هو، وأشق ما تعانيه الحركات الإسلامية أنها لم يتضح لها هذا المفهوم الجديد..

إن الذين يظنون أنفسهم مسلمين اليوم هم كفار فى الحقيقة، وهو يريد من هذه الحركات ودعاتها أن يجهروا بكلمة الفصل ولا يبالون بـ «تهمة تكفير المسلمين» فالحقيقة أنهم ليسوا مسلمين!!



http://www.rosaonline.net/alphadb/article.asp?view=1830
الرد مع إقتباس