عرض مشاركة مفردة
  #88  
قديم 27-10-2006
honeyweill honeyweill غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: EGYPT
المشاركات: 7,419
honeyweill is on a distinguished road
فإن الأمة أبت ؟ لا شىء سوى العنف وهكذا نرى أن الخلط بين الدين والرأى الإنسانى فى أمور الدين هو أمر مخيف لأنه الخطوة الأولى فى طريق العنف والإرهاب.
وهو جوهر الاستعلاء بأفكارهم وممارساتهم واعتبارهم المصدر الوحيد للصحة المطلقة. ولأن أفكارهم هى وحدها كانت وتكون، وستكون صحيح الإسلام فإنها دوما صحيحة ولا يمكن مراجعتها، بل يتعين استعادتها. وهذا ما يجعل كتابتنا عن الأستاذ حسن البنا أمرا ضروريا لأنها تقدم مرآة للماضى والحاضر معا، بل المستقبل أيضا.

فإذا قرأنا فى وثيقة إخوانية كانت ضمن مضبوطات قضية سيارة الجيب، وهى مضبوطات تخص الجهاز السرى للجماعة، وهو بالمناسبة الجهاز الحاكم فى الجماعة الذى افرز لها أكثر من مرشد عام «الأستاذ مصطفى مشهور والأستاذ مهدى عاكف». وإذا قرأنا عبارات أذهلت وكيل النائب العام المحقق فى القضية المستشار عصام حسونة «وزير العدل فيما بعد» إذ تحدث بصراحة مستندة إلى سرية الجهاز وسرية الوثيقة ليقول «إن القتل الذى يعتبر جريمة فى الأحوال العادية، يفقد صفته هذه ويصبح فرضا واجبا على الإنسان، إذا استعمل كوسيلة لتأييد الدعوة، وإن من يناوئ الجماعة أو يحاول إخفات صوتها مهدر دمه وقاتله مثاب على فعله». إلى كل هذا التراث الفكرى يستند الأستاذ مهدى عاكف المرشد العام الحالى إذ يصرح لمجلة «المصور» فى كبرياء لا يعرفه الإسلام «الإخوان لا يعتذرون». وهى تساوى «أن الإخوان لا يخطئون» و«الإخوان معصومون» وما هذا بصحيح ولو بأقل قدر. وإذا كان الأمر متعلقا بهم وحدهم فهذا شأنهم. لكنه متعلق بالرؤية الصحيحة للإسلام، ومتعلق بالوطن وأمنه واستقراره. لأنهم إذ يرفضون أية رؤية نقدية لماضيهم، فإنهم وفى نفس الوقت يمجدون ذلك الماضى ويسعون لاستعادته.

وتكون استعادته وبالا على الوطن كله.
وحتى فى موضوع مثل «الجهاز السرى الإرهابى» الذى شكله الأستاذ البنا وهو فى أوج تقربه من الملك فاروق ونظامه. فإنهم يكررون دون ملل أنه إنما أنشئ للمحاربة فى فلسطين. وطبعا لا يمكن لأحد منهم أن يجيبك: هل لم يزل هذا الجهاز موجودا حتى الآن أم لا ؟ وقد ظل الأستاذ البنا - وكذلك أتباعه حتى اليوم - يبررون وجود الجهاز السرى المسلح بالاستعداد للحرب فى فلسطين، لكن الأستاذ أحمد عادل كمال وهو واحد من قادة ومؤسسى الجهاز السرى يكشف لنا فى مذكراته عن حقيقة هذا الأمر، وكيف أن موضوع فلسطين كان مجرد غطاء يتخفى خلفه هذا النشاط الإرهابى. فهو يروى قصة القبض على مجموعة من أعضاء الجهاز السرى فى جبل المقطم خلال قيامهم بالتدريب على استعمال الأسلحة: «وكان الترتيب أن يكون هناك بصفة دائمة وفى مكان مرتفع من يراقب المجال بمنظار مكبر، وكانت هناك حفر معدة ليوضع بها كل السلاح والذخيرة ويردم عليها لدى أول إشارة من الأخ الذى يتولى المراقبة.. وبهذا تبقى المجموعة فى حالة معسكر عادى وليس معها ممنوعات، واستمر ذهاب المجموعات وعودتها بمعدل مرتين كل يوم ولمدة طويلة، ولكن حدث فى 19 يناير 1948 أن أغفل الأخ المكلف بالمراقبة أداء واجبه ففاجأ البوليس هذه المجموعة بسلاحها وقنابلها. وحتى حالة كهذه كان هناك إعداد لمواجهتها فقد أجاب إخواننا المقبوض عليهم بأنهم متطوعون لقضية فلسطين، وهى إجابة كان متفقا عليها مسبقا».. أى أنهم لم يكونوا يتدربون لحساب القضية الفلسطينية فلو كانوا كذلك لما احتاج الأمر إلى اتفاق مسبق على هذه الإجابة..

ثم تكتمل أدوات الخديعة إذ يقول : «وفى نفس الوقت كانت هناك استمارات تحرر بأسمائهم فى مركز التطوع للقضية الفلسطينية، «أى أنهم لم يكونوا متطوعين فعلا». ثم.. «كما تم الاتصال بالحاج أمين الحسينى مفتى فلسطين وشرحنا له الأمر على حقيقته وكان متجاوبا معنا تماما فأقر فى التحقيق بأن المقبوض عليهم متطوعون من أجل فلسطين، وأن السلاح سلاح الهيئة العربية العليا، وبذلك أفرج عن الإخوان، وسلم السلاح إلى الهيئة العربية العليا.

والحقيقة أن الأستاذ حسن البنا قد أتقن فن إقامة واجهات بريئة تختفى خلفها مكامن للإرهاب.. ونقرأ للأستاذ محمود الصباغ «ولم يقتصر تفكير النظام الخاص على التدريب على الأسلحة والقنابل التقليدية، بل فكر فى صناعة المتفجرات التى لا تتوافر فى الأسواق مثل قطن البارود، وقد تم إنتاجه بنجاح، وكذلك ساعات التوقيت التى تحدد وقت انفجار العبوة الزمنية، فقد تم تطوير الساعات العادية إلى ساعات زمنية لتفجير العبوات» ولكن كيف وأين تمت صناعة قطن البارود؟ يقول الصباغ «لقد اتجه تفكيرنا إلى إنتاج قطن البارود على نطاق واسع، وكان لابد لذلك من مكبس هيدروليكى كبير من نفس الحجم المستخدم فى صناعة البلاط، ومن ثم اتجه تفكيرنا إلى إنشاء مصنع للبلاط على أساس تجارى يضمن له صفة الاستمرار، وفى نفس الوقت يستخدم مكبسه فى إنتاج قوالب قطن البارود بالكميات التى تحتاج إليها العمليات. وقد قمت شخصيا بشراء المكبس الهيدروليكى من السوق، وتم إنشاء المصنع فى ميدان السكاكينى بالقاهرة بصفته أحد مصانع شركة المعاملات الإسلامية. وتعين كل عماله من أعضاء النظام الخاص، وأخذ فعلا فى إنتاج أجود أنواع البلاط، وأقوى أنواع قوالب قطن البارود». ترى.. خلف أية واجهات بريئة يتخفى الآن الخطر الكامن فى هذه الجماعة؟

وعلى أية حال.. فإنك إذا شددت عليهم النكير حول ما ارتكبته الجماعة من إرهاب.. فإنهم يبادرون بالقول بأن فضيلة المرشد المرحوم حسن البنا قد استنكر الأعمال الإرهابية. ثم يعودون إلى القول بأنهم لم يرتكبوا أى عمل عنيف منذ عام 1965. ولنحاول فحص هاتين المقولتين ببعض من أمثلة.. مذكرين وملحين أنها مجرد أمثلة. ولنبدأ بحادث اغتيال المستشار أحمد الخازندار.. فجميع الذين تحدثوا عن هذه الواقعة قالوا: إن فضيلة المرشد قد بكى من فرط حزنه على اغتيال المستشار، كما أنه أدلى بأكثر من تصريح يستنكر قتل القاضى. لكن تلميحات فى مذكرات الإخوان من أعضاء الجهاز السرى تشير إلى أن غضب الأستاذ البنا كان نابعا من أن عبد الرحمن السندى قائد هذا الجهاز قد أعطى أمر القتل دون إذن من فضيلة المرشد.
الرد مع إقتباس