عرض مشاركة مفردة
  #138  
قديم 21-11-2006
AleXawy AleXawy غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
الإقامة: AleXanDria
المشاركات: 5,848
AleXawy is on a distinguished road


عبد الله الطحاوى – ولاد البلد:

سامح موريس واعظ بروتستانتى.. يلفت نظرك لأول وهلة.. وإذا ظللت تنظر إليه لمدة طويلة لن تحسبه رجل دين.. فهو رياضي.. أنيق وسيم عصري في أفكاره وفى ملابسه.. تجول في وعظه بكنيسة قصر الدوبارة البروستاتنية الشهيرة.. إضافة إلى بعض الفضائيات.. كل هذا جميل.
المدهش في القصة أنه ـ أيوة بالضبط ـ يماثل عمرو خالد.. يمكن أن تقول أنه الطبعة المسيحية منه.. أوجه التشابه تداخلت للحد الذي آثار دهشة سامح نفسه حيث تعدت الشكل والطريقة واقتربت من المضمون الروحي المصالح للحياة والحريص على إذابة المسافة بين كلمات الله والرفاهة الاجتماعية بمعنى أخر أنه يرفع نفس الشعار.. اذكر الله تكسب مرسيدس..


فيه الحياة .. وباسمك نحيا

قبل معرفة أوجه التشابه بين الواعظين.. من المهم أن نقترب قليلاً من سامح موريس وعالمه.

البداية كانت من المنيا حيث مولده، ثم القاهرة والتي انتقل إليها بعد حرب 1967 في المرحلة الثانوية. تخرج في كلية طب قصر العيني عام 1976 وحاصل على الماجستير في الجراحة العامة ينتمي إلى عائلة ميسورة ومشهورة متزوج وله ثلاثة أولاد. وهو شخص بسيط يعيش وسط الناس كما يقول عن نفسه حاول أن يفهمهم ويشعر بهم حتى يستطيع الاقتراب منهم لذا فهو ليس خيالياً وإن كان عاطفيا مستغرقاً في الروحية يجيد استمالة القلوب والعقول بألفة وبساطة.. إنه أحد مؤسسي (واخدين بالكم يا جماعة).

خطابه الديني مبني على النصوص المقدسة التي يزاوجها بالقصص الحياتية ولكن الأبطال.. أنا وأنت.. وليس قدسيين.. النصوص لديه تفسر الحاضر ويستولد منها الإجابة على كل شيء.. وكله في إطار المتفق عليه لا مجال لفلسفة أو حيرة.

حديثه دائماً مرتبط بالله بالمفهوم المسيحي يعتبره مركز الكلام وليس الإنسان ويرى أنه نقطة البداية والنهاية ومصدر الحياة والراحة والإعانة والتشجيع وعندما سألته عن سبب ذلك أجاب: (لأنني عندما أتكلم عن الله سأعرفه والمعرفة تعطيني السعادة لأنني سأحبه وسأثق فيه وسأجيد الحديث عنه لأني مش سامع عنه وهذه العلاقة تجعلني استمتع بربنا والاستمتاع به يعطيني الشبع ويجعلني أحبه وأحب الحياة ويجعل الدافع في الحياة كله مبني على الحب و شعاري دائماً فلتكن فيه الحياة).

حياتك أحلى مع الله.

ظهر سامح مع بدايات الإحياء الديني الإسلامي والمسيحي في السبعينات. وهي المرحلة التي انطلقت فيها الحركة الروحية البروتستانتية عبر المعسكرات والمؤتمرات التي كانت تقيمها الكنيسة الإنجيلية من أجل الشباب في بيت السلام بالعجمي والذي لعب دوراً كبيراً في هذه الصحوة، حيث كان يختلي الشباب مع القادة الدينيين من أجل النهوض بهم روحياً وثقافياً.

سامح كان واحداً من هؤلاء الشباب ويعتبر نفسه أنه قد خرج من وسط حركة شباب واستطاع لاحقاً أن يطور فيها ويضيف لمساته على هذه المعسكرات الروحية وعن ذلك يقول: (فكرة عملها تقوم على أن أحضر شاب بعيد عن ربنا ومنغمس في المعصية وفي المخدرات أو حتى التدخين وبطريقة جميلة نقدم له محبة الله.. ربنا بيحبك وبيدور عليك وتقدر تستمتع بالحياة معه وتفرح وتحيا وأنت غير قلق فبمحبته تحب، ورحمته ترحم فيه الحياة. ونجح هذا الأسلوب والتف حوله الشباب وفي جو من المرح والاستمتاع يجد نفسه داخل رسالة مفادها حياتك أحلى وأظرف مع ربنا).
ولو تتابع قناة المحور في رمضان ستجد أنها تبث إعلاناً مصوراً يظهر في عمرو خالد مع شباب داخل معسكر خلوي ترفيهي يصلون ويتلون القرآن ويلعبون الكرة.

المسيــح المريــح

قرر سامح أن يلتحق بكلية اللاهوت.. لم ترق له أساليب الفصحى في الوعظ ووجد أن ذلك يتناقض مع مراميه في التجديد بحسبان اللغة العربية ستكون حاجزاً أمام الشباب، يقول: (حددت طريقي وهو أن أعظ بما يفهمه الشباب وأن يكون الخطاب الديني بلغة الإنسان العادي وحاولت أن استفيد من التجارب الإنسانية وأضيفها إلى وعظي حتى يقترب الشباب مني).

ولمع معه نجوم وعظية في هذه الحركة الجديدة أمثال يوسف فرج الله ، فريد أبادير – والقس منيس عبد النور – ويوسف بطرس قسيس بيت السلام.

بدت هذه الحركة أنها موجهة للشباب الجامعي لاسيما شباب الجامعة الأمريكية التي لا تبعد سوى خطوات عن كنيسة قصر الدوبارة كانت الحركة مستغرقة في القضايا الروحية وتقترب من المنطق والعقل لمواجهة التيارات الإلحادية التي كانت منتشرة داخل الجامعات وخصوصاً في وسط المسيحيين حسبما أوضح.

إلا أنه أكد أن وعظه الآن صار أكثر عاطفية وإن كان يتماس مع هموم الشباب الاجتماعية والاقتصادية مقدماً لهم المسيح المريح وليس المتحدي، والإيمان المنسجم لا المقتحم والمصالحة بين الروحي والمادي والسماوي والأرضي ليخرج الإيمان من دائرة الطقوس ليعود إلى الحياة ثم تعود الحياة إلى الله لنحيا معه وكما تحققت مشيئته في السماء تتحقق أيضا على الأرض، حسبما يعتقد، حيث لا يظهر الإيمان في رأيه إلا بخدمة الله والعمل معه وتوجيه الطموح في الحياة لإعلان مجده.

سامــح المنـدهش

هل لاحظت يا د. سامح أوجه التشابه بينك وبين عمرو خالد أجاب على تساؤلي قائلاً "أناس كثيرون أكدوا لي هذا الأمر، وأن أسلوب عمرو خالد قريب من أسلوبنا (الإنجيليين).. وبذات أسلوبي أنا.. ابني سمعه وأحضر لي (سي دى) وقال لازم تسمعه لأنه يتكلم مثلك.. ولم أسمعه إلا مرة واحدة في ندوة بأوربا عن الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية وكانت محاضرته تتحدث عن ضرورة المصالحة مع الغرب وفهم الواقع".

"ومع أن هذه ليست وعظة.. إلا أنني لاحظت أن ثمة تقارب بيني وبينه مثل استخدام لغة اقرب للعامية والإكثار من القصص وربطها بالواقع.. ودعني اندهش من أوجه التشابه الكبيرة التي وصلت إلى بعض المصطلحات التي استخدمها بل وكررها كثيراً مثل حديثه عن التوبة والعلاقة مع الله.. وأن ربنا يحبك وعاوزك.. إلى غيرها من المصطلحات التي اعتقد أنها ليست مشهورة في الخطاب الديني الوعظي الإسلامي.. ولا أعلم هل هي موجودة في القرآن أم لا ؟ ودعني أؤكد مرة ومرة أن الكثير من أفكاره تتشابه مع أفكارنا وهو أمر يمثل لي علامة استفهام غير مفهوم".

وسألته ثانية: وهل لهذا نجح ؟.. فأجاب "أعتقد أنه نجح لأنه خرج من وسط حركة شباب وليس من مؤسسة دينية مثل الأزهر وبالتالي أعتقد أن عمرو خالد كان قريباً منهم وحاسس باحتياجاتهم).
الرد مع إقتباس