يريدون الحقيقة
أصبحت قصة اغتيال الحريري تشبه قصة فلسطين (و لا صوت يعلو على صوت المعركة ) عفوا (لا شيء قبل معرفة الحقيقة ) لا لتطور البلد ,لا لتحسين الأوضاع المعيشية و الاجتماعية ..الخ قبل معرفة الحقيقة !!!
جاء ميليس الى لبنان ليحقق في قضية اغتيال رفيق الحريري , جاء تقريره الأول عن تورط النظام السوري و الأجهزة الامنية البنانية الموالية لها , لكن الأمور تغيرت فيما بعد , و اختلط الحابل بالنابل , تقارير غير كاملة و فيها ثغرات , شهود يغيرون أقوالهم , بدأت الشبهات تدور حول ميليس نفسه بأن يعمل لحساب آل الحريري , فقرر ميليس و حفاظا على سمعته كقاضي تحقيق نزيه أن يتخلى عن مهمته و يستقل لان المسالة معقدة و الخيوط متشعبة و متشابكة ,و لأن مايجري تحول من قضية تحقيق الى مهزلة سياسية تتلاعب فيها المصالح و التجاذبات .
ذهب ميليس و جاء براميرتس ,و التحقيق لا يزال في مكانه .
بل ان المضحك في التحقيق هو أن لجنة التحقيق لم تستطع حتى الآن كشف أبسط خيوط القضية , حتى لآن لم تستطع لجنة التحقيق تحديد ما اذا كان التفجير قد تم فن فوق الأرض (أس بسيارة مفخخة ) أو من تحت الأرض و فوقها في آن واحد (سيارة مفخخة و عبوة ناسفة من العيار الثقيل موضوعة تحت الأرض ) ,
و أيضا و فيما لو فرضنا أن التفجير قد تم من فوق الارض فقط(سيارة مفخخة) فلجنة التحقيق لم تستطع حتى الآن أن تحدد طبيعة العملية , لأن سيارة رفيق الحريري و سيارات المرافقة مزودة بجهاز عالي الجودة يقوم بالتشويش على كل الموجات الكرمغناطيسة القريبة من السيارة فلا يمكن عندها استعمال جهاز للتفجير عن بعد لن أجهزة التشويش ستبطل عمله و عليه فلا يكن تفجير اي عبوة ناسفة عن بعد بجانب سيارة الحريري , و لجنة التحقيق لا تزال تسائل هل كانت العبوة المتفجرة مزودة بجهاز تفجير عن بعد متطور أكثر من أجهزة التشويش التابعة لسيارات الحريري مما يجعل عمل تلك الأجهزة لا نفع منه و بالتالي يمكن تفجير أي عبوة ناسفة عن بعد عند مرور موكب الحريري , أم أن هنالك رجل داحخل السيارة ,أي بمعنى آخر انتحاري جهادي ذو عقيدة و فكر معين تم تجنيده لتلك العملية بايهامه ام من في الموكب مسؤولون أمريكان أو مسؤولون عرب موالون لأمريكا و غير معادين لاسرائيل .....الخ ليقوم هذا الانتحاري الجهادي
بقتل ذلك المسؤول العميل القابع في احدى سيارات الموكب .
بالمختصر أصبح قضية تحقيق مهزلة يسخر منها اللبنانيون قبل غيرهم .
اغتيال بيير الجميل
مر حوالي عام و نصف على تشكيل حكومة السنيورة (حكومة قوى 14 آذار) , لم يتغير شيء في الوضع اللبناني , بدأ الشارع اللبناني يتملل من كذب و نفاق الحكومة و من استغلالها للمشاعر الوطنية بعد اغتيال الحريري و غيره من اللبنانيين لتحقيق مكاسب خاصة بالسياسيين و أركان الحكم .
و ازداد ادراك اللبنانيين لاسطورة ما يسمى 14 آذار , و بدأ الشارع اللباني المعارض بمختلف أطيافه يكتسب شيئا فشيئا المزيد من المؤيدين , و جائت حماقة نصر الله و حربه ضد اسرائيل لتعطي حكومة 14 آذار فرصة أخرى لأخذ أنفاسها ,لكن ما أن انتهت الحرب حتى عاد الشارع ليسأل و يحاسب الحكومة , و بدا المعاضة بالتحرك و فشل مؤتمر الحوار , و أصبحت المعارضة قاب قوسين أو أدنى من النزول الى الشارع و أعلان العصيان المدني و التظاهر على الطريقة لأوكرانية والجورجيةلاسقاط الحكومة , و اذا بنبي جديد اسمه سمير جعجع يخرج الينا من بين أركان الحكم ليتنبأعن اغتيالات ستطال وزراء من الحكومة !!
ثم تأتي جريمة اغتيال وزير الصناعة (وزير للصناعة في بلد ليس فيه صناعة لأن مصالح الحريري و أطماع العسكر السوري و المسؤولين اللبنانيين لن تسمح لهذا البلد الا أن يبقى مزرعة لهم ) بيير الجميل قبل تحرك المعارضة لاسقاط الحكمة بأيام قليلة !لتصدق نبوءة جعجع !!فاذا كان جعجع يمتلك كل تلك المعلومات الاستخباراتية الدقيقة فلماذالم يقدمها للقوى الأمنية التي هي تحت سيطرته فهو من أركان الحكم (14آذار) و الامن بايديهم هم لا بأيدي آخرين .اغتيل الوزير الجميل و بطريقة تختلف كليا عن طرق الاغتيال السابقة ,فليس هنالك لا سيارة مفخخة ولا عبوة ناسفة و لا من يحزنون !!!طريقة اغتيال تشبه أفلام السينما ,اغتيال على طريقة المافيا الايطالية و آل كابوني !!! بكل بساطة و طمأنينة ,اغتيل بيير الجميل على مرأى من الناس جميعا في وضح النهار , القاتل لم يكن مقنعا , ترجل من سيارته و سار بكل برودةأعصاب الى أن وصل الى الهدف و اطلق النار من سلاح كاتم للصوت فقتل الوزير الذي كان يقود السيارة و قتل معه المرافق الذي كان بجواره ,بينما هرب المرافق الذي كان بالمقعد الخلفي من السيارة بحجة أن سلاحه (روكب) أي حصل عنده نوع من الاستعصاء !!!قتل الوزير دون أن تقوم المرافقة باطلاق طلقة رصاص واحدة تجاه الجاني .
و رغم أن الجريمة حدثت في وضح النهار كما قلنا ,ألا أن الروايات لا تزال تتضارب , عن نوع السيارة التي كان فيها القاتل ! و عدد السيارات ! و عدد من نفذ العملية !و الجهة التي أطلقومنها الرصاص ,فحتى شهادات شهود العيان تتضارب و تتناقض مع بعضها !
يتبع ..
__________________
فليتك تحلو والحياة مريرة___ وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر__ وبيني وبين العالمين خراب
|