عرض مشاركة مفردة
  #36  
قديم 02-12-2006
الصورة الرمزية لـ babylonian
babylonian babylonian غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
المشاركات: 7,663
babylonian is on a distinguished road


تابع ( 2)

حرب الإلغاء وتحضير عدّتها
بعد ساعات قليلة على عملية "الوعد الصادق" بدأت "حرب الإلغاء". كان استدعاء العدو يهدف الى محاربة الشقيق. لم تكن قيادة "حزب الله" تفكر لوهلة أن الحرب الإسرائيلية ستدوم 34 يوماً. وضعت في حسابها أن المسألة أيام وتنقضي، مما يمكنها من الالتفاف فوراً على الشأن الداخلي مستقوية بوجود أسيرين إسرائيليين بين يديها، آخذة على قوى الأكثرية انزعاجها من "هذا العمل السيادي". ليس في ذلك أي تحليل. مراجعة المؤتمر الصحافي للسيد نصرالله بعد العملية يبين هذه الحقيقة. هو قال إن اللبنانيين بحاجة الى من يهتم بوضعهم المعيشي ولذلك فهو سوف يقف الى جانبهم في مطلبهم المحق القاضي برفع الحد الأدنى للأجور. نطق بذلك من أجل افتعال أزمة سيادية ومطلبية مع الحكومة التي يكرهها النظام السوري. كان يستعجل الحرب الأهلية. طالت الحرب. تغيّرت الأسباب، لكن السيناريو بقي ثابتاً.
الخطة البديلة
ليس صحيحاً أن زمن تعداد أسباب هذا التأزم الشيعي قد طوته التطورات، لأن ما حصل في الشارع وما سوف يحصل يستدعي "كلمة سواء" ووضع استراتيجية التصلب، فتجاوز الأمور بالتي هي أحسن كما استراتيجية اللين لم تنفعا مطلقاً، لذلك لا بد من الانتقال الى الخطة البديلة.
والخطة البديلة قوامها الآتي:
1 ـ وجوب التحالف المتين مع القوى الشيعية المستقلة عن "حركة امل" و"حزب الله" مع اعتماد خطاب شيعي واضح وصريح وشفاف ومؤثر بأصحاب العقول، وفق الطريقة التي جرى التعامل بها مع حالة العماد ميشال عون وبيّنت نجاعتها.
2 ـ وجوب الرد التفصيلي على كل الوقائع المزوّرة التي توسلها "حزب الله" في تحضير "حرب الإلغاء".
3 ـ وجوب الإصرار على سلّة الحل المتكامل، مهما كانت التضحيات لأنه بقدر ما يجب الاهتمام بعواطف "ربع لبنان" يجب التوقف عند عقل ثلاثة أرباع لبنان الذي يعرف أن قرشاً واحداً لن يعطى لـ"دولة حزب الله"، وأن الدولة المدنية الجامعة ستكون في طور الانتهاء، وأن الكبت الذي سينتقل من الربع الى الآخرين سوف ينتج حالات انقلابية مستمرة، فلكل يومه.
4 ـ الانطلاق في وضع عريضة نيابية تهدف الى إحالة الرئيس أميل لحود على المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء. عريضة تتضمن كل تجاوزاته الدستورية وكل خياناته الوطنية، أقلّه منذ التمديد حتى اليوم، بحيث تحال بالغالبية المطلقة من عدد النواب على لجنة تحقيق برلمانية تخضعه للمساءلة. أغلبية الثلثين قد تقف عائقاً دون إحالته على المحاكمة لاحقاً، ولكن نتاج التحقيق كافٍ بتخليد موثق لفضيحته المتمادية.5 ـ إعادة التفكير في الطريقة الواجب اتباعها في التعاطي مع الرئيس بري، لأن من أتت به الأكثرية الى منصبه يستحيل ان يبقى "السيد المهاب" فيما يعمل على الانقلاب على من أعطوه شرعية المنصب.
6 ـ التعامل السليم مع مسألة سلاح "حزب الله". هذا السلاح لم تعد له وظيفة ايجابية منذ التحرير في العام 2000. آخر مبتكرات هذا السلاح كان تدمير لبنان في تموز 2006. وبعدما حصل، أمس أصبح هذا السلاح في يد مجموعة انقلابية. الجيش لا يحق له تسيير تظاهرات. "حزب الله" طالما أن سمة الشرعية ملقاة على سلاحه هو جيش بكل ما للكلمة من معنى. نزوله الى الشارع لإسقاط الحكومة يوازي الانقلاب العسكري. إنها حالة بن لادنية، أي الامساك بالسلطة ومن ثم العودة إلى "قتال اليهود".
7 ـ وجوب بدء التفكير بالانتخابات النيابية المقبلة، وشرطها الاستجابة لمطالب المستقلين الشيعة في الجنوب والبقاع أي توفير شروط متوازنة، بحيث لا يعيش من يفكر بالتصويت لهم عقدة الخوف من سلاح له تأثيره.
بالنتيجة، لا بد من توجيه شكر كبير الى "محاصري" السرايا الكبيرة، لأن هؤلاء من حيث لم يدروا حرروا المسيحيين من أسر وهم قوة العماد عون وحرروا اللبنانيين من أسر المحرمات التي كانت تحوط بـ"حزب الله" وحرروا السياسيين من أسر "المرجعية" التي كادت تنسيهم أن الرئيس بري ليس سوى رئيس "حركة أمل" الذي استشهد الرئيس رفيق الحريري غاضباً منه.
الرد مع إقتباس