عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 06-12-2006
boulos boulos غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,586
boulos is on a distinguished road
shock أسامة أنور عكاشة:لا أحد يصدق وعود مبارك

كان قد تم ترشيحك لكتابة عمل عن حرب أكتوبر غير أن المشروع قد تعثر، وبدأت الصحافة القومية تشن عليك حملة شعواء، ثم توقف المشروع كلية، فهل توقف لأن ما طلب منك كان ضد رؤيتك؟
-- لقد كنت سعيداً جداً بهذا المشروع وأرسلت لى القوات المسلحة وأفادونى أنه لا أحد غيرى يمكن أن يقوم بهذه المهمة وشكلوا لجنة مؤلفة من عشرين قائداً من قواد حرب أكتوبر وعقدنا جلسات عمل استغرقت أسابيع، ولدى تسجيلات هذه الاجتماعات وكانت هذه الجلسات برئاسة المشير محمد على فهمى، فشعرت أنهم متحمسون، كما كنت متحمساً أيضاً حتى أن المشير طنطاوى قال لى: اكتب اللى أنت عايزه ومن جانبى لم أشأ أن أنجز عملاً تسجيلياً أو وثائقياً وإنما ما تبادر لذهنى أدبيات عالمية عن الحرب مثل الحرب والسلام لتولستوى وبدأت أخطط كما أعلنت القوات المسلحة عن تعاقدها معى لكتابة فيلم عن حرب أكتوبر غير ان هذا الإعلان قد أقام الدنيا ولم يقعدها، وفوجئت بحملة شرسة بدأتها أخبار اليوم على مدى أسابيع استكتبت فيها الناس لكى يشتموا العبدلله وكان إبراهيم سعدة على رأس هذه الحملة وكان مفاد هذه الحملة ألاَّ تمكنوا هذا الرجل من العبث بتاريخ مصر، قالوا دا ناصرى وحايسرق نصر أكتوبر وينسبه لعبدالناصر، كما لو كانت حرب أكتوبر من أملاكى أو العزبة بتاعتى، سأعطيها لمن أريد كأن ليس هناك تاريخ وليست هناك وثائق.
- وما سبب الانقلاب؟
-- كانت الفكرة هى إخراجى من المشروع خاصة بعد ان صرحت أن البطل الحقيقى لحرب أكتوبر هو الإنسان المصرى والأسرة التى ظل أبناؤها فى الخنادق على جبهة القتال طيلة ست سنوات وأنا أعتبر أن هذا المواطن البسيط وراء كسبنا حرب أكتوبر وأول ما قلت هذا بدأت الحملة باتهامى بتجاهل السادات لكن مازال المشروع موجوداً ومعالجته موجودة والتسجيلات موجودة ولابد أن أكتب الحدث كما أراه ككاتب أولا.. غير ان المشكلة أننا مازلنا نعيش الزمن الذى يحكم فيه رجال أكتوبر وأنا ضد الأعمال الاحتفالية.
- معنى ذلك أننا لو قررنا كتابة تاريخ أى مرحلة فإن ذلك لن يتحقق إلا برحيل كل رموز هذه المرحلة؟
-- يا سيدى أنت تعرف أن تولستوى كتب الحرب والسلام بعد مرور 75 عاماً عليها، وما الذى يضيرنا أن نكتب عن حرب أكتوبر بعد رحيل أبطالها ورموزها، وماذا يضيرنا لو كتبنا قصص الناس البسطاء الذين كانوا وقود المعركة وأى كاتب ستعلن عنه الأقدار فيما بعد ستكون لديه فرصة أفضل وظرف أفضل.
- فى برنامج سلمى الشماع نسهر سوا تحدثت عن الفنانات التائبات اللائى عدن إلى الفن وقيل انك تلقيت تهديداً هل هذا صحيح؟
-- نعم تلقيت 300 ميل كلها تهديدات حتى أن الداخلية عرضت تعيين حراسة، وكانت سلمى الشماع قد ابلغتنى بوصول تهديدات، ولم تكن هذه هى المرة الأولى، ففى إثر أزمة مسلسل عمرو بن العاص، أحلوا دمى فى الزوايا والمساجد.
- أين أفلامك بعد كتيبة الإعدام والهجامة وتحت الصفر ودماء على الأسفلت؟
-- أنا اسمى هذه الأعمال.. أو زيارتى للسينما بالمهمة التى أردت انجازها، وقد انجزتها حيث أردت تبليغ رسالة وتوصيل فكرة عبر قالب فنى يليق بها ويستوعبها وانتهى الأمر لكن لا أعتقد أننى أكرر الزيارة لأن الموجود الآن من أفلام ليس له علاقة بالسينما سوى من استثناءات بسيطة جداً لن أتعامل مع سينما مثل اللمبى وبوحة وكلم ماما هناك أفلام جيدة مثل بحب السيما وسهر الليالى وملاكى إسكندرية، لكن كلها قطرة فى بحر من الهبوط.
- لم يكن عملك المسرحى البحر بيضحك ليه فى مستوى قيمتك وقامتك فلماذا أقدمت على كتابته؟
-- إذا ذهبت إلى روما فيجب أن تفعل ما يفعل الرومان لكننى ذهبت إلى روما.. حيث الكثير من الإغراءات، وقلت لماذا نترك جمهور القطاع الخاص للأعمال الهابطة ولماذا لا نقدم كوميديا جادة بحيث نحقق عنصريى الفرجة والفكر فاكتشفت بعد فوات الوقت أننى كنت أطارد خيط دخان إذ اكتشفت أن المطلوب فى القطاع الخاص هو كروكى مسرحى مجرد إطار داخله هلس وعرى ونكت ورقص.. وخلاص حرَّمت
- الكثير من أعمالك بل معظمها جسدت هوساً بالإسكندرية والقاهرة القديمة ولم نجد حضوراً لبلدك الأصلى بمحافظة كفر الشيخ فى أعمالك؟
-- أنا مشغول ومهموم بعمل أكتبه الآن اسمه المصراوية ومسرح أحداث هذا العمل يقع فى العب بتاعنا فى شمال الدلتا، وهذا العمل يبدأ منذ الحرب العالمية الأولى عام 1914 وهى منطقة زمنية لم يجترحها كاتب من قبل سواء على صعيد المكان أو الزمان، الذى يشير إلى بواكير عصر نهضة ومسرح أحداث هذا العمل فى كفر الشيخ ودسوق وبيلا والبرلس وصولاً للمنصورة ومروراً بالمدن الصغيرة حيث البيئة التى تجمع الصيادين والفلاحين وحيث المدينة المركزية فى هذا العمل هى تلك المدينة التى تجمع بين صيغتى الريف والحضر وهذه المنطقة كانت حلما قديما يراودنى وبهذه الرواية سأشعر أننى أعطيت كل ما عندى للتليفزيون.
- وماذا بعد هذا العمل؟
-- لقد سددت الفاتورة من صحتى والمصراوية عمل من العيار الثقيل وهو ملحمى الطابع ورغم شعورى بالتعب إلا أننى أشعر بالمتعة فى انجازه، وأنوى بعده أن أقوم باستراحة طويلة، أعود خلالها لحبى الأول القصة أولاً ثم الرواية، وما الحب إلا للحبيب الأول.
- قلت قبل ذلك ان هوية مصر فى خطر وهى مستهدفة وقلت إنها تتعرض لهجمة وهابية؟
-- لعله من المصادفة أن تسألنى هذا السؤال فيما أنا منخرط منذ يومين فى كتابة مقال اسمه الحملة الوهابية والفتح الثانى لمصر.. وأنا أرى أن هناك مخططا يتم تنفيذه على مراحل، وما يحدث لمصر الآن هو مد وهابى وغزو وهابى.
لقد تأكدت عبر تاريخ طويل أن وسطية الإسلام واعتداله تأكدا فى مصر، فمصر لم تعرف التطرف وكل عقيدة جاءتها اصطبغت بصبغتها لأن العقلية المصرية كانت قادرة على تمثل وهضم أى عقيدة وثقافة وكانت قادرة على تكييف هذه المعتقدات دون الإخلال بها.. وفق نمط ثقافة مصر ووفق تراكم معرفى وتراثى سابق ووفق نمط واحتياجات حياة.
الرد مع إقتباس