
06-12-2006
|
Gold User
|
|
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,586
|
|
تابع....
- منذ متى بدأ الخلل يلحق بهذا الأمر منذ متى بدأ هذا الغزو وهذا التطرف؟
-- منذ منتصف السبعينيات بدأت هذه الهجمة التى أعقبت حرب أكتوبر وارتفاع سعر النفط وأصبحت الدول الوهابية هى الأغنى، فتحولت بذلك إلى ملاذ للعمالة المصرية التى عملت هناك لسنوات وعادت متوهبنة حتى الأزهريون منهم لم يسلموا من هذا التأثير عادوا أيضا متوهبنين هؤلاء الأزهريون الذين كانوا رمز الاعتدال والوسطية والذين كانوا حائط الصد والأمان ضد أى تيارات دينية متطرفة أيضا لوثتهم أموال النفط الوهابية. وأصبح مشايخ الأزهر رسلا للوهابية واستبدلوا الزى الأزهرى، بالزى الوهابى فاصبحوا يرتدون الطاقية البيضاء والشال وهكذا فعل الشيخ الشعراوى فكان ذلك إيذاناً ببدء العصر الوهابى فى مصر ومن بعده الحجاب فى نفس الفترة اكتشف الناس أنه ليس هناك إسلام فى مصر فجاء شكرى مصطفى ووصف مصر بدار الجاهلية، وأن نساءها متبرجات ويجب أن يعدن لحظيرة الحشمة ومن جانبهم قد شجع الوهابيون هذا ودعموه بالمال والدعاة والشرائط وهؤلاء الدعاه الذين امتلأت بهم الفضائيات هم دعاة وهابية لا إسلام وجميعهم يدين بالولاء لأصحاب النعمة كل الفضائيات تروج للوهابيين باستثناء قنوات قليلة جداً مثل دريم والمحور.
- قلت إن مشايخ الأزهر يدينون بالولاء لأصحاب النعمة، ولدينا علماء مهمون فى هيئة علمية مهمة وهى مجمع البحوث الإسلامية، فهل تأثر هؤلاء أيضا بالمد والمال الوهابى؟
-- نعم بدليل فرض وصايتهم الوهابية حتى على الإبداع وحرية الرأى والكتابة وأصبحت هذه الحرية نهبة بين محامين مغمورين وقوانين الدولة الصارمة وجهات التوصية الدينية ومن بينها مجمع البحوث هذا، وها هم تراهم يلهجون بالثناء على بيان عبدالعزيز آل الشيخ الذى اتهم فيه فاروق حسنى وكل من يعارض الحجاب فى مصر ونحن نعلم أن رئيس الجمعية الشريعة هناك هو المرجع الأساسى لعلماء الأزهر، أنا لا أدافع عن فاروق حسنى ولكن كلنا فى خدمة هدف واحد هو حرية الرأى والتعبير.. الخلاصة أن الوهابيين يمهدون ويخططون لقيام حكومة وهابية طلبانية فى مصر.
- طالما أشرت إلى أزمة الحجاب الأخيرة فقد لفت انتباهنا بشدة موقف أقطاب النظام السياسى المنتمين للحزب الوطنى وتضامنهم مع الإخوان كيف تفسر هذا الموقف؟
-- هذا غباء سياسى، ممن تصوروا أنهم يزايدون على الإخوان، ولا يريدون أن يتركوا لهم الساحة، ففعلوا ما فعلوا وكأنهم يقولون للإخوان: نحن وهابيون أكثر منكم، فإذا بالإخوان يتراجعون لكى يتركوا إخواننا إياهم بمفردهم فى الساحة ولك أن تعود لتصريح مهدى عاكف لديكم فى العربى حول القضية إذ قال: أزمة الحجاب تهريج وفاروق حسنى حر فيما يقوله بصراحة هذا الموقف من رموز الحزب الوطنى إنما يجسد خيبة أمل فى الممارسة السياسية.
- وكأنك كنت تعول على الحزب الوطنى فى أن يقدم شيئاً ذا قيمة لمصر؟
-- هو لا يمت للأحزاب الحقيقية بصلة إنما هو مجموعة من المنتفعين والمصلحجية وما فعلوا فى البداية تغزلاً فى الإخوان أو المشاعر الدينية كما قلت يدل على غباء وفراغ سياسى يعيشه هذا الحزب وعناصره، وهو المسئول عن هذا الفراغ السياسى الذى تعيشة مصر فلقد احتكر الحياة السياسية لصالحه لكنه عاد بمصر للوراء إلى عصور الاستبداد وفرغ الحياة السياسية فى مصر من مضمونها وجدواها وشل فاعليتها ومصر فى غيبة نظامها السياسى داخلة فى معركة غير متكافئة مع نفوذ وأموال الوهابيين، وأرى أن خطر إسرائيل أقل وأضعف من خطر الوهابيين على مصر لأن عدوك المباشر أنت تعرفه جيدا أما العدو الذى يتسرب لك من تحت ثيابك فهو أخطر، ذلك أن الوهابيين يعرفون أن المصريين شعب متدين بطبيعتهم، وهم يحاربوننا بسلاح مشاعرنا.
- أشعر وكأن روايتك منخفض الهند الموسمى ترجمة مبكرة لآرائك حول المد الوهابى؟
-- هى كذلك ولكن ليست بالشكل المباشر حيث تدور أحداثها فى فترة ما بعد الانفتاح وتضخم المد الوهابى وعودة طيورنا المهاجرة إلى الخليج محملين بهذا الفكر وبفكر يعلى من شأن المادة حيث يصبح المال هو القالب، حيث هو القشرة التى تخفى تحتها الكثير من الكوارث وهذا الطرح ستجده حاضراً فى عملى القادم المصراوية ذلك أن إحساساً ترسخ لدى بأن الشخصية المصرية فقدت خصوصيتها وانهارت كما تعرضت الثوابت الوطنية للفناء والضياع بين اتجاهات وافدة.
- وهل أصبحت مصر على هذه الدرجة من الضعف، الذى أدى بكثيرين وعلى رأسهما السعودية لأن ينازعوها دورها فى المنطقة؟
-- مصر أساساً فقدت دورها على جميع الأصعدة، ولم يعد لها دور أو حضور مؤثر فى محيطها العربى أو المشهد الدولى، وتحولت إلى دولة من الدرجة الثانية فى إفريقيا.
- ومن المسئول عن هذا الضعف؟
-- نظامها الذى تفنن فى تصفية حجم مصر ودورها.. النظام الذى أفقد شعبها بسياساته المختلفة ولقد تفنن فى إفقارها معرفياً وسياسياً ومالياً.
|