عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 10-12-2006
الصورة الرمزية لـ menaa2005
menaa2005 menaa2005 غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 597
menaa2005 is on a distinguished road
الى اين نحن ؟؟؟!!!

اسم الكاتب : مينا عزت عازر
09/12/2006
اعتبروه بلاغاً للنائب العام، اعتبروه صرخة استغاثة للمجلس القومي لحقوق الإنسان ولجميع المجالس والمراكز الحقوقية الأهلية منها والرسمية، اعتبروه صرخة احتجاج وغضب واستياء لجميع المسيحيين المتقاعسين "المتسامحين" الذين يتحلون بروح "المحبة" و"الحكمة"، فأية "محبة" تلك التي تحث على الذل والاستكانة، وأي "حكمة" تلك التي تدعو للخضوع والاستسلام! اعتبروه صرخة استنكار ورفض لجميع المسلمين "الهائجين" ذوي الحماسة الدعوية والتبشيرية، ذوي المخططات "الواعدة" لأسلمة المجتمع وتغليفه برداء الجهل والتخلف والتعصب الأعمى، ذوى الأهداف "غير الخفية" لسكب المزيد من البنزين على نار الطائفية التي لم تخمد جذوتها ولن تخمد طالما وجد هؤلاء الذين يعملون بجد واجتهاد على إحراق بلادهم! المدينة وكما اعتدنا في الفترة الأخيرة مدينة الإسكندرية، والمكان هذه المرة هو مدرسة (على بن ابى طالب) الاعدادية للبنات التابعة لإدارة (المنتزه)
التعليمية، بطلة الأحداث هي مُعلمه "مُنقبة" تُدرس مادة (الدراسات الاجتماعية) وتُدعى (نِعمة)، وتأكيدي على ذِكر حقيقة كونها "مُنقبة" ليس من باب تحميل الأمور أكثر مما تحتمل فالحدث ضخم بالفعل لا يحتاج مني أي تضخيم إضافي وإنما وجب القول بأنها "مُنقبة" عند توصيفها أو تصنيفها حيث لا يخفى على أحد أن النقاب الآن ليس مجرد قطعة من القماش تُسدل على الوجه لتجعل صاحبته مثلها مثل الشبح الذي نخيف به الأطفال في القصص الخرافية أو مثل اللصوص الذين يخشون انكشاف هويتهم إنما النقاب الآن يحمل خلفه فكراً أن لم يكن فكراً تكفيرياً "قاعدياً" دموياً بحتاً فعلى أقل تقدير فكراً خُتم بختم "طظ" الشهير وأصبح يحمل الـ Trade Mark الشهيرة "وأعدوا" ذات السيفان المُشهران في وجه الجميع، وذات "الجزمة" التي يُضرب بها كل من يُعارض! أما ضحايا تلك الواقعة فهم أطفال في المرحلة الاعدادية من المسلمات والمسيحيات وإن كان الضرر الأكبر قد لحق بالمسيحيات كما هي العادة دائماً والذي تصادف كون أختي واحدة من هؤلاء الطالبات المسيحيات ضحايا تلك الواقعة!
أما التفاصيل فهي كالتالي: حِصة عادية أخرى من حِصص يوم دراسي طويل... تغيبت مُعلمة الفصل لمادة (الدراسات الاجتماعية ) فتم إرسال مُعلمه (احتياطي) كما يُطلق عليها لنفس المادة وهي "المُنقبة" (نِعمة) بغرض تعويض غياب المُعلمة الأساسية واستكمال باقي المنهج مع الطالبات اللاتي حضرن إلى المدرسة بغرض تلقي العلم وليس لأي غرضٍ آخر...
ما أن دخلت تلك "المنقبة" الفصل وتفحصت وجوه الطالبات حتى بدأت في ترديد جُملة "ما شاء الله... ما شاء الله "وأخبرت الطالبات أنها في قمة سعادتها لما تراه من تزايد لأعداد المُحجبات بين "الأطفال" فقامت إحدى هؤلاء الطالبات
لتخبرها مُفاخرة أنه "لا يوجد بالفصل إلا ثلاث" مسلمات "غير محجبات"...
يبدو أن السعادة قد ازدادت لدى تلك "الحاجة" ولا أستطيع أن أقول أن السرور والغِبطة قد بديا على وجهها لأن أحداً لا يستطيع أن يرى وجه هذا الشبح، إلا انه يبدو أيضاً أن فكرة عبقرية قد أنارت فجأة عقلها، ولا أعلم ربما هبط عليها الملاك جبريل في مهمة استثنائية ليوحي لها بتلك النفحة الإيمانية العطرة ففاجأت الطالبات بسؤال "ولماذا لا ترتدي الطالبات المسيحيات الحجاب؟!" ثم سرعان ما بدأت دروس الوعظ والتبشير للطالبات المسيحيات التي لم تخلو من التهكم والتهجم فقالت "أليست (ستنا مريم) ترتدي الحجاب في صوركم؟" ثم "أليست الراهبات يرتدين الحجاب في الأديرة ؟" ثم "ألستم أنتم ترتدونه في الكنائس؟" ثم السؤال التهكمي الساخر "أليس رب الكنائس والأديرة هو رب الشارع؟" لماذا ترضون "ربكم" في الكنائس وتغضبونه خارجها؟ "بالطبع لم تستطع واحدة من هؤلاء الأطفال المسيحيات أن تجاري الشيخة/ نعمة في جدالها العقيم فبدت منتصرة "للأغلبية" من طالبات الفصل وأنهت حصتها التي لم تقل فيها كلمة واحدة عن المنهج واكتفت بموعظتها التكفيرية لغير المحجبات "من أي دين"! لتترك خلفها الطالبات المسلمات وهن ينظرن إلى زميلاتهن في الفصل من المسلمات غير المحجبات والمسيحيات بالطبع نظرة تكفيرية لسان حالها يقول "أنتن كافرات.. تغضبون الله برؤوسكن العارية تلك"، غادرت الشيخة/ نعمة الفصل وقد نجحت في مخططها في "تقليب" الفتيات بعضهن على بعض وفي زرع نظرة "التفرقة" فيما بينهن وهن اللاتي لم تكن في حاجة - من الأصل - لمزيد من الفُرقة في ظل هذا المجتمع الفاسد مناخه الذي يعاني منه الجميع والذي لا يقبل إلا الفكر الأحادي الفاسد الذي ينادي به دعاة الجهل والتطرف والتعصب في كل مكان والذي لا يسعى لشيء إلا إلى التفرقة بين الناس وتصنيفهم وتحديد درجة تقربهم إلى الله عن طريق مظهرهم الخارجي!...
نواصل حدوتة الشيخة / نعمة فهناك المزيد منها...فيما بعد عرفت أختي من صديقة لها في فصلٍ آخر في نفس المدرسة أن نفس المُعلمة
قد دخلت إليهم ورددت نفس الكلام بل وأضافت "أن كل الأديان السماوية تحث على الحجاب" كما دعمت كلامها بمثالاً لطيفاً للغاية سيجعلكم تفهمون أي فكر هذا الذي يدور في تلك الرأس "المُنقبة"... عن أختي، عن صديقتها قالت الأبله: "إذا ذهب شخصاً ما ليشتري (تورتة) ووجد (تورتة) مكشوفة ومعروضة في المحل، فهل سيشتريها؟ كلا والله بل أنه لن يثق إلا في (التورتة) المغطاة!"، صدقت الأبله وخسئ المنافقون!...
وبمجرد أن وصلت أختي إلى هذه المقولة من "حدوتة الشيخة نعمة" حتى وجدتني أقول "بركاتك يا شيخ هلالي"، واكتشفت أن تلك الفتاوى الساذجة التي لا تثير إلا دهشة وتعجب الغرب واستياءه تجد عندنا هنا - في بلاد الشرق الساحر - العقول الخَرٍبة التي تؤمن بها وتتبناها وتعمل على الدعوة والتبشير بها في كل مكان لتخلف وراءها ضحايا من الأطفال الذين تتعفن عقولهم قبل الأوان! وإلى هنا تنتهي حدوتة الشيخة نعمة ولا تنتهي حدوتة الإسكندرية التي تنحدر إلى هوه الاحتقان الطائفي بخطى مسرعة! إلى هنا تنتهي حدوتة ربما قادتها الصدفة وحدها إلى مسامعي، ربما كانت تتكرر آلاف المرات في آلاف المدارس المنتشرة في مدن وقرى ونجوع مصرنا المحروسة!
إلى هنا تنتهي حدوتة الـ "مُعلمة" التي قررت تحويل المدرسة إلى ساحة تبشيرية ودعوية حيث الفرصة سانحة لاصطياد الأطفال وتشكيكهم في عقائدهم وتنميطهم وطمث هويتهم! إلى هنا تنتهي مأساة لتبدأ أخرى طالما ظللنا في تقديم التنازلات متحججين بـ "محبتنا" و"حكمتنا" لنخفى بهما خوفنا وجبننا من المواجهة والمطالبة بالحقوق بالطرق المشروعة! فإن لم نتحرك الآن فربما سيأتي الوقت الذي سيفرض فيه الحجاب على نساء مصر جميعهن مثلما يحدث في السعودية وربما سنقبله وقتها بكل "محبة" و"حكمة" حيث "لا ضرر في المزيد من الحشمة" ولا أعلم إلى أين ستقودنا تلك "المحبة" و"الحكمة" المزعومتان - اللتان نغطي بهما سلبيتنا وعجزنا عن المواجهة - في نهاية المطاف!

آخر تعديل بواسطة makakola ، 10-12-2006 الساعة 01:22 AM السبب: تم تكبير الخط
الرد مع إقتباس