عرض مشاركة مفردة
  #11  
قديم 14-12-2006
boulos boulos غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,586
boulos is on a distinguished road
مقال رائع للدكتور سيد القمنى


الدولة المسلمة
13/12/2006

بقلم : د.سيد القمنى
في القرن الخامس قبل الميلاد عقدت روما أول جمعية مُشكلة من مواطنيها ، وقررت هذه الجمعية إقراراً للعدل التخلص من السلطة المطلقة في نظامها الملكي ، واختارت بدلاً من الملك قنصلين متعادلين في السلطة ، يحكمان لمدة عام واحد فقط ، ليكون من مهام كل قنصل مراقبة زميله ، وعينت اثنين من البريتورPraetor ليراقب كل منهما القنصلين حرصاً على مصالح الشعب.
و وضعت لبنات أساسية لدستور كانت مهمته الأولى هي التصدي للحكم الفردي المطلق ، ونصت على قتل من يحاول أن يصبح ملكاً ، وإن تم الحكم على مواطن بالإعدام في زمن الحرب من أحد الحكام فله أن يلجأ للجمعية العمومية ، كما نصت على أن عقوبة الإعدام هي من حق الشعب وحده في زمن السلم. حدث هذا قبل ظهور الإسلام بما ينوف على الألف بقرنين من الزمان ، وكان فارق الزمان هذا كفيلاً أن يعرف العالم معنى العدالة ومعنى الديمقراطية منذ تأسست في روما ، وأن لهذه الديمقراطية الأولية آليات وأجهزة تقوم على حمايتها وتنفيذ مآربها ، بهدف تحقيق القانون بالعدل بين الناس ، فلا يكون لأحد سلطان على رقبة آخر يعطيه حقاً فردياً في الإعتداء على حياة أحد المواطنين. حدث هذا في روما الوثنية قبل ظهور المسيح بخمس قرون ، و قبل الإسلام بألف ومئتي عام.
ويقول لنا أصحاب حلم الدولة الإسلامية أن الإسلام قد أسس للمساواة كأسنان المشط ، ولا فضل لأعجمي على عربي ، وجعل الحاكم محاسباً أمام الرعية ، ألم يقل البدوي لأبي بكر لو أخطأت لقومناك بسيوفنا؟ أليس جميلاً ومؤثراً موقف الخليفة العادل عمر بن الخطاب وهو يطلب من ابن الأسفلين أو ابن المستعبدين أن يأخذ ثأره من ابن الأكرمين.
ألا تشير العبارة بوضوح لهذا الترفع في المعنى؟ الكلام جميل وحلو ومؤثر وعاطفي ، فهو كلام ، أقوالنا المأثورة عن المساواة والعدالة ومسئولية الحاكم إزاء الرعية نكررها هي هي لأنها تعد على أصابع اليد الواحدة ، في نفس الحادث السالف ذكرها قال عمر قولته الخالدة : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟

الرد مع إقتباس