
15-12-2006
|
Gold User
|
|
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,586
|
|
وهناك ملاحظة أخيرة وهامة تلك هي أن هذه التجربة لن تنجح ما لم يستقر في نفوس المقدمين عليها نوع من التقدير والتقبل للمجتمع الأوروبي الأمريكي يقوم على النزاهة في الحكم وسعة الأفق والاعتراف بالحسنات إلى جانب السيئات وأنه وإن كان الساسة وأصحاب المصالح في هذا المجتمع من أسوأ الناس أنهم ارتكبوا الموبقات في سياستهم الخارجية وسلكوا سبل النهب والسلب الخ... فإن معظم شعوبهم بعيد عن هذه الجريمة برئ منها وظهر الكثيرون الذين يعارضون هذه السياسات كُما أسهم علماؤها ومفكروها فى التقدم بمستويات الحياة إلى الدرجة التي لم تبلغها البشرية من قبل. ويجب على الجالية الإسلامية أن تؤمن فعلاً أن هذه البلاد قد أصبحت وطنهم الأول وأن وطنهم الأصلي قد أصبح هو الوطن الثاني وأن عليهم أن يخدموا هذا الوطن الأول بصدق وإخلاص كمواطنين صالحين "بافتراض اكتسابهم الجنسية التي يمكن اكتسابها فى العادة بعد قضاء فترة معينة أو التزوج من أوروبية" وأن يقدموا لهذا الوطن إضافاتهم، ولن يمنع هذا من أن يقفوا ضد أي سياسة تمس أوطانهم الأصلية أو المجتمعات الإسلامية لأن هذا يدخل في باب الحرية السياسية وعليهم أن يستبعدوا تماماً تلك الفكرة التي تخطر للسذج من المسلمين من أنهم سيكونون في الجنة وسيكون الأوربيون "الكفرة" في النار لأن الذي يحكم في هذه القضية هو الله تعالى ورحمته وسعت كل شىء فلا داعى للأفتئات عليها ]قل لو انتم تملكون خزائن رحمة ربى إذا لأمسكتم خشية الأنفاق[. فضلاً عن أن الأوروبيين لم تبلغهم الدعوة الإسلامية كاملة، أو على وجه التحديد ومن المحتمل أن لا يحاسبهم الله تعالى لذلك وأن يحاسبنا على إهمالنا، وقد لا يدخلون الجنة ولكننا قد ندخل النار لإهمالنا. كما أن الأوروبيين قد يكونون أقرب إلى بعض جوانب الإسلام من المسلمين أنفسهم، والأصل في المسيحية الإيمان باله واحد أما حكاية الأقانيم الثلاثة فشىء لا يفهمه إلا رجال الأكليروس، فلا ينقص الأوروبيين إلا الإيمان برسالة محمد ويغلب أن لا يرفضوها لو بلغوا بها بلاغا حسنا فليست الشقة بينهم وبين "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ببعيدة كما قد يبدو..
إذا لوحظت الخطة التي أجملناها لمدة مائة سنة مثلا فيحق لنا أن نتوقع ظهور جاليات إسلامية قوية في المجتمعات الأوروبية وأن يكون بين الوزراء والمسئولين شخصيات إسلامية بارزة ولنا أن نتوقع انتشاراً للإسلام في أوروبا وتغييراً ملموسا في السياسات الأوروبية تجاه الإسلام والدولة الإسلامية، فإذا راجعا "حسبة" المكسب والخسارة فلا مراء في أنها صفقة رابحة فقد ضحينا ببعض المظاهر الثانوية وكسبنا للإسلام جمهورا ولسياسته تأييدا.
نقول هذا ونحن نعلم أن نسبة ضئيلة هي التي ستؤمن به أما الأغلبية العظمى فستقول ]بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا[. {107 البقرة}..
* فصل من كتاب "مسؤولية فشل الدولة الإسلامية في العصر الحديث وبحوث أخرى". وفي هذا الفصل يوصي جمال البنّا بإمكانية أن ترتدي المرأة المسلمة القبّعة في الغرب، وبإمكانية زواج المتعة، الذي قال عنه الإمام علي: لولا أن عمر حرّم نكاح المتعة لما زنا إلا شقي. ويبدو أن هذين الموضوعين هما ما دفع الأزهر لمصادرة كتاب البنّا.
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=83415
|