الوجه الآخر لمؤتمر رؤية علمانية للاشكاليات الكنسية: وجهة نظر مشارك!
يا صاحب لماذا جئت؟؟
15/12/2006
الوجه الآخر لمؤتمر رؤية علمانية للاشكاليات الكنسية: وجهة نظر مشارك! بقلم : د/ ياسر يوسف غبريال
كان لمؤتمر رؤية علمانية في الإشكاليات الكنسية وجهان.. وجه جميل شارك في صنعه الإعلام الباحث عن خبر ووجه آخر لم يره سوى من شارك في المؤتمر وشهد عن قرب ما دار فيه وما أخفاه عن الإعلام غير المتخصص في الشأن القبطي.. أرصد ذلك بصفتي حاضراً ومشاركاً ومتكلماً في المؤتمر بورقة بحثية عن المجلس الملي..
لماذا حضرت المؤتمر؟:
في صباح الأول من أغسطس 2006 وصلتني رسالة على المحمول من كمال زاخر يطلب فيها عنواني الإلكتروني ليرسل لي أوراق المؤتمر (ما زالت الرسالة على جهازي) واندهشت فأنا علاقتي به لا تتعدى عدة مكالمات وكان آخرها لومي له تأييد ماكس ميشيل والاعتراف بقانونيته ولكن قلت وماله وبعدها بشهرين جاءتني دعوة المشاركة وفيها طلب بالمشاركة ببحث وبرضه قلت وماله وكان لديَّ بحث مطول عن تاريخ المجلس الملي سبق ونشرته عام 2000 فلخصته وأرسلته.. وكانت المفاجأة عند حضوري المؤتمر أنني وجدت بحثي مطبوع فسألت إيه ده؟ قالوا صاحب هذا البحث سيتكلم في الجلسة الأولى.. وأسقط في يدي.. ولكنني أخذت قراري وتكلمت ودافعت عن الكنيسة ووضحت وجهة نظري في التكامل بين الإكليروس والعلمانيين..
قلت كلاماً مغايراً لوجهة نظر القائمين على المؤتمر(اعترف بذلك هاني لبيب في روزاليوسف اليومية 3-12-2006) مما دعا كمال زاخر أن يحكي قصة المجلس الملي من وجهة نظر عدائية..
ومن هنا يتضح وخاصةً للأخ هاني لبيب الذي قال أنني سعيت للمشاركة وهذا افتراء بين فأنا لم أسع للحضور ولم أعرف أنني متكلم سوى قبلها بنصف الساعة وحتى الآن لا أعرف لماذا دعاني كمال زاخر ولماذا جعلني متحدثاً في جلسة المؤتمر الأولى؟..
وللحقيقة حضرت بنية سليمة ورغبة في رؤية من قريب لأن من يرى غير من يسمع.. وكانت الصدمة وقررت أن أحضر كل الفعاليات وأشكر الرب لأن حضوري أعطاني الفرصة لأرى حقيقة المؤتمر والحجم الحقيقي للقائمين عليه.. وأنا لا أمثل إلا نفسي ولست مبعوثاً رسمياً أو غير رسمي..
وبعيداً عن الكلام الحنجوري والاتهامات الجاهزة التي يصبغها منظمي المؤتمر على كل من يخالفهم في الرأي مثل العمالة للكنيسة وهناك تهمة جديدة اتهمني بها الأخ هاني لبيب وهي أنني الصوت الصارخ ضد اللقاء وهى تهمة لا أنفيها بل أفتخر بها وأضيف أنني لست الوحيد ولكنني واحد ضمن معظم أقباط مصر.. داخلها وخارجها.. وحتى أخوتنا المسلمين الذين رأوا في المؤتمر شبهة وآخرهم صديقي المسلم الذي رآني بالصدفة في تغطية المؤتمر بقناة دريم وقال لي يومها أنت ضد البابا ولا إيه.. ها نقاطعك كده..!! ولم يتركني إلا بعد أن أوضحت حقيقة موقفي..
ولا أعلم ما الذي يضايق دعاة الإصلاح من الكلام على المؤتمر بصورة مغايرة لما يحاولوا أن يروجه في الإعلام.. فنحن لسنا ضيوف دائمين على القنوات الفضائية ولا نملك العصا السحرية التي تفتح لنا أبواب الصحف المختلفة وهذه العصا هي مهاجمة الكنيسة عمال على بطال.. والآن هم يلوموننا على مدافعتنا عن الكنيسة وكأنهم يملكون الحق وحدهم..
والآن تعالوا بنا نتجول في أروقة اللقاء..
يا صاحب لماذا جئت؟
تساؤل سأله السيد المسيح منذ عشرين قرن وما زالت أصداؤه تتردد حتى الآن وما زال يثير الشجون والآلام.. وبعيداً عن ثلاثية التخوين والتكفير والمؤامرة.. أذكر أن السيد المسيح سأل سؤاله هذا لتلميذه يهوذا عندما جاء ليسلمه لليهود وكانت العلامة أن يقبل السيد المسيح ليعرفه الأعداء (إنجيل متى 50:26)... قبله وطعنه بالغدر.. لا أعلم لماذا تبادر هذا السؤال إلى ذهني وأنا احضر كمشارك ومدعو للقاء العلمانيين الأول.. وقلت في نفسي ما أكثر القبلات هنا ولكن أكثر منها الطعنات..
أما القبلات فهي إصرار الحاضرون على إعلان أن البابا شنوده أبوهم وحبيبهم وهم أبناءه الأبكار.. إلى هنا والأمر جيد وقد يكون حقيقي ولكن كانت هذه القبلات غاشة.. لأن الطعنات قد تلتها في غياب موضوعية مفترضة.. ببساطة كان المؤتمر في الأغلب تصفية حسابات وأعتقد أن أغلب الحضور لهم ثأر شخصي مع الكنيسة حتى ولم يعلنوا ذلك أو أعلنوه وغلفوه بالقبلات.. كانت الأدوار مقسمة.. قبلات بالكلام ..تطرقع أمام الكاميرات.. ثم شتيمة وتكفير والكلام ده بجد.. أغلبه لم يقال ولكنه وزع مطبوعاً.. (قبل أن ينكر أحد هذا الكلام.. نقول أن الأوراق موجودة والمحاضرات مسجلة)
الموعد:
وأولى القبلات القول بأن موعد اللقاء مقصوداً ليكون هدية للبابا في عيده.. فمن الغريب أن تكون الهدية شتيمة.. أن اختيار هذا الموعد إعلامياً بالدرجة الاولى ويشبه لحد كبير تفجيرات سيناء في الأعياد القومية.. جذب انتباه وكسر نفس الفرح!!
وقد خسر اللقاء كثيراً باختيار هذا الموعد لأن جموع الأقباط زحفت لتهنئة البابا بعيد جلوسه وسلامته ولم تلتفت للقاء ولا للزفة الإعلامية التي صاحبته وهكذا انقلب السحر على الساحر..
الحضور:
لقد عانى اللقاء من أزمات مماثلة لتلك التي اجتمع من أجلها في ضمن أجندته وهى فقدان التواصل مع الشارع القبطي وكانت هذه أولى أزمات اللقاء الذي نجح جيداً في جذب وسائل الإعلام وفشل في جذب اهتمام رجل الشارع العادي وقد يقول قائل إنه اجتماعاً مغلقاً وليس مفتوحاً للكل.. جميل ولكن أنا أتكلم عن المردود في الشارع.. لا أحد يعرف شيئاً عن اللقاء ولا عن أهدافه وربما وصفه بالمشبوه وهو ليس كذلك.. والأزمة الثانية أن عدد ممن تكلموا أعتقد أنهم فاقدين الصلة بالكنيسة نهائياً ولا يعرفوا عنها شيئاً سوى مسلمات من عصر فات.. أو ذكريات من عمر الشباب.. وأعتقد أنه لا يصح أن يتكلم أحد عما لا يعرف خاصة لو تناول هذا الكلام نقداً..
والبعض الآخر تكلم بمصطلحات لاهوتية تصعب على رجل الدين فما بلك بالرجل العادي.. وكانت هناك أوراق لا تمت بصلة لأجندة اللقاء (والأوراق موجودة وتم توزيعها) وهناك متكلمين عكست أزمتهم مع الكنيسة وقيادتها توجهات الكلام وهذا دفع بعض للخروج رفضاً والبعض لعدم الحضور في اليوم الثاني..
وعانت المداخلات من هجوم مباشر على الكنيسة بحق وعكست أزمة بين الخلط مما هو عام وما هو شخصي وشيئا آخر مهم وهو التعميم.. أي اختيار موقف ونزعه من سياقه التاريخي وبناء كلام كبير عليه.. كان لبعض الحضور أزمات شخصية مع الكنيسة وبعضهم له مشكلة مع المحاكمات الكنسية فعانى المؤتمر من الشخصنة حتى لو حاول القائمون عليه نفى ذلك.. فتاريخ بعض المتكلمين معروف وغير بعيد (منهم محرمون من الخدمة وآخرون لهم أقارب مشلوحون).. حتى أستاذ كمال زاخر حكى قصته مع كرسي المجلس الملي الغالي ثاني يوم في قصة طويلة لا لزوم لها ولا علاقة لها كما أعلم بالإصلاح!!
رغم ذكاء الأستاذ كمال زاخر وحرصه الظاهري على الحياد لكن الأمر فلت منه أكثر من مرة.. بجد لو كان هذا هو مستوى النخبة المثقفة ومدى معرفتها بالكنيسة فتلك مصيبة كبرى وتعكس أزمة حقيقية..
ورغم نفي المنظمين لشبهة حضور أتباع لماكس ميشيل للمؤتمر فقد كان هناك واحداً على الأقل حاضراً ومعروفاً للجميع وهو المستشار الإعلامي لماكس وهى الحقيقة التي حاول المنظمين تجاهلها ولكن عندما خرجت إلى الصحف حاولوا استخدام عذر غير مبرر وهو أن الأخ اللي جاء من قبل ماكس مش معاه دعوة وإحنا ما لناش دعوة ولكن هناك شيئان مهمان: لماذا إذا تم السماح له بالمداخلة لمدة تزيد على ست دقائق هاجم فيها من هاجم وكان في إمكان المنصة أن تمنعه من الكلام وقد فعلت ذلك مع بعضهم مثل المحامي: قرين وهبة والشيء الآخر كان من الممكن التعليق على كلامه بالرفض وأنه غير مدعو وغير مرغوب في وجوده ولكن يبدو أن المنظمين لهم رأى آخر!
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
آخر تعديل بواسطة makakola ، 16-12-2006 الساعة 04:04 AM
|