|
رؤية حرة
بقلم: منصور أبو العزم
لماذا تخلفنا؟
استكنا إلي مقولة إن الغرب لا يريد لنا أن نتقدم, وإنه يحجب عنا أسباب التقدم حتي لا ننافسه, وحتي يظل متقدما ومتفوقا علينا بحكم التنافس الحضاري والتاريخي بين الحضارتين الإسلامية والغربية, واستسلمنا لهذه المقولة ـ نظرية المؤامرة ـ ولم نسع بجدية إلي النظر في أسباب تخلفنا حتي نعالجها ونتخلص من وباء التخلف.
ولا نستطيع أن نلوم الغرب ـ أو الشرق حتي ـ لأنه منع عنا أسباب التقدم, فقط نلوم كسلنا وعدم جديتنا وأننا شعوب اعتادت علي الاستكانة إلي البلادة والميل إلي الدعة ولا تشعر بأن تقدمها أو تخلفها يفرق معها, المهم أنه عندما تأتيها محصلة التقدم من تليفزيونات وسيارات وطائرات وكمبيوتر نختلف حولها ويشتعل الجدل بشأن ما إذا كان من الحلال أن نستخدمها أم لا, ونتوارث الجدل أجيالا وراء أجيال تماما, كما نفعل حاليا بشأن الحجاب أو غطاء الرأس الذي توارثنا الجدل حوله منذ قاسم أمين حتي الآن أي منذ مايزيد علي100 عام!!
حتي لو قلنا نعم الغرب لا يريد لنا أن نتقدم حتي لا ننافسه أو نهدده, فمن سمح لليابان بالتقدم؟ ومن سمح للصين بالتقدم؟ هل لا يخشي الغرب من تقدم الصين واليابان؟ بل يخشي من تقدم الدولتين واحتمال تحالفهما ضده أكثر من خشيته من تقدمنا, أكثر من ذلك, هل سمح الغرب لماليزيا بأن تتقدم؟ ولم يكن هناك من هو أكثر عداوة للغرب ولليهود مثل مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الذي حقق لبلاده كل هذا التقدم الذي تنعم فيه حاليا! إذن نحن نضع أسبابا واهية نبرر بها تخلفنا وحتي نرتاح من لوم الذات ـ إذا كان البعض يشعر به ـ ونلقي بالمسئولية علي الآخرين الذين نضخم كثيرا جدا في دورهم وما يمكن أو لا يمكن أن يفعلوه دون أن نسأل أنفسنا هل قمنا بواجبنا وأدينا دورنا علي أكمل وجه أم لا؟ هل شعرنا بالأسي والأسف لتخلفنا؟ وهل دفعنا هذا الشعور إلي العمل بكل جد واجتهاد ومسئولية أم أنه لم يغير فينا شيئا وبقينا مثل الرجل الذي اعتكف في المسجد للصوم والصلاة وعندما سأله الرسول صلي الله عليه وسلم من ينفق عليك قال أخي, فقال له الرسول: أخوك أفضل عند الله ـ منك!
|