الصومال: معارك عنيفة بين المحاكم الإسلامية وقوات الحكومة المدعومة إثيوبياً
موفد أوروبي في بيداوة لمحاولة تقريب وجهات النظر بين الفرقاء
القاهرة: خالد محمود أديس أبابا: أفراح محمد
اندلعت أمس لليوم الثاني على التوالي معارك عنيفة بين ميلشيات تنظيم المحاكم الإسلامية والقوات الحكومية الصومالية والإثيوبية على أكثر من جبهة على مقربة من معقل السلطة الانتقالية في مدينة بيداوة بجنوب البلاد، فيما بدا أنه بمثابة تدشين رسمي للحرب بين المحاكم الاسلامية وإثيوبيا.
وتزامن هذا التدهور العسكري مع بدء لويس ميشيل المفوض الأوروبي لشؤون التنمية والمساعدات الإنسانية زيارة إلى معقل السلطة الانتقالية في بيداوة حيث أجرى محادثات مغلقة مع الرئيس الصومالي عبد الله يوسف ورئيس وزرائه علي محمد جيدي.
وقال وزير في الحكومة الصومالية شارك في هذه المحادثات لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بيداوة، إن يوسف وجيدي اتهما المحاكم الإسلامية بمحاولة التشويش على زيارة ميشيل بالإضافة إلى إنشاء قاعدة كبيرة لتنظيم القاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية في الصومال، كما أطلعا المبعوث الأوروبي على تفاصيل خطة قالوا إن المحاكم تنوي بمقتضاها تحويل الصومال إلى بؤرة لتهديد المصالح الأميركية والغربية في منطقة القرن الأفريقي. ولفت الوزير الذي طلب عدم تعريفه، إلى أن المبعوث الأوروبي دعا في المقابل يوسف وجيدي إلى العودة مجددا إلى طاولة المفاوضات المتوقفة مع المحاكم الإسلامية والتي ترعاها الجامعة العربية ومنظمة دول الإيقاد.
كما أجرى المبعوث الأوروبي محادثات أمس في فندق رمضان بالعاصمة الصومالية مقديشو مع قادة المحاكم الإسلامية في محاولة لتقريب وجهات النظر بين مختلف الفرقاء الصوماليين. وتقول مصادر بالجامعة العربية إن ثمة تنسيقا بين الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار ومنع وقوع المزيد من المواجهات بين الإسلاميين والقوات الحكومية الصومالية المدعومة من إثيوبيا.
وقالت مصادر في المحاكم والحكومة الصومالية لـ«الشرق الأوسط»: إن الاشتباكات الدامية التي وقعت مساء أول من أمس بين الطرفين قرب مدينة ايدال التي تبعد نحو 60 كيلومترا فقط عن بيداوة قد انتقلت أمس إلى محور جديد هو مدينة بور هكبة التي تعد الطريق الرئيسي بين بيداوة والعاصمة مقديشو.
ونفت الحكومة الصومالية معلومات رددتها المحاكم أمس بشأن نجاح ميلشياتها في السيطرة على معسكر تابع لقوات الحكومة في مدينة ديناو التي تبعد نحو 15 كيلومترا فقط من بيداوة، لكنها اكدت أن معارك عنيفة تدور رحاها على أكثر من محور بين الطرفين.
وتبادلت المحاكم الإسلامية والحكومة الصومالية الاتهامات حول مسؤولية كل منهما بشان اندلاع هذه المعارك التي استخدمت فيها المدفعية الثقيلة ومدافع المورتر.
http://www.asharqalawsat.com/details...article=397978
|