عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 21-12-2006
boulos boulos غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,586
boulos is on a distinguished road
القوات الأميركية تسلم محافظة النجف للعراقيين وسط إجراءات مشددة

الربيعي اعتبر الخطوة «عرسا عراقيا جديدا» وأبو كلل يريدها محافظة خالية من الميليشيات

لندن ـ بغداد: «الشرق الأوسط»
سلم الجيش الاميركي أمس المسؤولية الامنية في محافظة النجف الى القوات العراقية، في خطوة وصفها بأنها مهمة وتهدف لتعزيز موقف الحكومة العراقية.
وتحسبا لوقوع هجمات محتملة، فرضت السلطات العراقية حظرا على سير السيارات في شوارع النجف وانتشرت الشرطة العراقية في كل زاوية قبل وخلال وبعد احتفال التسليم، الذي جرى في ملعب لكرة القدم وسط اجراءات أمنية مشددة. وحضره كبار المسؤولين العراقيين. وتعد محافظة النجف معقل معظم رجال الدين الشيعة وثالث محافظة عراقية تسلم لقوات الامن العراقية. واستمرار الهدوء فيها هو اختبار مصيري للحكومة العراقية وايضا لآمال واشنطن في تسليم باقي المحافظات للسلطة العراقية وسحب القوات الأميركية من العراق.
وقال الميجر جنرال كورت سيتشوفسكي الذي اشرف على تسليم السلطة أمام حشد من الزعماء السياسيين ورجال الدين والجنود ورجال الشرطة الذين جلسوا على المدرجات «انها خطوة مهمة للأمام لتحسين الأمن وتعزيز سلطة الحكومة». وقال الجنرال الاميركي فنسنت بروك، آمر القوات الاميركية في النجف، ان «هذا اليوم حدث تاريخي للعراق العظيم». وأضاف «يمكن اليوم ان تبدأ الشرطة والجيش العراقي كل المسؤوليات الامنية لبسط الامن والقانون». وتابع ان «هذه مسؤولية كبيرة للعراقيين، وهي ضمن الانجازات السياسية للحكومة العراقية»، مؤكدا ان «قوات التحالف تبقى مستعدة لتقديم كافة الدعم للقوات العسكرية اذا احتاجت ذلك».
وخلال حفل التسليم قام خمسة جنود عراقيين باستعراض أمام المنصة الرئيسية قطعوا خلاله رؤوس ضفادع، بينما وقف جندي سادس ممسكا بأرنب حي وشق بطنه وأكل قلبه إظهارا للشجاعة قبل ان يمرره لزملائه. وقال محافظ النجف أسعد أبو كلل في كلمة مخاطبا قوات الجيش والشرطة «نريد منطقتنا خالية من الميليشيات ولن نسمح لأي كان أن يحمل السلاح سوى قوات الأمن المحلية». ومن جهته، قال موفق الربيعي مستشار الامن القومي العراقي للجنود ورجال الشرطة المشاركين في الحفل، ان عليهم العمل من أجل حل الميليشيات وجعل السلاح في أيدي الحكومة فقط. وقال «نحتفل بعرس عراقي جديد، وهو نقل الملف الامني بعد ان نقل في محافظات عراقية اخرى». وأضاف ان هذا «إنجاز يضاف الى الانجازات السابقة التي حققتها الحكومة الوطنية»، مؤكدا أنه سيتم خلال الايام القادمة نقل الملف الامني في محافظات عراقية اكثر. وقال «سننقل بعد أيام المسؤوليات الامنية في محافظات كردستان الثلاث (السليمانية وأربيل ودهوك)». واضاف ان «حكومة الوحدة الوطنية تسير في الاتجاه الصحيح من اجل الحصول على السيادة الكاملة غير المنقوصة.. وسعي الحكومة سيستمر لتكون كامل المسؤولية في يد العراقيين». وأكد ان الحكومة العراقية قررت «فتح أبواب أمام عودة ضباط الجيش العراقي السابق لتعزيز القدرات الامنية، لتصبح قواتنا جاهزة وقادرة على حفظ الامن». كما اكد ان «الحكومة تسعى لحل الميليشيات في الاطار القانوني ليصبح السلاح بيد الدولة فقط». وأضاف ان «هذه خطوة في إطار نقل المسؤوليات الامنية في المحافظات كافة.. خصوصا بعد المباحثات التي أجراها المالكي مع الادارة الاميركية والتي تمخضت عنها الهيئة المشتركة لنقل السلطات، من اجل الاسراع في نقل المهام الامنية للعراق». وقال اللفتنانت مايكل مارلي من البحرية الأميركية والمتحدث باسم عملية التسليم، ان كل القوات الأميركية والقوات الاخرى انسحبت عدا قلة من محافظة النجف في سبتمبر (ايلول) وان العراقيين هم المسؤولون فعليا عن الامن. لكن حكمت حبيب وهو ضابط شرطة في النجف تشكك في عملية التسليم، وقال ان عمليات سابقة لم تحدث فرقا. وأضاف «لا أعتقد ان هذه ستكون المرة الاخيرة، لأن القوات الأميركية حين تريد اعتقال أحد تستعيد السيطرة الامنية وبعد الاعتقال تعيد السيطرة للعراقيين. انها مجرد لعبة». وسلمت القوات البريطانية المسؤولية الامنية للقوات العراقية في محافظة المثنى في يوليو (تموز) وذي قار في سبتمبر، وهما من محافظات الجنوب الهادئة نسبيا. وقالت بريطانيا انها تأمل في ان تعيد محافظة البصرة الغنية بالنفط الى السيطرة العراقية في النصف الاول من عام 2007.
ولم تشهد مدينة النجف هي وقلة مستثناة من المدن العراقية، أعمال عنف مثل تلك التي تشهدها العاصمة العراقية بغداد ومناطق أخرى يعيش فيها الشيعة والسنة والأكراد جنبا الى جنب. النجف في سطور:
* النجف (160 كلم جنوب بغداد) من أهم المدن لدى الشيعة في العراق والعالم، حيث تضم ضريح الامام علي ابن ابي طالب وهو الامام الاول لدى الشيعة الاثنى عشرية. شهدت هذه المدينة منذ سقوط نظام صدام حسين في 2003 هجمات دامية ومواجهات بين ميليشيات شيعية والقوات الاميركية.
في اغسطس (آب) 2003 اي بعد خمسة اشهر من سقوط نظام صدام حسين، قتل نحو 83 شخصا بينهم آية الله محمد باقر الحكيم زعيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية بانفجار سيارة مفخخة قرب ضريح الامام علي.
النجف هي مقر آية الله علي السيستاني المرجع الشيعي الاعلى في العراق. لكنها لم تكن محصنة ضد الصراعات بين الفصائل الشيعية المتناحرة. ومكانتها كمركز تاريخي لطلبة الحوزات العلمية الشيعة ومن ثم نفوذها السياسي يكسبها أهمية خاصة لنجاح عملية التسليم.
شهدت النجف انتفاضة دامية استمرت ثلاثة اسابيع قام بها جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر ضد القوات الأميركية في اغسطس عام 2004. وجيش المهدي هو الآن من بين الفصائل الشيعية العديدة التي تتصارع على النفوذ في المدينة. وحذر تقرير المجموعة الدولية لإدارة الأزمات التي تتخذ من بروكسل مقرا لها أول من أمس، من التوترات بين جيش المهدي وكتائب بدر؛ وهي ميليشيا شيعية تابعة للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق. وقال التقرير «الميليشيتان الشيعيتان تخوضان حربا خطيرة على مدينة النجف المقدسة».

http://www.asharqalawsat.com/details...article=397951
الرد مع إقتباس