|
نائب جمهوري يطالب بضوابط صارمة للهجرة لمنع المسلمين من الانتخاب للكونغرس
بعد أن أراد مسلم منتخب أن يقسم على المصحف
واشنطن: جويل هافمان *
أصر النائب فرجيل غود أول من امس، على مطالبته بضوابط هجرة صارمة، قال انها يمكن أن تمنع المسلمين من انتخابهم الى الكونغرس، واستخدام القرآن خلال مراسم اداء القسم.
وكان النائب الأميركي المسلم كيث ايليسون، الذي فاز في الانتخابات التشريعية الشهر الماضي ينوي، ان يقسم اليمين على المصحف، مما اثار غضب بعض المحافظين الذين رأوا ان ذلك يهدد التقاليد الأميركية.
ودعت الجماعات الاسلامية في الولايات المتحدة الجمهوريين، الى التبرؤ من ملاحظات غود، التي أعلنها أولا في رسالة هاجم فيها استخدام القرآن في حفل قسم غير رسمي الشهر المقبل، من جانب أول مسلم ينتخب الى البرلمان.
وقال غود، النائب الجمهوري من فرجينيا، خلال جلسة أول من امس مع صحافيين في مدينة روكي ماونت بجنوب فرجينيا «لا اعتذر ولا أتراجع عن رسالتي». وعندما سئل، لاحقا، في برنامج على قناة فوكس نيوز، قال «أنا الى جانب تقييد الهجرة، حتى لا تكون لدينا أغلبية من المسلمين تنتخب في مجلس النواب».
وابلغ كيث ايليسون، عضو البرلمان المقبل الذي يدور حوله الجدل، محطة (سي.أن.أن) أول من أمس، انه يمكن أن يتتبع نسب اسلافه الى لويزيانا، الذي يعود الى عام 1742. وقال ايليسون، الذي تحول الى الاسلام، عندما كان في الكلية «أنا أميركي مثلهم».
وقال الديمقراطي من منيسوتا، انه يعتزم استخدام القرآن كجزء من قسم شخصي غير رسمي امام أصدقاء ومؤيدين. وسيأتي هذا الحدث، في أعقاب الاحتفال الرسمي الذي يرفع فيه جميع أعضاء المجلس اليد اليمنى، ويتعهدون بالولاء لدستور وقوانين الولايات المتحدة، بدون أن يضعوا اليد اليسرى على أي شيء.
وقال غود أول من امس، انه كتب رسالة ردا على الناخبين الذين وجهوا اليه رسائل الكترونية بشأن قرار ايليسون استخدام القرآن. وفي الرسالة قال ان احتفاله الشخصي يمكن أن يكون مختلفا.
وكتب غود قائلا انه «عندما أرفع يدي لأداء القسم في اليوم المخصص لذلك، سأحمل الانجيل بيدي الأخرى. ولن أؤيد استخدام القرآن على أية حال. واذا لم يتخذ المواطنون الأميركيون ويتبنوا موقف فرجيل غود حول الهجرة فمن المحتمل ان يكون هناك مزيد من المسلمين، الذين ينتخبون الى المجلس ويطلبون استخدام القرآن».
وفي الرسالة، قال غود انه يفضل ايقاف الهجرة غير الشرعية وتقليص الهجرة الشرعية بطريقة صارمة. وأشار الى انه يمكن أن يوقف بشكل خاص «تأشيرات الدخول المتنوعة» البالغ عددها 50 ألفا، والتي تخصص سنويا لأفراد من دول لديها مهاجرون قليلون الى الولايات المتحدة، قائلا انهم يسمحون «لكثير من الأشخاص من الشرق الأوسط بالمجيء الى هذا البلد».وأضاف «أخشى انه في القرن المقبل سيكون لدينا مزيد من المسلمين في الولايات المتحدة، اذا لم نتبن سياسات صارمة في مجال الهجرة، أعتقد انها ضرورية للحفاظ على القيم والمعتقدات التقليدية للولايات المتحدة الأميركية».
وتحمل رسالة غود تاريخ السابع من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، ولكنها لم تنشر الا الأسبوع الحالي.
ولزم الجمهوريون الصمت، ازاء تعليقات غود، ولكن المنظمات الاسلامية، انتقدته بشدة على عدم حساسيته الدينية، بل وعلى ما هو اسوأ.
والتصريحات، مثل هذه التي اطلقها النائب غود، تثير المخاوف والارتياب بين الجماعات المختلفة واساءة تفسير اسهام جزء كبير من الشعب الأميركي، وفقا لما قاله جيمس زغبي رئيس المعهد العربي الأميركي في تصريح له.
ودعت مؤسسته غود الى الاعتذار، وطلب مجلس العلاقات الأميركية الاسلامية من الزعماء الجمهوريين الى التبرؤ من ملاحظات غود. وقالت متحدثة باسم اللجنة القومية الجمهورية، انه ليس لدى اللجنة ما تقوله بشأن القضية. ولم يكن رئيس مجلس النواب المغادر الجمهوري دينيس هاسترت متيسرا للحصول منه على تعليق.
وقال النائب الديمقراطي رام ايمانويل رئيس اللجنة التي ساعدت على تحقيق هيمنة حزبه على المجلس الشهر الماضي، انه يأمل ان يلتقي غود مع اليسون.
وأبلغ ايمانويل قناة فوكس نيوز قائلا «أعتقد أنه سيرى ما رأيته، أميركي جيد بقيم جيدة من دين مختلف، يحاول أن ان يقوم بما يجسد تمثيله للناس الذين انتخبوه».
من ناحيته، حث اليسون جميع الأطراف على ايلاء اهتمام بالوثيقة الوحيدة، التي يلتزم بها كل واحد عبر القسم في الكونغرس الجديد.
وأبلغ «سي.أن.أن»، «سندعم جميعا الدستور، وهو دستور واحد يضمن حقنا في الحماية المتساوية، ودستور واحد يضمن لنا العمل في اطار القانون، ودستور واحد يقول إنه ليس هناك اختبار ديني للمجلس المنتخب في أميركا».
* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»
http://www.asharqalawsat.com/details...article=398306
|