النتيجة المهمة والخطيرة فى الأحداث «الفضيحة» التى شهدتها جامعة الأزهر مؤخراً، هى أنها أسقطت القناع الزائف عن جماعة الإخوان التى تمارس الإفك والتضليل، وتوهم الناس بغير حقيقتها.
لم تستطع الجماعة المحظورة بعد فضيحة الاستعراض العسكرى أن تتبرأ من تهمة العنف التى تعبر عن جزء أصيل فى فكر وسلوك الجماعة منذ نشأتها والتى كانت تحاول طوال الوقت أن تنفيه، وتبعد عن نفسها على خلاف الحقيقة تهمة العنف، ولقد نجحت فى مرات سابقة فى الخروج من حدث لآخر وواقعة لأخرى، وهى ترتدى ثياب الحملان الوديعة وتخفى تحتها أخلاق الذئاب التى هى الأصل فى تكوينها وممارساتها.
هذه المرة لم تكن هناك آراء يتم الرد عليها بآراء ، أو وجهات نظر تحتمل الاختلاف، لكنها كانت واقعة تلبس دامغة فضحت وكشفت إلى أى درجة من درجات المصداقية يمكن أن تتاجر هذه الجماعة بمشاعر المواطنين الذين قد ينخدعون فى أفكارها.. وكان السقوط فادحاً ومخجلاً وواضحاً. وما تحاول أن تقوم به هذه الجماعة المحظورة يندرج تحت مبدأ «التقية» الذى طالما اشتهرت به، وتمسكت بأهدابه، وغررت من خلاله بعدد ليس بقليل، فهم يظهرون عكس مايبطنون، وبعد كل جريمة يرتكبونها ينجحون بشكل أو بآخر فى تضليل الرأى العام بحملات مضادة تعيد تجميل صورتهم، أو بمعنى أدق «غسل سمعتهم».. فعلى مدار تاريخها ظلت ثياب الجماعة المحظورة ملطخة بدماء الأبرياء من المصريين، ولا تزال أنيابها المسعورة تحاول أن تنهش هذا الوطن.. ولعل المضحكات المبكيات أن ما تقوم به هذه الجماعة من جرائم يتم من خلف عباءة التأسلم وادعاء الطهارة وإضفاء حالة زائفة من القداسة على أفعالها، تماماً كمن يدس السم فى العسل.
لكن.. من سنن الله فى خلقه أن الإنسان يستطيع أن يخدع كل الناس بعض الوقت، لكنه لن يستطيع خداع ولو بعض الناس كل الوقت.. فمن حادثة إلى أخرى، ومن آن إلى آخر، ومن ظروف سياسية إلى أخرى، يفتضح أمر هذه الجماعة المخادعة فى هذه الواقعة أوتلك.. وهذا ما حدث أيضاً فى الاستعراض العسكرى لميليشيات جماعة الاخوان فى جامعة الأزهر.. فبعد فترة وجيزة من ارتداء مسوح القداسة والتأسلم، وما فعلوه من متاجرة بالدين فى أزمة وزير الثقافة «فاروق حسنى».. نجدهم يكشفون عن وجههم الإرهابى الحقيقى الذى يفسر لنا أيضا لماذا قاموا بكل هذا الهجوم على وزير الثقافة، ولماذا يتعمدون تقديم أنفسهم للمجتمع على أنهم «حماة الدين». ما يحدث يذكرنا بحقبة التسعينيات عندما اشتعلت نيران الإرهاب، وكانت هذه الجماعات من قبل تتاجر بشعارات وهمية، ثم سقطت كل الاقنعة الفاسدة، المضلة والمضللة، لتكشف عن وجه الارهاب القبيح، بعد المجازر وعمليات التفجيرات والاغتيالات التى قاموا بها، ولعل حادثة استشهاد الطفلة «شيماء» كانت ذات مغزى وتأثير بالغ فى وجدان المجتمع المصرى، كما أنها كشفت عن مدى نذالة وخسة من يتسترون خلف عباءة الدين، وهو الأمر الذى نراه يتكرر الآن فى سيناريو آخر مع جماعة الإخوان المحظورة وما تخفيه من تنظيمات سرية شبه عسكرية. «روزاليوسف» فى هذا الملف، تكشف عن معلومات مهمة، فهذه الميليشيات التى رأيناها ليست الأولى ولا الوحيدة، فهو أمر كان ولا يزال معمولا به من قبل الجماعة المحظورة، وأيضاً تكشف عن «خيرت الشاطر»، أحد كبار ممولى هذه الجماعة وأحد قياداتها الذين يدعمون ممارسات العنف.. و كذلك تكشف عن عمليات التجنيد والاختراق التى يقومون بها، ليس فقط فى جامعة الأزهر بل وفى الجامعات المصرية الأخرى، وهو أمر لم يعد مقصوراً على تجنيد الطلبة، بل امتد إلى أعضاء هيئة التدريس أنفسهم.
«روزاليوسف».. تكشف أيضاً عن أسباب موت العمل النقابى الشريف بالسكتة السياسية وبفعل فاعل معروف للجميع فى النقابات المهنية التى تسللوا إليها واحتلوها، وجعلوها وقوداً لنيران الفوضى والشغب السياسى العشوائى. كما أننا نطرح تساؤلاً مهماً عن أسباب تضخم هذه «الجماعة المنفوخة» على حساب تيارات سياسية وطنية تمثلها أحزاب شرعية، من الطبيعى أن يكون لها تواجد يخلق توازناً على الساحة السياسية؟
جماعة الضلال تشعل النار وتلعب بها وتطلق الرصاص على المجتمع كله!
روزاليوسف.....
http://www.rosaonline.net/alphadb/article.asp?view=2073
تحياتي