عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 30-12-2006
الصورة الرمزية لـ موسي الأسود
موسي الأسود موسي الأسود غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: موزمبيق الشمالية
المشاركات: 10,370
موسي الأسود is on a distinguished road
--------------------------------------------------------------------------------

العراقيون يسخرون من أنفسهم الآن‏.‏ ويضحكون كيف كانوا هكذا حيوانات لا تفكر‏,‏ وكيف استطاع صدام أن يجعلهم يمشون علي أربع ويسبحون بحمده ليلا ونهارا‏.‏ وكيف إذا رأوا صورته امتنعوا عن الكلام وكيف لا يقدرون علي المرور أمام أو حول تمثاله‏,‏ وكثير من الشعراء قد حولوا قصائد المديح إلي قصائد هزلية‏.‏ ويضحكون‏,‏ ويضحكون من أنفسهم علي ما كان منهم وعلي ما صاروا إليه‏..‏ ففي إحدي القصائد يقولون‏:‏

أطلق لها السيف لا خوف ولا وجل‏!‏
والآن يقولون‏:‏
اسلق لها البيض لا دهن ولابصل‏!‏

ويكتبون علي الجدران ماكانوا يعجزون عن التفكير فيه‏..‏ انه الضيق‏..‏ انه الهوان‏..‏ انه الانتقام الإجرامي‏..‏ وانها حيلة العاجزين‏.‏ وماكانوا عاجزين‏..‏ ولكن سفاحا مصاصا للدماء جعلهم كذلك‏.‏ وماكانوا لصوصا ولا ناهبين ولكنها القيود والاغلال والقماقم التي حشر فيها الناس‏,‏ فلما ارتفع عنهم الغطاء تطايروا في كل اتجاه ضد أنفسهم وبلدهم وتاريخهم‏..‏ انه القهر‏,‏ وقد رأينا صورة لذلك في القاهرة يوم حريق القاهرة ويوم انتفاضة الحرامية ـ إنها الشعوب اذا انفجرت وانفلت عيارها‏.‏ وقد حدث في كثير من العواصم الأوروبية والأمريكية وكذلك يفعلون‏..‏
سألت صديقا طبيبا عراقيا‏:‏ ماذا تفعلون الآن؟ فأجاب بسرعة‏:‏ انني لا أسمعك فنحن مشغولون بالبنية التحتية‏..‏ أو التحت تحتية‏.‏ سألت‏:‏ يعني إيه؟ فقال‏:‏ نحن تحت الأرض نحصي ضحايانا ونتعرف علي بقايا بقايانا‏!‏

ماذا لو كان احرق هذه الجثث واخفي معالمها واباد أمل الألوف في أن يتعرفوا علي آبائهم وابنائهم وبناتهم‏..‏ ولكنه عذبنا حيا وميتا‏!‏
سألت الشاعر مغوار الحسيني فقال‏:‏ عندي كل مفردات ملحمة شعرية‏..‏ والمصيبة أن دوي القنابل اضاع من أذني كل نوع من الأوزان والقافية‏..‏ فأنا اتخبط بين المعاني‏..‏ انني أتلاطم‏,‏ وأري أنه لا أمل في أن اقول شعرا بعد اليوم‏!‏

قالت لي د‏.‏ هناء موصلي‏:‏ لا أعتقد أن أحدا منا سيقدر علي أي شيء‏.‏
لقد قتل صدام وحزب البعث شيئا جوهريا في قلوبنا وعقولنا‏,‏ فنحن موتي نحمل نعوشنا علي اكتافنا‏,‏ ونلعن من كان السبب‏!‏ ولكنها محنة كبري سوف تزول يوما بعد يوم‏!
العراقيون يسخرون من أنفسهم الآن‏.‏ ويضحكون كيف كانوا هكذا حيوانات لا تفكر‏,‏ وكيف استطاع صدام أن يجعلهم يمشون علي أربع ويسبحون بحمده ليلا ونهارا‏.‏ وكيف إذا رأوا صورته امتنعوا عن الكلام وكيف لا يقدرون علي المرور أمام أو حول تمثاله‏,‏ وكثير من الشعراء قد حولوا قصائد المديح إلي قصائد هزلية‏.‏ ويضحكون‏,‏ ويضحكون من أنفسهم علي ما كان منهم وعلي ما صاروا إليه‏..‏ ففي إحدي القصائد يقولون‏:‏

أطلق لها السيف لا خوف ولا وجل‏!‏
والآن يقولون‏:‏
اسلق لها البيض لا دهن ولابصل‏!‏

ويكتبون علي الجدران ماكانوا يعجزون عن التفكير فيه‏..‏ انه الضيق‏..‏ انه الهوان‏..‏ انه الانتقام الإجرامي‏..‏ وانها حيلة العاجزين‏.‏ وماكانوا عاجزين‏..‏ ولكن سفاحا مصاصا للدماء جعلهم كذلك‏.‏ وماكانوا لصوصا ولا ناهبين ولكنها القيود والاغلال والقماقم التي حشر فيها الناس‏,‏ فلما ارتفع عنهم الغطاء تطايروا في كل اتجاه ضد أنفسهم وبلدهم وتاريخهم‏..‏ انه القهر‏,‏ وقد رأينا صورة لذلك في القاهرة يوم حريق القاهرة ويوم انتفاضة الحرامية ـ إنها الشعوب اذا انفجرت وانفلت عيارها‏.‏ وقد حدث في كثير من العواصم الأوروبية والأمريكية وكذلك يفعلون‏..‏
سألت صديقا طبيبا عراقيا‏:‏ ماذا تفعلون الآن؟ فأجاب بسرعة‏:‏ انني لا أسمعك فنحن مشغولون بالبنية التحتية‏..‏ أو التحت تحتية‏.‏ سألت‏:‏ يعني إيه؟ فقال‏:‏ نحن تحت الأرض نحصي ضحايانا ونتعرف علي بقايا بقايانا‏!‏

ماذا لو كان احرق هذه الجثث واخفي معالمها واباد أمل الألوف في أن يتعرفوا علي آبائهم وابنائهم وبناتهم‏..‏ ولكنه عذبنا حيا وميتا‏!‏
سألت الشاعر مغوار الحسيني فقال‏:‏ عندي كل مفردات ملحمة شعرية‏..‏ والمصيبة أن دوي القنابل اضاع من أذني كل نوع من الأوزان والقافية‏..‏ فأنا اتخبط بين المعاني‏..‏ انني أتلاطم‏,‏ وأري أنه لا أمل في أن اقول شعرا بعد اليوم‏!‏

قالت لي د‏.‏ هناء موصلي‏:‏ لا أعتقد أن أحدا منا سيقدر علي أي شيء‏.‏
لقد قتل صدام وحزب البعث شيئا جوهريا في قلوبنا وعقولنا‏,‏ فنحن موتي نحمل نعوشنا علي اكتافنا‏,‏ ونلعن من كان السبب‏!‏ ولكنها محنة كبري سوف تزول يوما بعد يوم‏!
العراقيون يسخرون من أنفسهم الآن‏.‏ ويضحكون كيف كانوا هكذا حيوانات لا تفكر‏,‏ وكيف استطاع صدام أن يجعلهم يمشون علي أربع ويسبحون بحمده ليلا ونهارا‏.‏ وكيف إذا رأوا صورته امتنعوا عن الكلام وكيف لا يقدرون علي المرور أمام أو حول تمثاله‏,‏ وكثير من الشعراء قد حولوا قصائد المديح إلي قصائد هزلية‏.‏ ويضحكون‏,‏ ويضحكون من أنفسهم علي ما كان منهم وعلي ما صاروا إليه‏..‏ ففي إحدي القصائد يقولون‏:‏

أطلق لها السيف لا خوف ولا وجل‏!‏
والآن يقولون‏:‏
اسلق لها البيض لا دهن ولابصل‏!‏

ويكتبون علي الجدران ماكانوا يعجزون عن التفكير فيه‏..‏ انه الضيق‏..‏ انه الهوان‏..‏ انه الانتقام الإجرامي‏..‏ وانها حيلة العاجزين‏.‏ وماكانوا عاجزين‏..‏ ولكن سفاحا مصاصا للدماء جعلهم كذلك‏.‏ وماكانوا لصوصا ولا ناهبين ولكنها القيود والاغلال والقماقم التي حشر فيها الناس‏,‏ فلما ارتفع عنهم الغطاء تطايروا في كل اتجاه ضد أنفسهم وبلدهم وتاريخهم‏..‏ انه القهر‏,‏ وقد رأينا صورة لذلك في القاهرة يوم حريق القاهرة ويوم انتفاضة الحرامية ـ إنها الشعوب اذا انفجرت وانفلت عيارها‏.‏ وقد حدث في كثير من العواصم الأوروبية والأمريكية وكذلك يفعلون‏..‏
سألت صديقا طبيبا عراقيا‏:‏ ماذا تفعلون الآن؟ فأجاب بسرعة‏:‏ انني لا أسمعك فنحن مشغولون بالبنية التحتية‏..‏ أو التحت تحتية‏.‏ سألت‏:‏ يعني إيه؟ فقال‏:‏ نحن تحت الأرض نحصي ضحايانا ونتعرف علي بقايا بقايانا‏!‏

ماذا لو كان احرق هذه الجثث واخفي معالمها واباد أمل الألوف في أن يتعرفوا علي آبائهم وابنائهم وبناتهم‏..‏ ولكنه عذبنا حيا وميتا‏!‏
سألت الشاعر مغوار الحسيني فقال‏:‏ عندي كل مفردات ملحمة شعرية‏..‏ والمصيبة أن دوي القنابل اضاع من أذني كل نوع من الأوزان والقافية‏..‏ فأنا اتخبط بين المعاني‏..‏ انني أتلاطم‏,‏ وأري أنه لا أمل في أن اقول شعرا بعد اليوم‏!‏

قالت لي د‏.‏ هناء موصلي‏:‏ لا أعتقد أن أحدا منا سيقدر علي أي شيء‏.‏
لقد قتل صدام وحزب البعث شيئا جوهريا في قلوبنا وعقولنا‏,‏ فنحن موتي نحمل نعوشنا علي اكتافنا‏,‏ ونلعن من كان السبب‏!‏ ولكنها محنة كبري سوف تزول يوما بعد يوم‏!

بقلم‏:‏ أنيس منصور

المصدر: http://www.ahram.org.eg/ARCHIVE/Inde...8.HTM&DID=7766
__________________

كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و اما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله "كور 1 -1:18
لى النقمة ان اجازى يقول الرب
رفعنا قلوبنا ومظلمتنا اليك يارب
الأقباط يصرخون و المسلمون يعتدون و الشرطة يطبلون
إن الفكر الخاطئ يضعف بمجرد كشفه
الرد مع إقتباس