عرض مشاركة مفردة
  #103  
قديم 04-01-2007
honeyweill honeyweill غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: EGYPT
المشاركات: 7,419
honeyweill is on a distinguished road
وغالبا ما تتناول هذه الاجتماعات - كما قالت - موضوعات مختلفة مثل تكفير المذهب الصوفى أو فضل صيام العشرة أيام من شهر ذى الحجة، أو أشياء تخص الفتيات مثل تفاصيل ليلة الدخلة، وهو الاجتماع الذى لاقى إقبالا من الفتيات، وكان الكلام فيه للقائدة الإخوانية التى كانت تتلقى أسئلة الفتيات وترد عليها باستفاضة دون مراعاة لأى مشاعر خجل، وتشير إلى أن الحديث فى هذا الموضوع كان «بالمفتشر» وبتعمق شديد! وتترأس هذه الاجتماعات فتاة من الجماعة لا يشترط أن تكون الأكبر سنا وإنما يشترط أن تكون على دراية كاملة بالأمور الدينية، فضلا عن أن تكون نشطة فى مجال الدعوة، ويكمن دورها فى إلقاء الخطبة وإدارة الاجتماع وتلقى الأسئلة من الحاضرين. وعن عقد هذه الاجتماعات التى تتم فى غفلة من الإدارة تقول إحدى الفتيات التى رفضت ذكر اسمها: إن فتيات الإخوان يقمن بعمل جولات فى طرقات المبانى المختلفة للإعلان عن موعد ومكان عقد الاجتماع دون خوف من الإدارة. وتعقد هذه الاجتماعات فى الطرقات أو على السلالم ليلا حتى لا تبطش الإدارة بهن، وتقوم إحدى فتيات الإخوان بالوقوف على باب المبنى من أسفل لمراقبة الأجواء حتى يعقد الاجتماع بشكل آمن، وحينما تشعر بقدوم إحدى المشرفات تعطى صافرة إنذار حتى تستطيع الفتيات الاختباء فى الغرف قبل ظهور المشرفة.


وتشير دعاء إلى أن هناك فتيات كثيرات يردن الاستماع لمثل هذه الاجتماعات ولكن لا يردن الانغماس فى التيار الدينى فيقفن من بعيد لمتابعة ما يدور فى الاجتماع، وغالبا ما تحاول إحدى فتيات المحظورة إدخالها فى الاجتماع للمشاركة. وغالبا ما تتناول الاجتماعات مواضيع مختلفة وتركز على موضوعات تجذب الفتيات مثل موضوع «ليلة الدخلة»، وذلك لأن الفتيات المقيمات فى المدينة من مدن وقرى مختلفة خارج القاهرة وتعد هذه المواضيع شيقة وجذابة بالنسبة لهن. وغالبا ما يتم تخصيص أيام محدودة لهذه الاجتماعات حتى تكون كل الفتيات على علم مسبق بها، وذلك فضلا عن تحديد مواضيع الاجتماعات مثل اجتماع للعقيدة وآخر للفقه وحسن الأخلاق وآخر لتفسير القرآن وحفظه وإلى آخره من المواضيع التى تتم مناقشتها فى الاجتماعات فضلا عن تخصيص يوم لمناقشة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك من خلال مناقشة مواقف من حياته ومتابعة الغزوات التى قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم بصحبة الصحابة. بالإضافة إلى المواضيع الاجتماعية كعلاقة الشاب بالفتاة فى الجامعة والعلاقات العاطفية، وسماع الأغانى وارتداء البنطلونات.

ولا يقتصر دورهن على عقد الاجتماعات بل يشمل المسابقات الدينية المختلفة التى تعد أداة لجذب الفتيات لمثل هذه الاجتماعات، وتقول الطالبة نجلاء بطب بشرى وإحدى المقيمات فى المدينة: إن فتيات الإخوان يقمن بتوزيع أسئلة مسابقة دينية على الغرف، لكى تحلها الفتيات ويشترطن تسليمهن الجوائز فى الاجتماعات التى تتم فى الغرف وتشير إلى أن أغلب الهدايا تتمثل فى سواك أو شرائط أحاديث أو قرآن كريم. وفى بعض الاجتماعات يقمن بتشجيع الفتيات على الحضور بتوزيع شرائط أدعية قرآنية وأحاديث كنوع من الترويج لاجتماعاتهن. ولكن نجلاء تؤكد أن التيار الدينى الموجود فى المدينة الجامعية أو الموجود فى الجامعة يقدم خدمات عديدة ومتميزة للطلاب لا يقدمها اتحاد الطلبة الرسمى، وتتمثل هذه الخدمات كما تقول نجلاء فى تقديم كتب مجانية للطلاب فضلا عن المذكرات التى يتم توزيعها مجانا «أيضا» على الطلاب سواء كانوا من داخل التيار أو من خارجه، أما الاتحاد الشرعى فلا يهتم بمطالب الطلاب ولا يسعى إلى توفير مثل هذه الخدمات التى يقدمها التيار الدينى إلى الطلاب. ولا يقف التيار الدينى فى المدينة الجامعية عند هذا الحد بل يمتد إلى تقديم الملاحظات للفتيات اللاتى يعلقن صورا للمطربين المفضلين لديهن وحثهن على عدم لصق صور للفنانين أو الممثلين، وذلك لأنهن يعتقدن أن هذه الصور تحمل أرواحا شريرة وتصرف الملائكة. بالإضافة إلى تدخلهن المباشر فى حياة زميلاتهن فتقول دعاء أنها تناقشت قبل ذلك مع إحدى فتيات الجماعة المحظورة حول ما إذا كان الذهاب للسينما ومشاهدة الأفلام حلالا أم حراما وذلك بعد أن علمت الفتاة أن دعاء ذهبت إلى السينما بصحبة زميلاتها فى المدينة وأكدت لها أن الحياة ملعونة ويجب تجاهلها وأن الدار الآخرة هى الأبقى والأصلح. أما أسماء فهى إحدى الفتيات التى تعانى من بطش الأخوات بها وتقول أن كثيرات من فتيات الإخوان يتطفلن ويدخلن غرفتها للتحدث معها حول رفضهن لارتدائها البنطلون، وذلك عن طريق مطالبتها بخمس دقائق فقط من وقتها للتحدث معها فى أمر مهم وذلك على طريقة مندوبى المبيعات الذين نراهم فى محطات البنزين وإذا رفضت أو تعللت بأنها تريد متابعة دروسها يحاولن معها مرة أخرى رافضات الخروج من الغرفة دون أن تستمع إليهن مما يدفعها إلى الرضوخ فى نهاية الأمر وذلك فضلا عن دعوتهن لها لحضور اجتماعاتهن، ولكنها دائما ما ترفض وتقول لهن أن الدين علاقة خاصة بين الإنسان وربه وليس لكن الحق فى الحكم علىَّ أو التدخل فى كيفية ارتدائى لملابسى.

وتشير إلى أنه مع رفضها الدائم لهن إلا أنهن لا يكللن من مطاردتها لحضور اجتماعهن سواء بالطلب المباشر أو غير المباشر. وتقوم فتيات المحظورة بالإبلاغ عن زميلاتهن اللاتى يدخلن التليفزيون خلسة دون علم المشرفات إلى غرف النوم ويقمن بهذا بحجة أن مشاهدة التليفزيون حرام. أما زكية إحدى طالبات كلية إعلام فتقول أن طالبات الإخوان لهن دور قوى ومؤثر سواء فى المدينة الجامعية أو فى الجامعة، فهن كثيرا ما يعقدن حلقات دينية داخل أروقة المدينة لتقديم معلومات دينية للطالبات، وفى بعض الأحيان تكون مفيدة، وذلك إذا كانت دينية خالصة، ولكن فى أغلب الأحيان يقمن بمزج الدين بالسياسة، ففى كثير من هذه الحلقات تتعرض الفتيات لنظام الحكم فى الدولة ورفضهن لهذا النظام الذى يعد غير شرعى من وجهة نظرهن وحلمهن فى تطبيق الشريعة الإسلامية بالدولة. وترى أن فتيات الإخوان نجحن فى التأثير على كثيرات من طالبات المدينة الجامعية وضمهن إليهن.
وتشير إحدى طالبات طب بشرى - تدعى شيماء - أن نشاط هؤلاء الطالبات قوى جدا ففى بداية العام يقمن بتكثيف عقد اجتماعاتهن يوميا بعد صلاة العشاء، وذلك لأن الوقت يكون هادئا فى الدراسة أما قبل الامتحانات فيكتفين بعقد اجتماع واحد أو اثنين على الأكثر أسبوعيا، ولكن فى رمضان يكثفن نشاطهن بشكل ملحوظ ويقمن بعقد صلاة قيام الليل فى الطرقات حتى أن إحدى الفتيات قامت بعمل مشادة كلامية معهن لأنها لا تقدر على الذهاب إلى غرفتها لعقدهن الصلاة فى الطرقات دون مراعاة لأى تقاليد. وهناك فتاة أخرى طالبتهن بالصلاة فى مكان آخر لأنها لا تقدر على متابعة دروسها فى ظل هذه الأجواء، ولكن لم تسفر هذه المشادات عن أى شىء سوى لوم الفتاة عن تقصيرها فى حق دينها وعدم أدائها الصلاة معهن.
الرد مع إقتباس