عرض مشاركة مفردة
  #153  
قديم 12-01-2007
honeyweill honeyweill غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: EGYPT
المشاركات: 7,419
honeyweill is on a distinguished road
< <
أين كان حسن الهضيبي من كل ذلك.. كان الهضيبي هو المرشد العام للإخوان وقد تم اختياره لهذه المهمة لأنه كان أكثر اعتدالاً وقدرة علي التفاهم وإعادة الجماعة إلي رشدها التي فقدته.. قبل الحادث كان الهضيبي قد اختفي تماماً ومعه فريق من رجاله لمدة شهر كامل.. وبعد الحادث اعتقل في الإسكندرية حيث كان يختفي بما يعني أنه كان يعلم أن شيئاً ما سيحدث وقد كشف الهضيبي عن خطة واسعة كانت تستهدف تغييراً كاملاً في نظام الحكم في مصر عن طريق سلسلة كبيرة من الاغتيالات يقوم بها جهاز الإخوان السري بعد أن أعيد تنظيمه في الأشهر الأخيرة قبل الحادث.


< <
في أوراق هذه القضية حصلت علي حوارين أجراهما محمد حسنين هيكل مع كل من محمود عبداللطيف المتهم الأول في قضية المنشية والثاني مع حسن الهضيبي ونشرها في جريدة أخبار اليوم التي كان لايزال يعمل فيها حتي ذلك الوقت.. حوارات هيكل تمثل وثيقة تكشف أفكار الإخوان وأهدافهم التي لم يتخلوا عنها حتي الآن.

أترككم قليلاً مع هيكل..

في 30 أكتوبر 1954 نشرت «أخبار اليوم» علي صفحتها الأولي ما كتبه هيكل يقول:

قابلت محمود عبداللطيف علي ضوء الشموع، فإن أسلاك الكهرباء في سجن البوليس الحربي كانت قد أصيبت بخلل وساد الظلام وبدا وجهه علي ضوء الشموع غريباً عجيباً أثار في نفسي مجموعة من الانفعالات القريبة لا أظن أني شعرت بها من قبل.

كان شعر رأسه هائشاً ولم يكن ذقنه حليقاً وكانت في عينيه نظرة زائغة ضائعة، وكان لايزال يرتدي نفس الملابس التي ارتكب بها جريمته، ولمحت آثار ندب قديم، قلت له: ما هذا؟ قال: كنت أتدرب علي ضرب المسدسات فانطلقت رصاصة خاطئة لم تخرج من الفوهة بل خرجت من الوراء وأصابت شظاياها أصابعي، كان يتكلم وقد ترك أصابعه تأخذ وضع الذي يمسك بمسدسه ويصوبه وأحسست بشعور مقبض.

لقد وقفت وجهاً لوجه أمام قتلة كثيرين ولكنني لم أشعر نحو قاتل منهم بالشعور الذي أحسست به وأنا أتأمل وجه محمود عبداللطيف، شيء غريب لفت نظري، لقد أحسست أني أستمع إلي أسطوانة معبأة تكرر الذي ألقي إليها حرفاً بحرف، ولست أريد أن أتعرض لتفاصيل التحقيق فإن الخطر الذي رفضته النيابة موضع احترامي.

لقد سألت محمود عبداللطيف: لماذا أطلقت الرصاص علي جمال عبدالناصر؟ ومضي في صوت كأنه الفحيح يردد مجموعة من المعلومات، إذا حصلت حرب في كوريا الجنوبية.. هكذا بالحرف الواحد.. فسيعود الإنجليز إلي احتلال مصر من الإسكندرية إلي أسوان.

قلت له: في أي مادة من الاتفاقية قرأت هذا؟

قال بنفس الصوت الذي يشبه الضجيج.. في اتفاقية الجلاء؟

قلت: هل قرأت كل موادها بنفسك؟

قال: قرأناها معا ودرسناها.

قلت: من أنتم؟

قال: الشعبة.. ومضي يتحدث عن الرجل الذي شرح له الاتفاقية، لم يكن يتحدث عنه وإنما كان يردد كلماته.. كان يقول كلاماً لا يمكن أن يكون من عنده أو من وحي أفكاره كأنه ببغاء من نوع يثير الأعصاب، ولم تكن معلوماته عن الاتفاقية هي وحدها صلته بالببغاوات، سمعته يتحدث عن الضرب بالطبنجة وأستطيع أن أؤكد من الطريقة التي سمعته يتحدث بها أنها عبارات محفوظة قال بالحرف الواحد: الضرب بالطبنجة تصويب إلي اتجاه وليس نيشاناً.
الرد مع إقتباس