4 - كان ينبغي على الولايات المتحدة الأمريكية أن لا تقف منذ البداية مع الجماعات الإسلامية، ومنها القاعدة والمجاهدين الأفغان، ضد الاتحاد السوفييتي، وبالتالي ذاقت أمريكا ممن دعمتهم وخلقتهم الويلات والنكبات، ومن بينها الهجوم الذي قامت به القاعدة في الولايات المتحدة للعام 2001 في الحادي عشر من سبتمبر، في غزوتي مانهاتن ونيويورك.
5 - كان على الولايات المتحدة الأمريكية أن تكون صادقة في تعاملها بما أسمته بنشر الديمقراطية، وأن لا أن تختار تطبيق الديمقراطية في دولة وعدم تطبيقها الديمقراطية في دولة أخرى، فعلى سبيل المثال: فهي طالبت بتطبيق الديمقراطية في العراق وبإزاحة صدام حسين (الديكتاتور من وجهة نظرها)، وبالمحافظة على الديكتاتوريات العربية الأخرى كما هو حاصل في: مصر بقيادة حسني مبارك وفي ليبيا بزعامة العقيد القذافي، وكذلك ما فعلته، من رفض الديمقراطية والانتخابات التي جرت في السلطة الفلسطينية وبفوز حماس (مع رفضنا منذ البداية لتولي أي جهة دينية شئون الناس)، ولكن هذا التناقض والقياس بمقياسين جعل من سياسة إدارة الولايات المتحدة الأمريكية على أنها تتعامل بما تتطلبه مصلحتها وليس مصلحة الشعوب، وأثبتت للجميع بأنها غير صادقة وأنها لا تستحق قيادة العالم، وذلك لتحيزها وتناقضها وكذبها على الناس، وخاصة الذين وثقوا فيها للخلاص من الظلم والجور للزعماء في العالمين العربي - الاسلامي، كما هو في المغرب وتونس ومصر وليبيا وقطر وباكستان وغيرها.
6 - لم تستفد الولايات المتحدة الأمريكية من تجربتها في فيتنام، من حيث رفض العالم بأسره للشروع بالاستعمار والاحتلال لدول الغير، مهما كانت المبررات.
7 - ولم تستفد الولايات المتحدة الأمريكية من جريمتها وخطأها في دعم العصابات والجماعات الدينية الاسلامية، ضد الاتحاد السوفييتي في أفغانستان والشيشان، مما جعل هذه العصابات الإسلامية نفسها، تنقلب على خالقها (أمريكا)، وأضرت بها وبمصالحها، وهذا ما قامت به نفس الولايات المتحدة الأمريكية في وقوفها مع الشيعة ضد السنة، وبالتالي جعل منها هزيلة وضعيفة، وتستجدي مساعدة الدول المجاورة للعراق، فأين هي جبروت وقوة الولايات المتحدة الأمريكية وهي تستجدي الأعراب لمساعدتها للخروج من المستنقع العراقي؟؟
8 - الولايات المتحدة هي صاحبة القرار والتنفيذ وبالتالي هي قادرة على تغيير الأنظمة العربية بالهاتف، فلماذا لا تكون الفوضى الخلاقة شاملة لكل المنطقة، وبالتالي يخرج لدينا مجتمعات جديدة وبصورة حضارية، كما حصل في رومانيا وصربيا وبلغاريا والتشيك وسلوفانيا وجورجيا وغيرها؟ أم أن أمريكا يهمها المصلحة المالية - الاقتصادي، وهي البترول العربي، ولا يهمها الشعوب العربية المطحونة والفقيرة.
9 - إن الولايات المتحدة الأمريكية بإدارة الجمهوريين، لم تتمكن من مناصرة ولا من حماية الأقليات في العالم العربي - الإسلامي، وإلا فأين هي الحريات الدينية التي تنتظر وتطالب الولايات المتحدة من تحقيقها لهم؟ فهل يحق للمسلم أن يغير دينه؟ وهل يحق للعربي – المسلم أن يعبر عن حريته الدينية بأن يكون متدين أو أن لا يكون متديناً؟ لذلك فقد فقدت الولايات المتحدة الأمريكية مصداقيتها، وبالتالي فشلت في نهجها، وحق للعالم أن يرفض مشاريعها، بسبب عدم الثقة تلك، وبسبب تخوف الناس على مصيرها فيما لو وقفوا مع المشروعات الأمريكية أن تتركهم وشأنهم يواجهون السجون والإعدامات، وهذا ما حصل مع أيمن نور ومع صدام حسين نفسه عندما تخلت عنه أمريكا وجعلته يلاقي الموت البشع (الإعدام)، فمن يقف ضد الحكومات العربية - الإسلامية اليوم، فربما تتخلى عنه أمريكا وتجعله ضحية يقتل ويسجن وينفى، وهذا بالضبط ما يحصل مع المصريين ومع المغاربة ومع الشعب الليبي والبحريني.
10- على الولايات المتحدة الأمريكية أن تعيد النظر في خططها وفي إستراتيجيتها في منطقة الشرق الأوسط، وأن تتعامل مع الجميع على أنهم واحد، وأن تلغي التمايز الديني، ولا تجعل للإسلام أي اعتبار لها، فلا تحترم الإسلام ولا تحترم المسيحية، وبذلك يمكن لها أن تنقذ ما يمكن إنقاذه من خيبتها وفشلها الذريع.
11 - على الولايات المتحدة الأمريكية ألا يكون لها وجوه متقلبة ومتعددة، وبالتالي عليها أن توحد تعدد أوجهها في منطقة الشرق الأوسط،، لكي يبقى لها بقية احترام بين الناس.
12 - على الولايات المتحدة الأمريكية أن تحمي جبهتها الداخلية من أعدائها الذين سمحت لهم بالدخول بالتواجد على أراضيها، وحماية جبهتها الجنوبية، من المد والطوفان العارم الثوري القادم لها من جنوب أمريكا، وبالتالي عليها أن تجد لها قوى دفاعية قادرة للدفاع عن نفسها، وأن تترك الشعوب الأخرى لتختار العبودية أو التحرر بطريقتها الخاصة بها، فما تتوعد به الدول في البحر الكاريبي وفي أمريكا الجنوبية لصفع الولايات المتحدة، سيكون صفعة مخزية للولايات المتحدة، ولن يجعلها تستفيق من شدة الصفعة إلا بانهيار متوقع، لأنه لا يمكنها أن تحارب كل الشعوب، كما هي تحارب كل الأنظمة، فإن نجحت بإسقاط ومحاربة الأنظمة فلن تفلت من عقاب الشعوب لها، وبالتالي: فهل الولايات المتحدة قادرة على أن تتحمل آلاف القتلى في كل دولة من الدول التي تريد احتلالها؟ فبالرغم من كل المناصرة والتأييد والمؤازرة التي وجدتها الولايات المتحدة من حلفائها العرب ومن الأتراك ومن الإيرانيين ومن الغربيين في حربها على العراق وخلع نظام حكم صدام حسين وفي احتلالها العراق وأفغانستان، فهل تمكنت أمريكا من حماية جنودها من القتل في العراق؟ كما أنه عليها أن تتذكرك قتلاها في فيتنام وخروجها مخزية منهزمة من فيتنام.
|