13- إن الهزيمة التي تواجهها سياسة الولايات المتحدة المعنوية وعدم تأييد، الشعب الأمريكي نفسه لهذه الإدارة الحالية، مما سيقف موقف المعادي للسياسات الأمريكية الخارجية، وهذا ما تمخضت عنه الانتخابات النصفية الأخيرة وعودة الديمقراطيين، لعلهم ينقذوا الولايات المتحدة الأمريكية من غباء إدارتها الحالية بزعامة بوش الابن الذي قام بالاقتداء بغباء إدارة أبيه بوش الأب.
12- ليعلم الجميع، أن نقدنا للولايات المتحدة الأمريكية ناجم عن خبرة طويلة في تعاملنا معها في مناطق العالم ومنها منطقة الشرق الأوسطية، وأن وقوفنا الآن هو موقف إنساني عالمي، ويهمنا التحرر من العبودية الدينية والسياسية، ونشر الديمقراطية الحقيقية وليس بالطريقة الأمريكية - الإسلامية، وبذلك نجد أن الشباب الجدد ينظرون نظرة التشكك بتوجهات الولايات المتحدة الأمريكية في تحريرهم، فنجدهم يهاجرون ليقتلوا وهم على الحدود، ونجدهم يموتون وهم أما في البحر أو في الصحراء، ونجدهم يغامرون لكي يتخلصوا من ظلم حكامهم، والولايات المتحدة الأمريكية لا تبالي بهم ولا يهمها أمرهم، بل الذي يهم الولايات المتحدة هو كم من المال ستربح، وبكم تم بيع سعر برميل البترول، وكم نسبة الفائدة التي تحصل عليها على حماية منابع النفط، وكم من الربح الذي سيدر عليها بعد فترة احتلالها للعراق!!
فعلى أمريكا أن تعي حقيقة أساسية، بأن القوة العسكرية وحدها لن تحميها، ولن يحررها من الكراهية التي تمتد عبر شعوب العالم كله نحوها.
13-إن إعدام صدام حسين (ونحن لسنا آسفين على زواله وزوال أي زعيم عربي - مسلم) كانت طريقة محاكمته ومن ثم طريقة إعدامه هو تجسيد للحكم الديكتاتوري الرجعي الإجرامي (ولإخفاء الحقائق التي كان سيقولها صدام حسين عن أسرار وفضائح حربه الغبية على إيران والكويت)، فلم تكن هناك في البداية من محاكمة عادلة، وتغلبت النزعة المذهبية الحاقدة (الشيعية) على المحاكمة، وكان على الولايات المتحدة الأمريكية أن تقوم بوقف حكم الإعدام وبإلغائه تماماً، أو على الأقل إلغاء الطريقة التي يعذب بها الإنسان بالشنق المؤلم، وهم لا يكتفون بشنقه بالحبل بل يذبحونه بالسكين قبل توقفه عن الحياة، فما الفرق بينهم وبين محمد الذي شق امرأة إلى نصفين حين ربطه رجليها ببعيرين فحلين وشقها إلى قسمين؟ وما الفرق بين ذبح صدام حسين قبل موته النهائي، وبين طريقة الزرقاوي الذي قتل الناس بالسكين؟ وما
الفرق بين القتلة العراقيين الجدد وبين خالد بن الوليد الذي قتل مالك بن نويرة بالسيف ونكح زوجته بعد دقائق معدودة من تلك الجريمة النكراء؟ فهل الولايات المتحدة الأمريكية هي فعلاًً جادة في نشر الديمقراطية؟ أم أنها تتغابى وتتعامى عن كل ذلك؟؟ ومع كل ذلك فقد استهترت الولايات المتحدة الأمريكية بكل النواحي الإنسانية والقانونية والأخلاقية وسمحت بإعدام صدام حسين بالطريقة الهمجية البدائية وهي الشنق والذبح بالسيف الاسلامي، وبذلك فضلت الولايات المتحدة مصالحها على كل المثاليات والأخلاقيات الإنسانية التي تدعي بها، وبذلك تنصلت من المسئولية وحملتها للمذاهب الشيعية - الحاقدة التي تحمل الضغينة في عقولها منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، منذ مقتل علي بن أبي طالب والحسن والحسين والكاظم وغيرهم. وبالتالي جعلت (أمريكا) الناس تخشى على نفسها فيما لو وقفت أو أيدت الولايات المتحدة. فالناس لم تعد تثق بها، فهي دولة كاذبة وغير صادقة مع شعبها ومع الشعوب الأخرى، وعليها أن تحمل جحافلها وترحل من كل المناطق التي تتواجد فيها بسبب الكراهية المتزايدة لها من قبل الشعوب التي يتواجد الأمريكان على أراضي الغير.وزادت الكراهية هذه للولايات المتحدة بسبب خذلانها لهم وعدم جديتها في تحريرهم الديني والسياسي، وكذلك فشلها الذريع في رفع الفقر عنهم، فقد زادت الناس جوعاً وفقراً وفتكت بهم الأمراض في ظل الديمقراطية الأمريكية المزعومة، وهذا ليس فقط في دول ال**** (الأعراب والمتأسلمون) بل شمل كل المناطق الأخرى، في أفريقيا وآسيا وأوروبا الشرقية، فماذا نرى من ديمقراطية في روسيا وفي بلغاريا وجورجيا، فهل تمكن الناس من تحقيق مطالبهم، أم أنهم يحنون إلى فترة الشيوعية والتي كان يجد كل إنسان فرصة التعليم المجاني، وبعد أن يتخرج من الجامعة يجد الوظيفة، بل كان يأكل ويشرب ويجد المسكن من الدول الشيوعية؟ بينما اليوم نجد الجرائم والعصابات والمافيا التي لا تجد لها عمل أو مهنة.وكراهية الولايات المتحدة المتزايدة ليس بسبب الفقر الذي يعاني منه الناس، بل في الدول الغنية الأخرى كما هو في ألمانيا وفي اليابان وألمانيا، بسبب الغطرسة الأمريكية على تلك الشعوب، وتبقى العراق وأفغانستان والصومال والسودان وغزة شاهدة على أبشع أنواع الديموقراطية الأمريكية التي تريد تصديرها لأمم لم تعرف قيمة للديموقراطية ولأمم تنظر إلى رغيف الخبز أبقى وخير من ديموقراطية ليس لها معنى في أذهانهم وحياتهم. فقد انكشفت فضائح الولايات المتحدة الأمريكية في أماكن تواجدها، ففي كل دولة تتواجد فيها القواعد الأمريكية نجد اغتصاب للنساء، فهل الجنود الأمريكان ينقصهم مومسات حتى يأتون إلى أفغانستان واليابان والعراق لكي يغتصبون نساءهم؟ بل زاد من قباحة الولايات المتحدة الأمريكية أنها اغتصبت الرجال وهذا ما حصل بالضبط في سجن أبي غريب بالعراق!!!
إنها مأساة حقيقية ليس على الشعب الياباني والفلبيني فقط، بل هي مأساة للشعب الأمريكي نفسه، مما جعل الياباني يحقد على الأمريكان، لأن الأمريكان أساءوا إلى شرفهم، ومن هنا تعاظمت الكراهية للولايات المتحدة الأمريكية، فبعد أن كان الناس كادوا يتقبلون تغيير النظام في العراق وفي غيره، خرجت عليها فضائح الجيش الأمريكي في اغتصاب فتاة عراقية وقتلها أمام أهلها، واغتصاب فتاة يابانية وأخرى فتاة فلبينية. فهل الجيش الأمريكي يريد تصدير الديموقراطية أن تصدير الفحولة للعالم؟؟ فنحن نقترح على قيادات الجيش الأمريكي أن يأتون معهم بالمومسات الأمريكيات مثلما يأتون معهم بالسلاح والخمور وبالمخدرات حتى يطمئن الناس لهم، ولا يخافون نساءهم من همجية الجيش الأمريكي ورعونته.
أخيراً: هذه هي بعض الصور المشوهة التي تظهرها كراهية الشعوب، إزاء الجرائم التي اقترفها الجيش الأمريكي بحق الآخرين وبحق الشعب الأمريكي نفسه، والتي تتحمل تبعتها سياسة إدارة الولايات المتحدة الأمريكية الحالية الغبية، فهي تؤيد اليوم الشيعة في كل من العراق وأفغانستان وباكستان، وفي نفس الوقت تحارب الشيعة في لبنان، كما أنها تؤيد السنة في لبنان وتحارب السنة في العراق وفي باكستان وأفغانستان، فهذه السياسة العبثية الناجمة عن تشويش في العقلية واضطراب في عقلية إدارة حكام البيت الأبيض تجعل الناس تنفر منهم ومن الديموقراطية لمستوردة، تجعل الحكام يستبدون بشعوبهم بقبول وموافقة أمريكية.فهل نسيت الإدارة الأمريكية الحالية خطورة الجماعات الإسلامية بكل طوائفها ومذاهبها المختلفة الشيعية والسنية، والتي تجعل من محمد وخالد بن الوليد ومعاوية بن أبي سفيان والحجاج بن يوسف الثقفي مرجعية لها (referentiality)؟ فلا فرق بين علي وعثمان ولا فرق بين عمر بن الخطاب ولا الحسن والحسين، والأحداث أكدت الدموية والمجازر التي تقوم بها الديانة الإسلامية، التي جعلت من القرآن والسنة المحمدية شريعة ودستوراً لها.. فهل تتعقل الولايات المتحدة وتسمح للماركسية والعلمانية بالعودة والانتصار وعزل الدين عن الدول، ليحل السلام ونجنب الشعوب التقاتل والصراع المذهبي الديني الكريه؟
واقبلوا احترامنا
د. الكسندر نارتوف
منقولة من منتدي الاقباط متحدون ولهذا تركت اخطاء ترتيب النقط كما هي احتراما للمصدر
|