على فكرة يا جماعة لقد أدانت هيئة الاذاعة البريطانية الBBC التقارير السرية التى يقوم البكرى بنشرها وتهكمت عليها وقالت انه كما لو كان حاضرا اللقاء السرى فكيف اذا كان سريا؟!! هذا بالاضافة الى استناده على مصادر أمريكية موثوق بها فاذا كانت هى مصادر موثوق بها فلماذا لا ينشرها؟ كما أدانته عدة وكالات أمريكية فى هذا الشأن. ومن المعروف عن بكرى انه من الموالين لصدام ولعل الجميع يذكر قصة فضيحة المؤسسات الصحفية فى أواخر الثمانينات فقد أرسل صدام هدية لكل رئيس تحرير يكتب عنه ويشيد بأمجاده سيارة مرسيدس فاخرة على الزيرو. وحينما انتشر الموضوع وبدا يتسرب قرر الرئيس مبارك بمصادرة تلك السيارات وجعلها مملوكة للمؤسسة الصحفية وليس لرؤساء التحرير. وقد كان من المفروض محاكمة كل هؤلاء الذين باعوا ضمائرهم ولكن حرصا على علاقته بصدام وأنه يحب هؤلاء الصحفيين اكتفى بهذا الاجراء.
ثم ان ظهور مصطفى بكرى على الكثير من الفضائيات يدافع عن صدام ويسب فى أمريكا حتى انه خرج عن الحوار مع عمرو أديب وسب سيدة كويتية اتصلت بالبرنامج واختلفت معه فى الرأى حول اعدام صدام.
لقد نسى أو تناسى عن عمد أن القوات الأمريكية دخلت العراق بناء على طلب العراقيين أنفسهم وأن بقاءها هو مؤقت لحين تطمئن على مصالحها فى المنطقة وأنها تود الرحيل اليوم قبل غدا ارضاء للرأى العام الأمريكى. ثم ان صدام حسين يعلم تماما انه غير محبوب من قبل شعبه وهو طلب بنفسه أن يظل فى حماية القوات الأمريكية والدليل على حسن معاملتهم له انه حين تم القبض عليه من الحفرة التى كان مختبئا بها كالفأر تم تقديم الرعاية الطبية له وهو واضح فى الشريط المصور الذى تناقلته جميع وسائل الاعلام. لو كان استلمه الشعب العراقى الكاره لحكمه لكان تم تعذيبه بأبشع الصور. فى حين أن القوات الأمريكية خصصت له ممرضا يرعاه وقد تم عمل أكثر من حوار مع هذا الممرض بعد وفاة صدام وقال انه كان يستمع اليه وهو يلقى النكات وكانت صحته جيدة ولم يضرب عن الطعام الا حين تسلمته الشرطة العراقية وبدأت فى ادخال الطعام له من فتحة الباب وقال انه ليس أسدا محبوسا فى القفص حتى يتم القاء الطعام له بهذه الطريقة وعاد ليتناول الطعام بعد أن قدموه له على المائدة.
أما بالنسبة للمحاكمة غير العادلة والتى يتشدق بها الجميع تعالوا نسترجع معا أحداث المحاكمة:
لقد غير صدام حسين القاض ثلاث مرات ولم تعترض المحكمة فى حين أن المتهم ليس من حقه أن يختار القاض.
لقد سمحت المحكة لصدام أن يتحدث ويدافع عن نفسه وفى كل مرة كان يتحدث فيها يسب ويلعن ويخرج عن موضوع القضية ويكون هو الزعيم والبطل.
والنقطة الأخرى فى هذا الموضوع لقد عرضت الولايات المتحدة على الحكومة العراقية محاكمة صدام دوليا فى المحكمة الدولية بلاهاى وتم رفض هذا الاقتراح بزعم ان العراقيين من حقهم محاكمة هذا المستبد وانهم سيحاكمونه حسب شريعتهم وديانتهم فما شأن الأمريكان بهذا الحكم؟!! غير أن المالكى أكد مرارا وتكرارا أن واشنطن أبلغته اعتراضها على عقوبة الاعدام حيث أن تلك العقوبة غير موجودة فى معظم قوانين ودساتير العالم المتحضر ومع ذلك العراق أصر وأبلغته أيضا اعتراضها على التوقيت فما كان من المالكى الا أنه أصدر تصريحا بوجوب الاعدام حتى لا يهرب صدام .
لقد نال صدام جزاء ما فعله وبعدل ولكن اعتراضى هنا على طريقة تنفيذ الحكم والتى بدت لى وكأنها انتقام شخصى وليس تنفيذا للعدالة. وهنا أيضا ليس للأمريكان شأن بوحشية هؤلاء العراقيين الذين أرادوا التشفى.
|