الأوقاف تعتذر رسميا وتغلق ملف كتاب فتنة التكفير
هل صحيح أنه من رحم المحنة يمكن أن تولد منحة؟ الإجابة في كلمة واحدة نعم. أما المحنة فتمثلت في كتاب فتنة التكفير, الذي أثار غضبة صحية لدي المؤمنين, مسيحيين ومسلمين.
الغضب قاد البعض إلي اختيار ساحة القضاء العادل ليرد عن نفسه تهمة سبق أن رفضها الإسلام قبل15 قرنا, حين أصدر حكما باتا بأن إيمان المسلم لا يكتمل إلا بالإيمان بالرسل السابقين, والرسالات السماوية, والكتب المقدسة.
آخرون تساءلوا: كيف يطبع كتاب علي نفقة الشعب ليرمي بعض أبنائه في عقيدتهم؟ أما المنحة فظهرت في أنهار المحبة التي تدفقت بغزارة, لتغمر وطن الوحدة, وتنعش وحدة الوطن.
وزارة الأوقاف ـ بقيادة الوزير الدكتور محمود حمدي زقزوق ـ ضربت المثل في الشجاعة, وقدمت اعتذارا صريحا عن إصدارها الكتاب, مقرونا بعدة إجراءات فورية, شملت سحب الكتاب من الأسواق تمهيدا لإعدام جميع نسخه, وطرح طبعة جديدة خلال أيام قليلة من الكتاب بعد حذف أي عبارة قد تكون مسيئة للأقباط تصريحا أو تلميحا, ومراجعة أي كتاب يصدر مستقبلا مراجعة دقيقة مهما تكن مكانة مؤلفه تفاديا لأي خطأ قد يحدث.
الوزارة ـ أصدرت بيانا حصل مندوب الأهرام سعيد حلوي علي نسخة منه ـ ناشدت فيه وسائل الإعلام أن تتحمل مسئوليتها في الحفاظ علي وحدة شعب مصر, وأن تغلق هذا الملف الذي لن يستفيد منه أحد.
وقد حرصت الوزارة علي تأكيد عمق الصداقة والمودة بين الدكتور زقزوق, والإخوة الأقباط, والبابا شنودة الثالث بصفة خاصة.
سعي الوزارة إلي إغلاق هذا الملف سبقه موقف شجاع للمؤلف الدكتور محمد عمارة الذي لم يكتف بإعلان أنه أخطأ في النقل دون تدقيق عن الإمام أبي حامد الغزالي, وإنما بادر بالاعتذار عن الخطأ.
وأصبحنا أمام حقيقة مهمة تقول: إن نعمة الوحدة أقوي من كل المحن.
تعالوا نغلق الملف, ونواصل المسيرة.. بعد أن اكتشفنا ـ مسلمين ومسيحيين ـ أن الوطن لايزال يعيش فينا