جريدة وطني و القضية القبطية .
القضية القبطية...رسالة "»وطني»" عبر 46 عاماً*
يوسف سيدهم

رسالة «وطني» ومنهجها:-
جريدة «وطني» أسبوعية تصدر صباح الأحد منذ عام 1958، أسسها الراحل الأستاذ أنطون سيدهم (1915-1995) كجريدة مصرية ليبرالية تدعو إلى إعلاء مفاهيم الديموقراطية والمجتمع المدني واحترام حقوق الإنسان لجميع المصريين دون أي تفرقة.
تعكس »وطني» تلك المفاهيم على رسالتها الصحفية حيث تحرص على التوازن والدقة في التغطية الإخبارية والتحقيقات الصحفية بالإضافة إلى الدفاع عن حقوق المواطنة عن طريق تسليط الأضواء على أي تجاوزات يتعرض لها الأقباط بسبب هويتهم الدينية...كما تحرص »وطني» في هذا السياق على إحياء التاريخ والتراث المصري والتمسك بالهوية المصرية ومقاومة محاولات طمسها.
كيف حققت »وطني» رسالتها عبر 46 عاما؟
أولا : المسار عبر ثلاثة أنظمة سياسية:
(1) نظام الرئيس جمال عبد الناصر (1952-1970)
عندما ظهرت «وطني» في أول صدور لها بتاريخ 21 ديسمبر 1958، كان نظام عبد الناصر -وريث ثورة 1952- قد كشف عن الوجه القبيح للثورة. انحسار كامل للديموقراطية، حظر نشاط الأحزاب السياسية، سحق المعارضة، اعتبار حرية التعبير عمل من أعمال الخيانة الوطنية يستحق أقسى العقوبة. وسط هذا المناخ المريض الذي سارت فيه وسائل الإعلام المحكومة بالنظام انضمت »وطني» إلى أسرة الصحافة المصرية.
بناء عليه تركزت رسالة »وطني» في ذلك العهد على خدمة رسالتها في المجالات الاجتماعية والثقافية والتغطية الإخبارية والتحقيقات علاوة على الأمور المتصلة بالشئون القبطية، متحاشية الخوض في الأمور السياسية والاقتصادية. تلك السياسة التحريرية استهدفت حماية »وطني» ضد استفزاز نظام ديكتاتوري لم يكن يتردد في البطش بكل من تسول له نفسه الخروج عن الخط. وكانت تلك السياسة التحريرية أنذاك بمثابة الانحناء أمام العاصفة لتمر تحاشيا لتعرض »وطني» للعصف بها.
والحقيقة الواجب الإقرار بها بخصوص نظام عبد الناصر هي أن ديكتاتوريته وآلة البطش الخاصة به لم تكن موجهة للأقباط وحدهم، بل امتدت لتطول كل المصريين بغض النظر عن هويتهم الدينية. وبناء عليه فإن رسالة »وطني» في عهد عبد الناصر لم تكن قد إنطلقت بعد.
|