
19-01-2007
|
Registered User
|
|
تاريخ التّسجيل: Mar 2005
الإقامة: في عيني الله
المشاركات: 6,772
|
|
رؤية ورسالة «وطني
بناء عليه فإن رؤية ورسالة «وطني» نحو خلق مستقبل أفضل تتركز في المحاور الآتية:
(1) تسليط الأضواء على جميع أشكال التمييز والعنف ضد الأقباط بهدف تأسيس الدليل على المناخ المريض السائد، وذلك يعد سبيلا صادقا يثبت الاحتياج إلى حوار »وطني»، بدلا من اللجوء لإنكار وجود مشاكل لدرء مغبة التدخل الأجنبي.
(2) توثيق العلاقات بين المصريين-مسلمين وأقباطا -على أساس المحبة والاحترام المتبادل وتشجيع الأنشطة التي تتيح الاختلاط الطبيعي بينهم في مجالات العمل والاقتصاد والسياسة والثقافة والرياضة والفن والعمل العام.
(3) المشاركة في شتى البرامج التي تسعى إلى إعادة مواد التاريخ القبطي والثقافة القبطية إلى المناهج التعليمية ، بالإضافة إلى الجهود التي تسعي إلى جعل الإعلام المصري أكثر اعتدالا بزيادة الحضور القبطي فيه وفي المقابل العمل على انحسار الروح الأصولية المتعصبة من الخطاب الديني.
(4) خلق منابر جديدة تدعو وتسمح باختلاط الشباب المصري -فتيات وشبان، مسلمين ومسيحيين -تحت مظلة »وطني»ة مصرية. وتفخر »وطني» في هذا السياق أنها أسست في سبتمبر 2000 منبر برلمان شباب «وطني» الذي يعد نموذجا يمارس من خلاله الشباب المصري على اختلاف جنسه وعقيدته نشاطا ليبراليا يتصل بالحياة السياسية، يرسخ قيم حرية التعبير وقبول الآخر واحترام الاختلاف وتداول السلطة. وعن طريق هذه التجربة التي تحاكي الحياة السياسية الفعلية يناقش الشباب جميع القضايا واللوائح والتشريعات، والأحداث المحلية والعالمية، من أجل تفهم واقعها وتقييمها وبلورة رؤية الشباب إزاءها.
إن برلمان شباب «وطني» الذي يضم نحو مائتي شاب وفتاة من المصريين المسلمين والمسيحيين يعكس نموذجا صحيا لما نتمنى أن تكون مصر عليه. فعلاقات الصداقة الوثيقة التي تربط بين أعضائه ومفاهيم المساواة في حقوق المواطنة السائدة بينهم تضفي علينا أملا قويا بأننا ونحن نغرس هذه البذرة نمهد التربة لنحصد ثمارا طيبة نحو مصر أفضل.
لقد تم تخريج ثلاث دفعات حتى الآن من برلمان شباب »وطني» (في أبريل 2003، وديسمبر 2003 ، ويوليو 2004) ويجري الترتيب لتخريج الدفعة الرابعة في ديسمبر هذا العام. هؤلاء الشباب والشابات يتم دفعهم إلى شتى مجالات العمل العام والسياسي في المجتمع، ونحن إذ نتولى تأهيلهم ورعايتهم لتلك المرحلة من حياتهم نثق أن كلا منهم يحمل معه وهو يخطو إلى الحياة العملية عقلية ليبرالية متفتحة تستوعب مفاهيم الإخوة في المواطنة ولا تستسلم لأي أفكار أصولية.
إن تجربة برلمان شباب »وطني» تنتشر وتمتد مبشرة بمبادئها هذه عبر بلادنا وتحظى بترحيب وحماس الشباب حيثما ذهبت، وذلك أفرز نماذج مماثلة لها يجري تفعيلها في الإسكندرية وأسيوط والمنيا وسوهاج. إن آفاقا جديدة رحبة تنبسط أمامنا في هذا الإطار.
دعوني قبل الانتهاء من عرض هذه التجربة أن أتشارك معكم في أمر يتصل بقضية طالما أرقت ضمير مصر عبر العقود الثلاثة الماضية، كما ألقت بظلالها القاتمة على العالم الغربي مؤخرا. إنها قضية الحجاب الإسلامي، وهو غطاء الرأس الذي ترتديه المرأة في المجتمعات الإسلامية أو المرأة المسلمة في المجتمعات الغربية. إن المفهوم الذي يصاحب ظاهرة الحجاب كان يتركز حول اعتقاد مؤداه أن الحجاب بالضرورة يخفي تحته عقلا مريضا مصابا بالأفكار المتعصبة ، ينزع إلى الكراهية ويتجه إلى الانعزال عن المجتمع. وكان مردود هذا المفهوم أن انتشر اعتبار الحجاب بمثابة غطاء للعقل وليس غطاء للرأس ولكننا في «وطني» من خلال الاختلاط الطبيعي لزملاء العمل وبعد تفعيل تجربة برلمان الشباب نجحنا في إزاحة هذا المفهوم جانبا. فعن طريق علاقات المحبة والاحترام وقبول الآخر وبناء جسور التعايش تمكنا من تأسيس معيار الصداقة وهدم جدار عدم الثقة الذي طالما تفشى في العلاقة بين المسلمين والمسيحيين. لقد نجحنا في إثبات أن الحجاب أمر شخصي يتصل بحرية المرأة وأنه يمكن أن يكون مجرد غطاء للرأس ولا يتحول بالضرورة إلى غطاء على العقل.
إنني أسجل بالفخر أن «وطني» متمسكة ومؤمنة برسالتها التي عن طريقها يمكننا مساعدة بلادنا على البرء من أسقامها. ويقيننا أن المشكلة القبطية سيتم علاجها بأيدي أبناء وبنات مصر على المائدة المصرية. أما العالم الخارجي فيمكنه الإسهام في تشجيع إعلاء الديموقراطية لجميع المصريين، بهذا يمكن الأمل في خلق مناخ جديد يحتضن ويرعى التغيير.
هذه رسالة «وطني» التي جاهدت من أجلها عبر 46 عاما والتي تظل رسالتها على المدى.
كلمة يوسف سيدهم في الملتقى الدولي الأول للأقباط المصريين-زوريخ-سويسرا، الذي انعقد في 23-25 سبتمبر 204.
|