عرض مشاركة مفردة
  #11  
قديم 04-02-2007
elmafdy elmafdy غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 1,705
elmafdy is on a distinguished road
فعلا وثيقه تاريخيه هامه جدا و قد اثارت بداخلى ذكريات و شجون كثيره اسمحوا لى ان اشارككم بها :

1) رغم أننى كنت فى تلك الفتره طفلا صغيرا , الا اننى اتذكرها جيدا بالتفصيل , خاصة و أننى قاهرى المولد و النشأه و لكنى اصولى صعيديه , من اسيوط , تلك المدينه التى رأيت فيها بعينى رأسى شاب مسيحى يقتل على ايدى مجموعه من الارهابيين الشرسين الطباع الحادين الملامح , اتذكر تلك السكينه الطويله التى اخرجوها و طعنوا بها هذا الشاب ليسقط غارقا فى دمائه , أتذكر أيضا أننى رأيت بعينى رأسى دخانا كثيفا يتصاعد من الكنيسه الموجوده فى منطقة منشية الصدر بجوار محطة مترو الانفاق - كان وقتها قطار المرج و ليس المترو - و كيف ظهرت الشماته و الفرح على وجوه كل الركاب المسلمين , بل أن بعضهم تبادل التهنئه , و غيرها من الاحداث الارهابيه التى حدثت فى تلك الفتره , اتذكر ايضا خطاب السادات الاخير و الذى عزل فيه البابا شنوده و كيف تطاول عليه عدة مرات فى الخطاب , و كيف كان السادات من الجهل و التعصب حينما ساوى بين البابا و الكهنه المسالمين و بين الارهابيين و سافكى الدماء , و كيف ساوى بين التنظيمات الارهابيه السريه و بين مدارس الاحد , اذكر اننى ضحكت رغم الهم حينما ذكر مدارس الاحد فى خطابه و فكرت هل مدارس الاحد التى اذهب اليها و التى اتعلم فيها كيف احب الجميع و اتعلم ترنيمه جديده و أأخذ فيها صوره و بوبونايه هى أمر خطير و هام حتى يتناوله رئيس الجمهوريه فى خطابه محذرا منه .

2) رغم كل تلك الحقائق و الذكريات المؤلمه , الا ان هناك حقائق أخرى مفرحه رائعه تدخل كلها تحت حقيقة ان الرب يقاتل عنا و نحن صامتون , و تحت حقيقة اننا نحن الذين بقوة الله محروسون , و غيرها من الوعود الرائعه , فتخيلوا معى ماذا فعلت يد الله معنا فى تلك الفتره :

+ كان فى عزل قداسة البابا شنوده و تحديد اقامته فى الدير حماية له و لحياته مما حدث بعد أقل من شهر , حيث كان الطبيعى ان يحضر قداسة البابا العرض العسكرى و بالطبع كان سينال من كراهية و رصاص الارهابيين النصيب الاكبر بعد السادات مباشرة , و لكنها يد الله التى حافظت عليه و حمته وجنبته تلك النهايه المؤلمه.

+ كان لتلك المقابله المذكوره فى المنتدى هنا و كشف تلك الحقائق امام مبارك تأثير على سلوكه مع هؤلاء الارهابيين , خاصة أذا اضفنا الى ذلك كل ما عرفه مبارك عن تلك الجماعات سواء قبيل موت السادات و بعد موته مباشرة , فقد أدت تلك الحقائق الى اتخاذه موقف حاد صارم منهم , و لولا ادراكه - و معه السيد نبوى اسماعيل - لخطورة هؤلاء الارهابيين على حياتهم و حياة أولادهم لما تصدوا لهم بكل تلك القوه و الحسم مانعين اياهم من تولى مقاليد البلاد كما كانوا يخططون خاصة ما حدث فى اسيوط مثلا فى الايام التاليه لحادثة امنصه مباشرة , حيث كانت هناك حرب حقيقيه تقارب حروب لبنان و فلسطين , ففرض حظر التجول على كل الاهالى و تحولت شوارع و احياء اسيوط لساحة من الحرب بين الحكومه و بين هؤلاء الارهابيين .
بل أننى أعتقد ان موقف مبارك حتى الان من الاخوان و غيرهم من الارهابيين مازال متأثرا بما رأه منهم بنفسه , فى مقابل ما رأه من المسيحيين من تسامح ومحبه جعلته يأمن جانبهم دائما .

+ تخيلوا معى لو استمرت الاحداث فى التصاعد بنفس معدلات اواخر السبعينات , لكنا نحن مسيحيى مصر قد اختفينا منذ سنوات بعيده , و لكنها يد الهنا التى جعلتنا الان , و بعد مرور ما يقرب من 30 سنه على تلك الاحداث مازلنا نحيا و نرفع صلواتنا و نعبد الهنا , حتى مع حدوث بعض التجاوزات من حين لأخر , و التى تتصدى لها يد الهنا بكل الحب والرعايه .

ما أود ان اقوله من تلك الخواطر يا أحبائى , هو اننى فعلا سعيد و فخور بالهى , الذى نقشنا على كفه و جعل من يمسنا قد مس حدقة عينه , و سيظل هو هو أمس و اليوم و الى الابد , راعينا وحامينا و حافظنا مهما حاول الاشرار ايذائنا .

المفدى
الرد مع إقتباس