عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 04-02-2007
honeyweill honeyweill غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: EGYPT
المشاركات: 7,419
honeyweill is on a distinguished road
الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة وقليوب والقناطر وتوابعها للأقباط الأرثوذكس

الرسالة الثانية نعم.. الأقباط هم أصحاب البلد الأصليون! نشرت بمجلة «روزاليوسف» مقالة بعنوان «مزاد حرق مصر بين المتشددين الأقباط والإخوان المسلمين».. وفى المقال يعرض الكاتب مقارنة بين تصريحين أولهما للأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة يقول فيه: «إن الأقباط هم أولاد البلد وأصحابها».. والثانى للدكتور «محمود عزت» عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، يقول فيه ضمن ما صرح به أن «ما ينفعش واحد قبطى يحكم مصر»، ثم يخلص كاتب المقال إلى الاستنتاج أن هناك «سباق على حرق مصر بين متشددين إسلاميين ومسيحيين».
وبادئ ذى بدء أريد أن أوضح أن مشكلة الأقباط ليست فى أنهم يريدون أن يصلوا إلى حكم مصر ولا أظن أن طموحاتهم تشطح إلى محاولة الوصول إلى هذا المنصب، مع أنه لا يجب أن يكون هناك عائق قانونى إذا أراد واحد منهم أن يحاول ترشيح نفسه للمنصب كأى مواطن آخر، ولكن الغبن الواضح الذى يعانى منه الأقباط فى أساسيات الحياة التى تتعلق بلقمة العيش والمساواة فى المواطنة والتعامل أمام القانون هو الذى يستحوذ على اهتمامهم، وأن هدفهم العملى المنطقى هو أن يثبتوا أقدامهم على الأرض قبل أن يحلموا بالقفز إلى القمر. ومن ناحية أخرى لا أظن أن هناك قبطيا عاقلا يخطط أو يطمح فى إجلاء المسلمين عن أرض مصر، وتحويل مصر إلى دولة قبطية، هذا موضوع غير وارد وغير عملى، والكلام فيه تضييع للوقت. فموضوع المقال على أساس المعطيات السابقة مبالغ فيه إلى حد كبير، وعلى ذلك فليس هناك مزاد لحرق مصر، وإن كان هناك هذا المزاد فالأقباط ليسوا طرفا فيه، وإطلاق لقب المتشددين على الأقباط والإخوان المسلمين بالتساوى فيه ظلم كبير للأقباط. فكيف يساوى كاتبنا بين جماعة الإخوان المسلمين وتاريخهم الدموى معروف وبين الأقباط الذين كانوا دائما الضحية ولم يكونوا يوما من المعتدين؟! ومع ذلك فإنصافا للكاتب أعتقد أنه رد على الدكتور/ محمود عزت بما فيه الكفاية، ولكننى آخذ على الكاتب إما أنه لم يفهم مقولة الأنبا مرقس فكان نقده له مجحفا أو ربما أنه لجأ إلى لعبة الموازنات الشهيرة، وهى التى دائما تلجأ لها السلطات عندما يرتكب الطرف الإسلامى اعتداء على الطرف القبطى، فيصورونه على أنه نزاع «بين طرفين» وطبعا يتدخل هنا التسامح المعهود على الطرفين والمساواة فى العفو عن الجانى والمجنى عليه «ويحيا العدل»! ولست أتكلم هنا نيابة عن الأنبا مرقس، ولكننى مجرد مواطن قبطى أقدم رأيى الشخصى فى الموضوع.

أولا: لا أعتقد أن هناك خطأ فى القول أن الأقباط هم أصحاب البلد الأصليون، فبعيدا عن التعصب الدينى والتزاما بالموضوعية وترجيحا للرأى العلمى المجرد، لا يستطيع أحد أن ينكر أن الأقباط هم أصحاب البلد الأصليون، فأى شعب كان يسكن مصر فى وقت الفتح العربى لمصر؟! إن أى قارئ مبتدئ للتاريخ لا يستطيع أن ينكر أن الأقباط كانوا هم حلقة الوصل بين مصر الفرعونية ومصر الإسلامية، وأن الأقباط فعلا هم أصل مصر.
ثانيا: هذه الحقيقة يجب أن نفصلها تماما عن الدين، فكلمة قبطى أساسا تعنى «مصرى»، وهو معنى إثنى وليس دينيا، وإن كان الأقباط فى زمن الفتح العربى لمصر جميعا من المسيحيين، ولكن فى الوضع الحالى فإن بعض الأقباط قد اعتنقوا الإسلام، وبذلك يمكن أن يقال أنه كما أن هناك مسيحيين من أصل قبطى فهناك أيضا مسلمون من أصل قبطى، إن لم يكن كليا فجزئيا، كما أن هناك بعض المسلمين من أصل عربى قد اعتنقوا المسيحية، ولكن إن أردنا التغليب يمكن أن نقول أن معظم مسيحيى مصر هم أقباط، ومن هنا جاء الاستعمال الحديث لكلمة أقباط لتعنى «مسيحيى مصر».

ثالثا: هذه الحقيقة أن الأقباط هم أصل مصر، لا تعنى الاستعلاء أو محاولة المفاضلة أو التمييز على الآخرين، إن كاتبنا يعلم أن كل ما يحلم به الأقباط هو مجرد المساواة فى الحقوق والواجبات على أساس المواطنة، ومن يقرأ تصريح الأنبا مرقس كله يجد أن تصريحه بأن الأقباط هم أولاد البلد الأصليون لم يكن لكى يحصل للأقباط على مزايا تفوق ما للمسلمين. إن تصريحه هذا كان فى سياق محاولة تعديل المادة الثانية للدستور التى تقول إن «مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع»، وكان اقتراحه هو مجرد إلغاء الألف واللام اللتين أضافهما الرئيس الراحل السادات فتصبح «مبادئ الشريعة الإسلامية هى مصدر رئيسى للتشريع»، وأعتقد أن هذا التغيير إذا نفذ لا يرجح كفة المسيحيين، بل لا أعتقد أيضا أنه يساوى بينهم وبين المسلمين وإنما يعطيهم جزءا صغيرا من الحقوق، فهل هذا بكثير فى بلد يتشدق بالمساواة الكاملة بين المواطنين؟ وهل المطالبة بهذا الأمر الصغير تشعل الفتنة الطائفية فى مصر؟!
رابعا: حقيقة أن الأقباط هم أصل مصر لا تتأثر بتعدادهم الحالى، وهذا موضوع آخر، فإذا كان الكاتب يناقش هذا الموضوع ويجادل فيه فإن ما يحسم الموضوع هو بيان واضح وصادق من الدولة تقول لنا فيه ما هو عددنا، ولكن الدولة لأسباب نعرفها جميعا تعامل هذه المعلومات عن تعداد الأقباط على أنها سرية، وهذا ما يعطى مجالا للهواجس والتخمينات، ولكن سواء كان تعداد الأقباط 7% أم 17% فإنهم مواطنون مصريون مثل بقية شعب مصر ولهم نفس الحقوق.

نعم أقباط مصر مواطنون أصلاء وليسوا وافدين عليها، وهم ليسوا زوارا ستنتهى مدة إقامتهم ويرحلون، وهذا هو مغزى مقولة الأنبا مرقس أن أقباط مصر هم أصحاب البلد الأصليون. والظاهر من المقال أن كاتبه يريد أن يدين التشدد، ولكنه للأسف لم يدرك المصدر الحقيقى للتشدد، فأدان الطرفين سواء عن قصد أو بغير قصد، وصور الموقف على أنه محاولة إشعال الفتنة الطائفية وحرق مصر.
الرد مع إقتباس