عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 10-02-2007
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road

وبين أهازيج الفتوح ، ومفاخر الفاتحين ، تجد نوادر يتامي ممن ذهبوا للفتح فلم يروا في هذا الجهاد ما رآه السادة من الصحابة, مثل ذلك الذي اسمه ثعلبه ، الذي عاد ليخطب في مسجد بني حمان مقسما قائلا: " لله علي ألا أرجع الي سواد العراق مما رأيت فيه من الشر/ القرشي /الخراج/45" .


المشتغلون علينا بالدين يؤكدون أن أهم أهداف الفتوح الاسلامية هو تحقيق العدل ، واقامة المساواة ، ونشر الحريات ، وترسيخ الإخاء، وحقوق الانسان ، والقضاء علي العبودية. لكن يبدو ان تلك الاهداف لم تكن واضحة لصحابة رسول الله في زمنهم, فلم يخطر لأحد من هؤلاء الصحابة الكبار أن يطرح أيا من تلك الاهداف ولو في مداخلة استفسارية فى قمة ال(17) التى عقدها الخليفة عمر بحضور سبعة عشر من كبار الصحابة. لم يطلب الصحابة المساواة والاخاء والعدل والقضاء علي العبودية في بلادنا الموطوءة, بل طلبوا بوضوح ودون أي تزويق،ودون أى تحرج انعدام المساواة وانعدام الاخاء وانعدام العدالة بالكلية مع مزيد من العبودية, طالبوا بامتلاك الارضيين بمن عليها سادة كانوا أو عبيدا ، ملكا خالصا لهم يورثونه أولادهم وأحفادهم كريم لكريم وشريف لشريف وكابر لكابر. الفرق بين هذة القمة وقمم الدنيا كلها أن قرارات الـ (17) كانت قرارات مقدسة, تحولت الي قوانين شرعية استفاضت في تشريعها وتسنيدها كتب الفقه علي مختلف مذاهبها, وما ترتب علي ذلك بالضرورة أن أصبحت قرارتها أبدية.
يحكي أبو يوسف في الخراج (ص 24) وأبو عبيده في كتاب الاموال (ص 59) ما توصل اليه المجتمعون في قمة الـ (17) بقولهما:" والذي رأي عمر الامتناع عن قسمة الارضيين بين من افتتحها ".
أما كيف انتهي عمر الي هذا القرار , فقد حدث : " عندما عرفه الله ما كان في كتابه من بيان ذلك, توفيقا من الله كان له فيما صنع, وفيه كانت الخيرة لجميع المسلمين (يقصد العرب). وفيما رآه من جمع خراج ذلك وقسمته بين المسلمين لعموم النفع لجماعتهم, لان هذا لو لم يكن موقوفا علي الناس (العرب) من الأعطيات والأرزاق لم تشحن الثغور, ولم تقو الجيوش علي السير في الجهاد ".
واضح ان الاهتمام تركز في نهاية اجتماع هذه القمة كما كان في بدايتها, علي الاعطيات والارزاق للعرب, وتقوية جيوشهم في الثغور حتي لا يعود الروم أو الفرس لاختطاف الفريسة مرة اخري. الاهتمام بالمنافع المادية والاعطيات والارزاق دون اي اشارة توضح أى اهتمامهم من جانب أى واحد فيهم بالدين ذاته وحقوقه والعبادات واصولها وحقوقها. وقد تأكد لأبي يوسف وابي عبيده ان الله قد أظل قمة ال(17) بظله. بل وشارك فيها بفعالية, فقام بتعريف عمر بن الخطاب بالصواب توفيقا منه, وهو أن تتحول الارضيين من فيئ يوزع علي المحاربيين حسب شريعة الجهاد, الي فيئ موقوف علي العرب كملكية عامة علي المشاع بجميع أجيالهم ، الي أن يرث الله الارض ومن عليها. وكانت هذه المشاركة السماوية فى قمة ال(17 ) بغرض تسديد عمر وإلباس قرارة رداء قدسيا بهذه القمة المباركة. وهو ما سيطبق بعد ذلك علي مصر بعد فتحها. حين رفض عمرو بن العاص مطلب الزبير بن العوام بتقسيم مصر علي الفاتحين. وإعماله التوصيات التي انتهت اليها القمة بشأن بلاد الشام والعراق. ولم يقم بعد هذه القمة أي خليفة بمحاولة تغيير في هذه التوصيات, فلم يغير من بعد عمر لا عثمان ولا علي ، لانهما كانا من أعضاء القمة ووافقوا علي ما انتهت اليه من توصيات. وكان (علي) يقول في خلافته بهذا الخصوص : " ان عمرا كان رشيد الامر, ولن أغير شيئا وضعه عمر". وهو ما استمر قائما في الزمن الأموي والعباسي والعثماني , ولم تسترد هذه الشعوب مقدراتها وارضها وحدودها الا بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية, وبسبب الاتفاقية المعروفة باسم سايكس بيكون ، التى يصفها القوميون والإسلامبون ب (المشؤمة) !!
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس