عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 10-02-2007
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road

وانتهي اجتماع قمة الـ (17) دون اصدار أي تعليمات جديدة بالتوقف عن السلب والنهب والسبى والنكح بعد مدة محدودة مثلا لكل جيش, حتي يتفرغ الفاتحون بعد الاكل والنكح، للدعوة الي سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة, ويعفو الله عما سلف . بل انهمك الخليفة عمر بعد ها مسافرا في فيافي العريان ومفاوز الصحاري بالجزيرة العربية ، يحمل اليهم نفقاتهم (حقوقهم) وحظهم من الغنائم والفيئ. كان عمر مخلصا لبني عنصره وجلدته اخلاصا عظيما مأجورا عند الله, عطوفا بهم رغم قسوته , لانه كان عادلا عدلا بلا نظير ، لكن هذا العدل كان قاصرا علي عنصر العرب ونوعهم وحدهم, كانوا هم الرعية , أما أهل البلاد المفتوحة فشعوبها لم تكن ضمن الرعية, انهم كانوا فيئ الرعية, انهم كانوا من يدفعون للرعية ، ويعولونها.
في عام الرمادة شارك الخليفة عمر رعيته في جوعهم وشظف عيشهم حتي أسود وجهه من أكل الشعير الملتوت بالزيت, وكلمة عام تطلق هنا مجازا لانها كانت بضعة اشهر, فقد كتب عمر الي ولاته وأمرائه علي الأمصار طالبا الغوث, فارسل عمرو بن العاص قافلة من السوائم علي ظهورها الخيرات من مصر الي يثرب قائلا:" أرسل لك قافلة أولها عندك وآخرها عندي " . لكن عسر الطريق ومشقته كان يقضي في كل مرة علي معظم السوائم عطشا وجوعا, فكتب عمرو بن العاص الي الخليفة عمر : انه كان في مصر قناة تربط النيل بخليج السويس ( القلزم حينذاك) ، وأن القبط سدوه في حروبهم مع الروم, وأن فتحه سيؤدي لخروج خيرات مصر بالسفن من حقولها طازجة الي الحجاز, وهو بقول عمرو بن العاص : ما يجعل سعرها بالحجاز مثل سعرها بمصر. ولكن هذا المشروع سيحتاج كل المصريين للسخرة فيه وهو ما سيؤدي الي خراب مساحات كبيرة من الارض الزراعية بغياب اليد العاملة عنها, وأيضا سيؤدي الي كسر الخراج في الاعوام المقبلة.
" فكتب اليه عمر أن افعل وعجل فى ذلك , فقال له أهل مصر: خراجك زاج وأميرك راض, فان تم هذا , انكسر الخراج بسبب نقصان الانتاج لانشغال الفلاحين في الحفر واهدار الماء (النيل) في البحر. فكتب الي عمر ذلك وذكر فيه انكسار خراج مصر وخرابها, فقال له عمر في كتابه: اعمل وعجل فيه.. أخرب الله مصر في عمران مدينة رسول الله وصلاحها/ الطبري .... على اتفاق بين كتب التاريخ الاسلامى/ كتاب التاريخ/ بيروت/ دار الكتب العلمية / مج 2/ص 509"
ان عمر بن الخطاب كان عادلا صارما مؤمنا صادقا قوي الايمان, ولم يجد في دينه وايمانه ما يمنع من خراب مصر لصالح مدينة رسول الله, لان الانسان الذي يشكل مفهوم ا لرعية عند عمر هم عرب الجزيرة وحدهم, وفيما عدا ذلك هم مصدر ومحلب ومجلب, وربما لم يكونوا بشرا, فهم لجلب المنافع , هم والسوائم واحد.
طريقة الفتوح نفسها تشير الي هذه المعاني , فلم يتم ارسال كتب الهداية أو المبعوثين للدعوة والوعظ الارشاد المتقدم قبل الفتح , ولا نجد في تاريخنا أي حكم أو دروس أو حجج قدمها المسلمون لأهل البلاد المفتوحة قبل ان يفتحوها ويسلبوها ويهتكوا عرضها كعقوبة لعدم الاستجابة للدعوة. ولم يذكر لنا تاريخنا أي اشارة لأي مؤتمر بين الطرفين يناقش الامر ليعلن علي الناس. كل ما نقراه حرق ودمار وهتك أعراض ، في مفاجآت كارثيه تأتي من خارج الحدود علي أفراس العربان مرددين صياحهم في خيبر : " إنا اذا نزلنا بساحة قوم .. فساء صباح المنذرين ".
أحيانا تصيبك الدهشة من ذكاء مشايخ قنواتنا الفضائية الذين يؤكدون أن كل تلك الاموال المنهوبة ، كانت تصب في النهاية في فوائضها في بيت المال للانفاق في سبيل الله!! وهو ما يعني أنه ما كان لاصحاب تلك الاموال الأصليين معرفة بالإنفاق, وان العرب وحدهم هم من يعرفون كيف ينفقون, وعليهم جمع الاموال من أصحابها ليقوم العرب بخبرة الإنفاق.. بالإنفاق !!
نبوءة النبي " والذي نفسي بيده لتملكن كنوز كسري وقيصر وتنفقونها في سبيل الله " تحققت مما يعني ان انفاق غير العرب هو في غير سبيل الله, وهو الانفاق الذي لم يعد علي البلدان المفتوحة سوي بالذل والعبودية والخراب, وهو ما يعني أيضا أن هويدي لا يري حتي اليوم أن المسلم العراقي أو الشامي أو المصري أو المغربي أهل للانفاق في سبيل الله, لانها خبرة عربية قدسية قاصرة علي العربي وحده.
مرة أخري أعود فاؤكد أني لا أتهم هويدي بالجهل, بل بالتزوير الفاضح والكذب الشرير المقيت علي ناسه وأهله وبنى ملتة, وكذبه ليس أبيضا بحال ، بل هو كذب أسود حالك شديد الظلمة ، والظلم ، والعتمة ، والزيف ، والضلال, هو بيع للوطن في صفقة علنية لاتخزى ولا تستحى ... مع الشيطان .
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس