في بداية شهر سبتمبر ٢٠٠١، كانت بداية العمل مع الضابط الأول، قال له الضابط الإسرائيلي «عاوزينك تساعدنا في إقامة دولة إسرائيل من النيل إلي الفرات.. وهنمدك بالمساعدة ومبالغ مالية لم تكن تحلم بها في حياتك.. كل ما هو مطلوب منك أن تساعدنا في الوصول إلي العرب بجنسياتهم المختلفة..
والذين يعيشون في تركيا، وترشيح ما يصلح منهم للعمل معنا في المخابرات الإسرائيلية.. وشرطنا الوحيد عدم السؤال»، وحدد الضابط له جنسيات للتركيز عليها وهم «المصريون والعراقيون والسوريون والأردنيون والليبيون واللبنانيون».
وافق الطالب علي كلمات الضابط، كان يتوجه الطالب إلي المقاهي والأماكن التي يتجمع فيها العرب، يجلس إلي جوارهم ويحاول التقرب منهم، يتعرف علي مشاكلهم وأحوالهم المادية وظروف عملهم ومسكنهم، وفي النهاية يكتب تقريرا، ويتصل بالضابط الإسرائيلي، ويخبره بأن الوجبة ـ يقصد التقرير ـ جاهزة للأكل، يذهبان إلي أحد الفنادق، يترك الطالب التقرير في الحمام، ليدخل بعده الضابط ويحصل علي التقرير.
وأكد الطالب أنه أعطي تقارير عن أكثر من ٩ مواطنين بمدينة أنقرة، أحدهم كان يعاني من مشكلة الإقامة وآخر كان هاربا وزوجته من دولته العربية، وجاء إلي تركيا ليبحث عن عمل، وثالث يعاني من الشذوذ الجنسي ورابع من ضيق ذات اليد، وكان الطالب يكتب في تقريره مدي إمكانية إقناع الضحية بالموافقة علي الانضمام للموساد الإسرائيلي، فكان يكتب «فلان.. يبيع أبوه علشان دولار.. وفلان قرآن أن يمشي علي الأرض ولا يمكن الاقتراب منه.. وفلان تجيبه فتاة».
عند كتابة التقرير يتوقف دور الطالب، وتبدأ مهمة الضابط الإسرائيلي في الدخول لإقناع ضحاياه، ولم يعرف الطالب ما إن تمكن الموساد الإسرائيلي في تجنيد كل من كتب تقارير عنهم أم لا، ولكنه كان يشاهد تغيرا في حياة بعض من كتب عنهم التقارير، لمس ظهور الثراء علي أحدهم، وشاهد فتاة تسير مع آخر ليلا ونهارا، واعتقد من ذلك أن الموساد وصل إلي هدفه معهم، واعترف المتهم أنه أعطي تقارير عن ٣ مصريين في أنقرة.
بعد ما يقرب من ٦ أشهر، فوجئ الطالب بالضابط دانيال يخبره بأن مهمته انتهت في أنقرة، وأن الموساد يحتاجه في مكان آخر، طلب منه السفر إلي مدينة فان كوفر بكندا، وقبل أن يسافر الطالب اصطحبه دانيال إلي مكان غير معلوم بشمال أنقرة، اقتاده في سيارته الخاصة ملثم العينين، وحقنه بمجهر في الوريد، وتم عرضه علي جهاز كشف الكذب، وكانت النتيجة صدق الطالب.