[honeyweill]

«الأنبا كيرلس يا بلاش.. واحد غيره ماينفعناش» .. «بالطول بالعرض.. هانجيب قرارتكم الأرض!!» كانت هذه الهتافات الغاضبة تهز كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالعباسية صباح يوم الخميس الماضى، حين احتشد ما يقرب من ألف شاب قبطي عبروا عن غضبهم من قرار محاكمة الأنبا «كيرلس» - أسقف نجع حمادى- المتجمهرون وجهوا غضبهم إلى لجنة المحاكمات الكنسية التى يرأسها الأنبا «بيشوى»- سكرتير المجمع المقدس- والرجل القوى فى الكنيسة خاصة مع تردد أقاويل أن الرجل الحديدى وراء الأزمة بسبب خلافاته المعروفة مع الأنبا «كيرلس»!!

مع استمرار التظاهرة لعدة ساعات بدأت مفاوضات بين عدد من الأساقفة والشباب الغاضب التى انتهت فى الرابعة عصرا بعد وعود مؤكدة بعودة أسقف نجع حمادى لممارسة مهامه الرعوية. مما دعا الشباب إلى مغادرة الكاتدرائية والعودة إلى نجع حمادى. الأزمة الأخيرة بدأت بعد وصول شكوى إلى الكاتدرائية موقعة من أحد عشر كاهنا يتبعون إبراشية نجع حمادى يتهمون فيها الأنبا «كيرلس».. بعدم صرف رواتبهم وأنه يتصرف بشكل فردى فى إدارة أموال الإبراشية وقيامه بصرف مبالغ كبيرة على العلاقات السياسية والتى وصفوها بالبذخ المبالغ فيه دون جدوى حقيقية على شعب الأسقفية. الشكوى أشارت أيضا إلى أزمة شهدتها أسقفية نجع حمادى منذ عدة أشهر تخص فيلما دينيا أنتجته الإبراشية عن حياة الأنباء «بضابا».. حيث وجه معيد بالكلية الإكليريكية اتهامات فى حق الأنبا كيرلس بسرقة قصة الفيلم من كتاب قام بتأليفه وعدم تعويضه ماديا بخلاف ضياع حقه الأدبى بالإضافة إلى نشوب خلافات حول العائد المادى من إنتاج الفيلم وتوزيعه! عقب وصول الشكوى إلى الكاتدرائية تم استدعاء الأنبا «كيرلس» للقاهرة من أجل التحقيق معه إلا أن الخبر تسرب إلى أقباط نجع حمادى. سفر أسقف نجع حمادى المفاجئ أشاع جوا من الغموض فى المدينة مما جعل مشاعر الخوف تتسرب إلى نفوس الأقباط هناك وتحسبوا من أن تكون النية مبيتة لإبعاد الأنبا كيرلس.. عن موقعه وعزله كما حدث مع أساقفة آخرين.. خاصة أن الاتهامات الواردة بالشكوى لا تستحق المثول للتحقيق أمام لجنة المحاكمات الكنسية، وكان يمكن الاستفسار عنها من الأسقف أو إيفاد لجنة إلى نجع حمادى للتحقق منها! كل هذا ترتب عليه احتشاد ما يقرب من ثلاثة آلاف قبطى أمام كنيستى «ماريوحنا»، و«السيدة العذراء» بنجع حمادى وظلوا يهتفون مساء يوم الأربعاء مطالبين بعودة أسقفهم وعدم مثوله أمام لجنة المحاكمات.

كما قام عدد منهم بإصدار بيان وقع عليه آلاف من أهالى نجع حمادى بينهم مسلمون وجهوه إلى البابا شنودة أعلنوا فيه تمسكهم بالأنبا كيرلس. الأمر تطور بشكل لافت عندما سافرت مجموعة كبيرة من الشباب القبطى إلى القاهرة حيث استقلوا 12 أتوبيسا بخلاف السيارات الملاكى بالإضافة إلى أتوبيس آخر تحرك من سمالوط بالمنيا أرسله الأنبا «بفونتيوس» - أسقف سمالوط- مجاملة لصديقه الأنبا «كيرلس» والمعروف أن أسقف سمالوط على خلاف هو الآخر مع الأنبا بيشوى! فى صباح الخميس الماضى حيث كان مقررا إجراء المحاكمة توالت الوفود على الكاتدرائية وبدأت الحشود فى التظاهر مما حال دون إجراء المحاكمة التى تم تأجيلها إلا أن الحشود لم تنصرف بل بدأت فى التزايد مما دعا بعض الأساقفة لعقد جلسة مع المتظاهرين فى مسرح الكاتدرائية ضمت الأنبا «موسى» - أسقف الشباب- والأنبا «آرميا» والأنبا «يؤانس»- سكرتيرى البابا- حاول الأساقفة الثلاثة تهدئة الحضور ووعدوا الحشود بإعادة النظر فى أمر المحاكمة وأخبروهم أن البابا شنودة سوف يلتقى بالأطراف ويستمع إليها قبل الفصل فى الشكوى! جلسة التهدئة شهدت مفاجأة مدوية حين نفى ستة من الكهنة الذين جاءت أسماؤهم فى الشكوى المقدمة ضد الأنبا كيرلس علمهم بها وأكدوا أنه تم الزج بأسمائهم دون رغبتهم أو معرفتهم. سلسلة المفاجآت تواصلت حين تم الكشف أن الشكوى وراءها اثنين فقط من الكهنة الذين تقدموا بالشكوى وردد أقباط نجع حمادى المتواجدون بالكاتدرائية أن الكاهنين على علاقة قوية بالأنبا بيشوى وأنهما قاما بذلك بعدق أن أصدر الأنبا كيرلس أوامر بإيقافهما عن الخدمة لمدة شهر