عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 27-02-2007
boulos boulos غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,586
boulos is on a distinguished road
قد اصبح قول الحق فى بلدنا محلاً للعنة والتحريض على القتل، وأن ما كتبته نهضة مصر كله قول كذوب مرذول مردود، يحكم فيه فقط ما تم تسجيله بصوتى، وأن ما كتبته هذه الصحيفة لون من البلاغ فى ظرف يعلم الجميع فيه أنى مهدد بالقتل فى أى لحظة، هو لون من الدعاية الكاذبة المتخرصة لقتل الشخص معنوياً فى نظر الناس، حتى إذا ما حدث اغتياله جسدياً لا تقلق ضمائر المؤمنين وتتقبل الحدث. وهو ما سبق ووصل إليه الدكتور فرج فودة وقاله لى ولحشد من أصدقائنا قبل مقتله بأسابيع، أن حملة التشهير التى يتعرض لها هى تمهيد لتصفيته جسدياً، وصدقت توقعات الرجل. يبدو لى أن عودتى للكتابة لم تزعج فقط أصحاب الإسلام السياسى بل أزعجت كل أصحاب المصالح الشخصية على حساب الوطن ممن يتاجرون بالقيم الليبرالية المحترمة فى سوق غير محترم. وأصبحت تصفيتى إعلامياً فيما يبدوهى المقدمة لتصفيتى جسدياً.

ومعنى أن يهاجم أبو سعدة ما قلت، فهوما يعنى أن مناخنا قد أصابة العطب والفساد حتى نخاع دعاة الحقوق المدنية. وما أبأسه وطن لا تستطيع أن تقول فيه حقائق شرعية وفقهية معلومة من الدين أصولاً وشرعاً وفقهاً، لمجرد أنها غير معلومة من أدعياء الثقافة فيه، أو أن تقول رأيك حتى لو خالف ما استوى عليه الناس.

أما أن يكرر رئيس التحرير حكاية مسرحية صنعتها بإعلان توقفى عن النشر الفترة الماضية، فهو ترداد لكلام صديقه وزميله رقيب روز اليوسف الذى أصبح رئيس التحرير. فهل ينتقم الشبه لصديقه الرقيب بعد ما كشفت دوره فى ما حدث على الملأ فى تليفزيون CNBC وفى تليفزيون المحور مع برنامج 90 دقيقة؟ وهل توجد مثل تلك النفوس فى بلادنا لتحول قضايا الوطن إلى ثارات شخصية، حتى لو أدت لقتل أحد الأطراف؟ إلى هذا القدر وصلت الشماتة مع قلة الحيلة وضعف الأسلحة المحترمة فى الرد، فى وقت نحتاج فيه إلى أوسع مساحة للقول بحرية وبصدق وبشفافية لا تجامل حتى نأخذ مكاننا بين بقية الأمم المحترمة. وهل نحن من الكثرة حتى نضحى بأحدنا يا من تزعمون الليبرالية؟ لقد أصبحت قصة ما أسموه فيلم وأحياناً مسرحية سيد القمنى حول تهديدى بالقتل، شائعة يتم الإصرار عليها وترويجها أولاً فى مجلة تصدر عن الحكومة والدولة هى روزاليوسف، ثم فى التليفزيونات حيث كانت أول ما واجهنى به المذيعون عند عودتى للكتابة والنشر.

وهنا أكرر ما قلته لهذه المحطات الفضائية، هو أن الأمر عند أمن الدولة المصرى وليس عندى، وهو من يقول إن كان فيلماً من صنعى، أم أن التهديد جاء من مصدر شديد الاحتراف عجز عن متابعته إخصائيو الكمبيوتر الذين حشدهم صديقى الدكتور محمود خيال، يتابعون معاً على الإنترنت ويتواصلون ليلة بكاملها حتى الصباح لينتهوا إلى تقرير مكتوب بشئون واصطلاحات لا أفهمها ولا علم لى بها، وأنهم قد وضعوا أيديهم على عدة مفاصل ونقلات عبر العالم عبرها هذا التهديد القاتل، وبقى المفصل الأخير وإن هذه الخطوة ليست فى استطاعتهم بقدر ما هى استطاعة الدولة. وقد سلمت تقريرهم هذا بدوره إلى ضباط أمن الدولة الذين قابلونى بمكتبهم حيث أقيم، وكانوا قادمين من لاظوغلى هذا إضافة إلى ضباط أمن دولة المكان، وتدارسوا الموقف وتيقنوا أنهم سيقبضون على مرسلى التهديد قريباً، فقط يجب عليَ إيقاف الحملة الإعلانية التى ثارت بهذا الشأن لمساعدتهم فى إنجاز عملهم على هذه الرسائل. وساعتها عجبت أن يقال ذلك لرجل قرر الصمت وعدم الكلام ولا يملك سلطة أن يمنع أو يمنح حق الكلام فى الإعلام. وقد أجبتهم بهذا المعنى ببساطة، فقد قررت السكوت بينما الكل كان يتكلم، لكن ما يعزينى أن معظم هذا الكل قد ساندنى وشد من أزرى، وما يعزينى أكثر أن هذا المعظم كان هوصاحب القلم المحترم من بين كل الأقلام. ورغم أن الأمن طالع ما أتهمتنى به روزاليوسف ورغم مطالعته العاصفة التى واجهتنى تتهمنى نفس التهم ببقية الصحف والمحطات الفضائية، حتى سألنى مذيع CNBC إذا لم يكن فيلماً والأمن يعلم ذلك فلماذا يتركك فريسة لهذا الإدعاء، وهو أيضاً ما تكرر فى برنامج 90 دقيقة بالمحور. السؤال حق وأكرره: لماذا يا أمن؟ لماذا وأنا مواطن (ولا شك وأنتم بما تملكون من أجهزة) الأعلم من بين كل الناس أننى من المواطنين الصالحين، أعطيت ما عندى وما أعلم لوطنى حباً وكرامة دون أن أكلفه شيئاً، بينما تكتب أقلام لا تذكر أحياناً ماذا كتبت طوال حياتها ويتم الإسباغ عليها بالرفاة والعز والمكانة. تعلم يا أمن أنى صرفت من ميراثى ودخلى المتواضع من كتاباتى ومن قوت أولادى على ما رايت أنه لصالح الوطن، ولم آخذ من هذا الوطن شيئاً غير ما ترى وتسمع، فلماذا تسكت يا أمن؟ المحكوم بالإرهاب كمال حبيب أول من أطلق هذه الشائعة فهل أنت يا أمن مع الإرهابى؟ لماذا أنت يا أمن ودن من طين وودن من عجين؟.

مرة أخرى أكرر لا بأس عندى بالمطلق أن تناقش كلامى لا أن تهاجم شخصاً، وأن تراجع ما أقول إن صدقاً أو كذباً لا أن تسبنى وتصفينى معنوياً، وأن ترصد مراجعى وتكشف مدى سلامتها واعتمادها من أهل الاختصاص ومدى تزويرى أو تزييفى لنص من النصوص، لا أن توجه لشخصى الشتائم البذيئة فى حلقة ردح لا تليق برئيس مجلة للفضائح. لكن أن تفترى كذباً ثم تعلن هذا الكذب للناس ثم تبنى عليه استنتاجات لتصفينى بها جماهيرياً، فهذا إن لم يكن هو الإرهاب عينه، فماذا يكون الإرهاب ؟ وإن لم تكن هذه جريمة بكل المقاييس؟ فماذا تكون الجريمة؟ وهذا بلاغ للأمن بما جاء فى صحيفة نهضة مصر التى تتخذ لنفسها شعاراً (الليبرالية طريقنا إلى المستقبل). ويا لخسارة الأسماء الجميلة من نهضة مصر إلى الليبرالية طريقنا، فى المواطن القبيحة!!! أكرر هذا بلاغ للأمن، بما قد يترتب على هذا الكذب غير المرتب والتشويه والطعن فى الإيمان فى تقدمه قربانية لرموز الإرهاب والتطرف، ولله الأمر من قبل ومن بعد.


الحوار المتمدن.
الرد مع إقتباس