الى سفيرنا فى الاغلال : عبد الكريم سليمان .
تطلعت عبر ثغر مدينتك الشامخة المطلة على البحر المتوسط .
رأيت تحت رحابة سماءها :
المياة المتلألئة للبحر ،
تنساب أمامك مشرقة صافية مشمسة .
أحسست بالرغبة العارمة فى الارتماء فى هذا العباب والاندماج فيه .
فردت ذراعيك كطائر ،
وأستسلمت لذلك الجمال الذى كان عجيبا مجيدا مرعبا ،
كان ظفرا وأبهة .
تمتعت وأنت فى سماء الموج بالدرس الاول فى الحرية ،
وتمنيت ليابستنا التى تحملها وتحتويها المياة الكونية :
أن تنتشى بنشوتك الطليقة العنان .
لكنها يابسة .
فمن ينفخ فيها روح الحرية ؟!..
كبرت .ولم يصغر الحلم .
فكانت مدوّنتك .
تكتب فيها يوميات وطنك : المسممّ والملوّث والمسلوب ...
وكنت أمير احلام ايقظ هذه الجميلة التى تحمل اسم الحرية من عقود النوم الطويلة.
ولكن الحرية التى يسبغها الله الذى فى السماء .
غير الحرية التى ينادى بها الهة الارض .
الذين يريدون أن تنتحر حريتنا السماوية فى سبيل حريتهم الملوثة بالكبرياء والاستعلاء والانانية .
ولا عزاء لنا ..
فقد صارت السلطة الها تعبد ذاتها !
ووجدت نفسك وجها لوجه أمام عدالة معصوبة : العينين ، والقلب ، والضمير...
عدالة تبرّئ المذنب وتذنّب البرئ.
عدالة الظلم !
تهمتك : اصرارك الداخلى على الدفاع عن الحقائق والوقوف فى وجه الموجة العارمة من المعلومات الخاطئة ، التى يطلقها الحمقى الجّهال !
تهمتك : أنك فضحت مخالب الوحوش البشرية الكاسرة ، التى انقضت على اخوتك فى الانسانية وفى الوطن ، ودنست مقدساتهم !
تهمتك : انك قلت للحاكم : لا يحق لك زواجك الابدى بالحكم ، وبالرغبة فى التوريث!
لم تساوم على احلامك كمناضل من أجل السلام والمصالحة والحرية ،
حتى عندما قادتك فى اتجاه مغاير لما كنت تتمناه
وان كنت تعرفه !
ولم تهادن
ولم تستخدم فلسفة الحصان الطائر !
قيدوا جسدك فى هزيمة وفضيحة مدوية ضربت فى رحاب عدالة اللاعدالة .
وفى يوم حزين ابكى الطبيعة.
فهذه عظمتك : أن تتخطى حداثة سنك ،
وتأبى أن تكون مثل بيلاطس البنطى ، وتغسل يديك من كل المسئوليات !
وهذا قدرك : أن تحمل صليبك على ظهرك وتتبع ذلك الذى منح الحرية المقدسة لخليقته !
... ... ...
عبد الكريم ..
الحرية تصرّ رغم القيود .
وفرصها لم تنته بعد !
آخر تعديل بواسطة Servant5 ، 28-02-2007 الساعة 01:18 PM
السبب: تكبير الخط
|