أولاً : بالنسبة للمسيحية.
عندما أتى مار مرقس الرسول إلى مصر وبشر بالمسيحية فى أهلها الأصليين ( وهم الأقباط الوثنيين ) , آمن هؤلاء الأقباط الوثنيين بالمسيحية , وأصبحوا أقباط مسيحيين , إذاً بهذا الوضع يكون من آمن بالمسيحية هم الفراعنة أنفسهم أصحاب البلاد الأصليين , ولم يحدث أى تغيير فى الجذور الأصلية , وإنما كل ما حدث هو تغيير الاعتقاد الدينى فقط. وعندما يحدث تزاوج فيما بينهم , فمن الطبيعى أن تكون السلالات الناتجة من هذا التزاوج , أبناء تحمل نفس الجذور المصرية الخالصة.
ولأن مرقس الرسول لم يأتى إلا بمفرده , دون جيوش جرارة مؤلفة من آلاف الجنود الدخيلة على البلاد , فلم يحدث ما أسميناه " بالتلوث العرقى " لآن مار مرقس نفسه لم يكن قبطياً , إنما شرف الأقباط ببنوتهم لهذا القديس العظيم الذى لم يكن يبشر ويعظ بقدر ما كان ينقل للناس " إيماناً معاشاً " , فلم يكن إيمانه مجرد عقيدة آمن بها أو رسالة حملها , إنما إيماناً عاشه وامتزج به فسرى فى عروقه , فما حدث هو عملية نقل إيمان , تشبه تماماً عملية نقل الدم ...
ثانياً : بالنسبة للإسلام.
عندما غزا بن العاصى مصر , فرض الإسلام على أهلها الأصليين وهم الفراعنة الأقباط المسيحيين من خلال ثلاث شروط هى :-
1 - دخول الإسلام.
2 - دفع الجزية.
3 - حد السيف.
وتبعاً لتلك الشروط الثلاث , انقسم أصحاب البلاد الأصليين لثلاث أقسام هى :-
1 - الشهداء.
وهم الفئة التى ضحت بأرواحها ودمائها من أجل من سفك هو دمه لأجلهم من قبل , وشمل هذا القسم فئتين هما :-
أ - الفقراء.
كان أبناء هذه الفئة فقراء مادياً , إلا أنهم كانوا من أغنى الأغنياء روحياً , حيث أبى عليهم إيمانهم أن يتركوا مسيحهم رغم كل الضغوط التى كانوا يتعرضون لها , وفى الوقت نفسه لم يكن لديهم ما يدفعوه مقابل تمتعهم بمسيحهم إلا شئ زهيد جداً , لا يسوى شيئاً أمام كل ما سيحصلون عليه من مجد وكرامة , ألا وهى أرواحهم التى لم يبخلوا بها على فاديهم.
ب - الشرفاء.
وأبناء هذه الفئة كانوا من الأغنياء الموسرين , ورغم أنهم كانوا ممن لديهم المقدرة على دفع الجزية رغم بهاظتها البشعة , إلا أن كرامتهم التى استمدوها من مسيحهم أبت عليهم الحياة تحت وطأة حكم **** من عبيد بدو الجاهلية , فأزهقوا أرواحهم وسفكوا دمائهم للتمتع بالحياة الأفضل والأبقى.
__________________
مصر بلاد المصريين
|