2 - الأقٌباط.
كان أبناء هذه الفئة من أغنى شعب مصر إيماناً وأوسعهم حالاً , وهم من أبى عليهم إيمانهم ترك مسيحهم وهم أبناء مار مرقس كاروز الديار المصرية وقاهر الوثنية , وأبناء أثناسيوس بطل الإيمان وحاميه , كما أنهم سلالة الفراعنة الأعزاء الكرام " مهد الحضارة ومنارة العلم الى العالم أجمع " الذين أبت عليهم كرامتهم أن يتركوا بلادهم لألئك الهمج الغوغاء , فناضلوهم من خلال الثورات , ولكن ماذا كانوا سيفعلون أمام هذا الحماس الوحشى الهمجى البربرى وهم فاغرى الأيدى , ففضلوا أن يشتروا مسيحهم بقلوبهم قبل أموالهم , وهو من اشتراهم من قبل , ليس بمال وإنما بدم ذكىً ثمين , وأن يحيوا على أسم مسيحهم , وأن يبقى بهم أسم المسيح صخرة قوية وصرح شامخ ومنارة مضيئة فى غياهب الظلام على مر كل العصور.
ولقد كانت هذه الفئة هى أسمى فئة من الناحية الإنسانية تواجدت فى ذاك الحين , لأنهم تمسكوا بدينهم , وأبو أن يخضعوا لفئة من ال**** الهمج , كما كانوا أعلى طبقة اجتماعية , لأنهم استطاعوا أن يدفعوا الإتاوة التى فرضها عليهم العاصى بن العاصى رغم قدرها الباهظ , فمنهم من كان من الطبقة الرأسمالية , ومنهم من كان من الطبقة المالكة ( أى ممن يملكون آلاف الأفدنة من الأراضى الزراعية ) , ومنهم أيضاً من كان من صفوة التجار , ففضلوا أن يضحوا بأموالهم عن أن يضحوا بمسيحيتهم وكرامتهم وإنسانيتهم ... لذا اتسمت هذه الفئة من الناحية الاجتماعية بالمال والجاه والسلطان , ومن الناحية الإنسانية بالكرامة والعزة.
" ويعد مسيحيو مصر الحاليون هم أبناء هذه الفئة "
3 - المرتدين.
وكانت هذه الفئة من أدنى الفئات المسيحية إيماناً وأفقرهم روحياً وأقلهم حالاً , فهم ممن حملوا أسم المسيح دون المسيح نفسه , وهم من ضحوا بمسيحهم أمام عجزهم عن دفع إتاوات الاستعمار, وباعوه بثمن بخس وهو من اشتراهم بدمه الثمين , " وهم من تمثل فيهم يهوذا من جديد " , وإن كان البعض منهم قد حاول فى البداية التسول فى الشوارع والطرقات وأمام الكنائس حتى يقدر على دفع الجزية , خاصة المسنين منهم , إلا انه فى النهاية أمام بهاظة الجزية , وصليل السيوف تراجع وحمل سلاحه تحت لواء الإسلام.
وشملت هذه الفئة من الناحية الاجتماعية محدودى الدخل والعمال المرتزقة , وهذا لا يعيبهم أو يضيرهم , وإنما كان الأشرف والأكرم لهم أن يضحوا بأرواحهم ودمائهم عن أن يضحوا بمسيحهم الذى سفك هو دمه لأجلهم من قبل.
وبالحديث عن أصول هذه الفئة نقول ... أن لهذه الفئة جذور أصيلة فى البلاد , فهم أسوة بالمسيحيين يعدوا أقباطاً من سلالة الفراعنة.
ولكن هذه الفئة لم تستمر طويلاً , فقد تكون قد امتدت إلى ما يقرب من جيلين أو ثلاثة أجيال فقط ثم انقرضت.
" وربما هذه الفئة هى ما يقصدها مدعوا قبطية المسلمين "
__________________
مصر بلاد المصريين
|