عرض مشاركة مفردة
  #201  
قديم 02-03-2007
المصريون الأحرار
GUST
 
المشاركات: n/a



اما الرقم 57 فيشير إلى عضوية منظمة المؤتمر الإسلامي، الذي اعتبرتها الجمهورية الإسلامية مصدرا للدعم. ففي عام 2003 رفضت المنظمة دعم صدام حسين في تحديه لمجلس الأمن الدولي، وليس من المرجح أن تدعم القيادة الخمينية في المعركة التي اختارتها مع نفس المجلس.

لقد حاولت قيادة طهران تعويض خسارة الدعم الدبلوماسي بين الدول الإسلامية بإظهار تحالفاتها الجديدة مع النظم شبه الماركسية في فنزويلا ونيكاراغوا وبوليفيا وكوبا، بالإضافة الى العصابة الستالينية في كوريا الشمالية، والنظام المارق لروبرت موغابي في زيمبابوي. ولكن كلما أشارت طهران إلى مثل هذه التحالفات ضعف التعاطف معها في العالم الإسلامي.

لذا، فليس من المثير للدهشة أن الكثير من الشخصيات في النظام الخميني يتساءلون علنا عما إذا كان من الحكمة دفع إيران إلى نزاع مع الأمم المتحدة، وحرب محتملة، اعتمادا على تحالف استشكالي مثل هذا.

وقد اضطرت القيادة الخمينية، التي تعي عزلتها السياسية المتزايدة وضعف موقفها نتيجة للمناخ الكئيب داخل إيران نفسها، في التراجع في الأسابيع الأخيرة.

فقد تعهدت بالضرب «بقوة مضاعفة» ضد هؤلاء الذين فرضوا عقوبات على الجمهورية الإسلامية، وحتى الآن لم تفعل ذلك، بل لم تستدع سفراء الدول المعنية في قرار مجلس الأمن للاحتجاج.

كما لم تنفذ القيادة الخمينية تهديدها بإسقاط الحكومة اللبنانية او إدخال البلاد في حرب أهلية عبر حزب الله، بل أن هناك إشارات وأدلة على أن إيران أبلغت الشيخ حسن نصر الله بتهدئة الأمور، في الأقل في الوقت الراهن.

وحتى في العراق، هناك إشارات إلى أن القيادة الخمينية، وعيا منها بعزلتها، بدأت في التراجع. فقد استدعت مقتدى الصدر رجل الدين الذي يمثل إيران بين العراقيين الشيعة، وسمحت لجيش المهدي بالتلاشي. والأسوأ من ذلك، فإن «الانتقام» بخصوص إلقاء الاميركيين القبض على (دستة) من كبار ضباط الحرس الثوري الإيراني في العراق، لم يتبلور.

وفي الوقت ذاته أصدر الجنرال رحيم صفوي صاحب اكبر رتبة عسكرية في الجمهورية الإسلامية تحذيرا واضحا من أن قواته ليست في وضع لتأمين البلاد. ففي خطاب في الأسبوع الماضي، اعترف بصراحة أن إيران عرضة لهجمات من الجو لان قواتها الجوية التي عفى عليها الزمن ودفاعاتها الجوية ذات المستويات الضعيفة، ليست في موقع يسمح لها بمنع العدو من دخول المجال الجوي الإيراني. كما اعترف أيضا بأن قواته لا يمكنها حماية حدود البلاد البحرية والبرية التي تمتد لمسافة 8 آلاف كيلومتر.

ومن الأمور اللافتة للنظر قرار طهران بتجاهل قيام الولايات المتحدة بأكبر حشد للقوات في الخليج منذ عام 1991. وربما يحاول الرئيس احمدي نجاد شرح جبنه غير المعتاد في مواجهة الخطر الواضح بالتعبير عن أمله في أن الإمام الغائب سيأتي بطريقة ما لإنقاذ الجمهورية الإسلامية في اللحظات الأخيرة. إلا أن ذلك لا يمكن أن يكون قاعدة لاستراتيجية وطنية جادة. القيادة الإيرانية التي أصبحت معزولة وبلا أصدقاء، وتوصف بأنها العدو العالمي للبشرية، وكل ذلك يقود إيران نحو وضع خطير.



http://www.elaph.com/ElaphWeb/NewsPa...7/3/215353.htm