
07-03-2007
|
Gold User
|
|
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,586
|
|
حوار "المادة الثانية" على دريم
الباحث المرموق والصديق العزيز الدكتور محمد السيد سعيد ، قد نتفق ـ أنا وهو ـ في الكثير من وجهات النظر، وقد نختلف أيضا حول كثير من الآراء والقناعات، وهو محسوب الآن على "اليسار الليبرالي" الجديد، ورغم أن البعض ينظر بعين الشك إلى مصداقية هذا التيار، وهو محق في شكه بلا ريب، إلا أن سعيد يختلف عن كثير من أقرانه ممن يتحملون مسئولية التبشير بهذا التيار الآن.
فهو يتبنى فعلا ما يقتنع به، وهو ما يحملك على أن تحترم وجهة نظره وتتعامل معها بجدية، فضلا عن شهرته بالنبل العفوي على المستوى الشخصي والإنساني ، وقد عمل مديرا لمكتب الأهرام في واشنطن لعدة سنوات.
ولقد صدمني موقفه في حلقة "الحقيقة" التي يعدها ويقدمها الزميل وائل الأبراشي على "دريم"، والتي كانت تدور حول "المادة الثانية من الدستور".
الأبراشي استضاف الأمريكي ـ المصري الأصل ـ مايكل منير، وجمال أسعد عبد الملاك، والمحامي مختار نوح ، وشارك محمد السيد سعيد بمداخلة على الهاتف.
الصدمة كانت كبيرة في سعيد ومايكل منير، إذ لم يتحملا النقاش ومعارضة أفكارهما برؤى وتفسيرات مخالفة، حيث رفض سعيد مواصلة مداخلته واعتذر وانسحب ، فيما تعصب منير وترك الاستديو على الهواء مباشرة وغادر المبنى غاضبا وملوحا بيديه في كل الاتجاهات!
النقاش كان بالتأكيد ساخنا، وربما كان حادا في بعض مراحله، ولكنه لم يخرج عن حدود اللياقة والأدب ، فكل الأطراف كان يسمح لها بالوقت الكافي لكي تعرض وجهة نظرها، ولم يكن ثمة ما يشير إلى نية للتضييق على طرف لحساب آخر، سيما وأن المشاركين في الحلقة جميعهم من الشخصيات المعتبرة والمعروفة والتي لا يمكن التعامل معها بالتجاهل أو التضييق.
سعيد لأول مرة يتكلم بخطاب استعلائي غريب على طبيعته اللينة والودودة والمتواضعة، لم يتحمل أن يخالفه جمال أسعد عبد الملاك الرأي، عندما طالب سعيد بالغاء المادة الثانية من الدستور أو إضافة جزء خاص بما أسماه"الشريعة المسيحية" !
جمال أسعد في رده قال إنه لا يجوز التعدي على حقوق الأغلبية ، فإذا رأت الأخيرة في استطلاع علمي محايد أو استفتاء جاد أنه من المفيد إلغاء المادة الثانية فلتلغى ، أما وأن الحال حتى الآن على ما هو عليه ولم يستطلع رأيها فليس من حق "جماعة" من المثقفين أن يصادروا حق أكثر من 65 مليون مصري، ويفرضون عليهم أمرا يكرهونه، واستغرب كيف ندعي الليبرالية والديمقراطية ونحن نمارس أسوأ أنواع الديكتاتورية على الأغلبية ، ونريد أن نكتم أنفاسها ونفرض عليها ما تكرهه بالحديد والنار؟!
وشدد أسعد في رده على سعيد بأنه لا توجد في المسيحية "شريعة" حتى نطالب باضافة العمل بها في مواد الدستور.
الغريب أن سعيد وصف الكلام بعدم وجود شريعة في المسيحية بأنه "كلام متجاوز للحقيقة"! وهنا تدخل أسعد وقال له : يا دكتور محمد أنا مسيحي وأقول لك : لا توجد شريعة في المسيحية ، وأن الإسلام واليهودية هما الديانتان اللتان تملكان منظومة تشريعية.
هنا غضب د. محمد السيد سعيد واعتذر عن استكمال المداخلة .. قائلا أنا مش فاضي .. أنا مشغول .. وانصرف!
الغريب أيضا أن مايكل منير لم يتحمل "المناقشة" وترك الاستديو وقال "مش لاعب" !
الأكثر غرابة أن سعيد ومنير عاشا في الولايات المتحدة الأمريكية، وكل من عاش هناك ـ ولو بعض أيام ـ يتعامل معنا باعتباره سليل عائلة التنوير والديمقراطية والتعددية وقبول الآخر، والنظر إلينا باعتبارنا أبناء الحضارة العربية البدوية الخشنة التي لا تقبل الحوار والاختلاف وقبول الأخر المخالف ، ومع ذلك ينهارا بشكل مثير للشفقة مع أول تجربة حقيقية في مواجهة الأخر المخالف!
وإذا كنا نلتمس العذر لـ مايكل منير بسبب تعليمه المحدود وطائفيته المعروفة، فإن صدمتي في الدكتور محمد السيد سعيد كانت كبيرة، سيما وأنه شخصية وقورة ومحترمة وتحظى باحترام كافة القوى السياسية المصرية، لما عهدته فيه من حسن الإنصات والحوار والصبر على المخالف .. فماذا حدث يا دكتور؟!
موقع المصريون الاخوانى
|