
13-03-2007
|
Gold User
|
|
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,586
|
|
محكمة مصرية تؤيد الحكم بسجن المدون عبد الكريم نبيل 4 سنوات
بتهمة ازدراء الإسلام وإهانة الرئيس مبارك
الإسكندرية : داليا عاصم
شهدت «الشرق الأوسط» الفصل الأخير في قضية المدون المصري عبد الكريم نبيل سليمان، حيث قضت أمس محكمة الجنح المستأنفة بالإسكندرية برئاسة المستشار إيهاب البدري بقبول الاستئناف المقدم من المتهم شكلا وتأييد الحكم المستأنف ضده بحبسه أربع سنوات مع الشغل والنفاذ بتهمة ازدراء الدين الإسلامي، وإهانة الرئيس المصري محمد حسني مبارك. بدا عبد الكريم فور دخوله إلى قفص الاتهام أمس بمحكمة الجنح المستأنفة بمجمع المحاكم بالمنشية، مرتعدا وكمن يبحث عن طوق نجاة وقد حضر والده لأول مرة ليستمع إلى الحكم النهائي في قضية ابنه، وفي حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» قال والده إنه غير حزين على ما سيحدث له، وإنما هو حزين لما ألم به من انحراف فكري وسيطرة لأفكار مغرضة، وقال «أنا استطيع أن أؤكد أنه غير مقتنع بما يفعله، وأن هناك من أغروه بتحقيق أهدافه ووعدوه بالسفر للخارج». وأضاف «لقد تمنيت من الله أن تكون محنة السجن هذه بمثابة صحوة له، فقد حاولنا معه بكل الطرق والوسائل أن نصحح له أفكاره وأن يرجع عن هذه الأفكار إلا أن كان دائما يرفض الحديث أو العودة لصوابه، أنا وعائلته مدمرون نفسيا ومعنويا بسببه، لكننا تبرأنا منه لأن الإسلام أعز علينا منه» وحول الأسباب التي أودت بعبد الكريم إلى هذا المصير، قال :«لم يشك عبد الكريم يوما واحدا من دراسته الأزهرية فهو منذ طفولته بها، وكان من المتفوقين خاصة في المواد المتعلقة بالشريعة وغيرها».
ووسط جو مضطرب، منعت المحكمة الصحافيين من تصوير المتهم، وهدد أفراد من الأمن بسحب آلات التصوير. وقد بدأت الجلسة بسماع الادعاء بالحق المدني، حيث طالب برفض دعوى الاستئناف المقدمة من قبل دفاع المتهم لأنها دعوى غير مشروعة يندي لها الجبين.
وقال محمد محمد داود خلال مرافعته «أطالب بذلك تأسيسا على توافر المصلحة العامة التي يقرها الشرع والقانون، وتوافر المسؤولية التقصيرية بحق المتهم، وأخيرا توافر المسؤولية المحتملة والضرر المحتمل والمصلحة المحتملة. وأطالب بذلك دفاعا عن الحقوق المدنية لكل مسلم، فالمتهم الماثل أمامنا الآن قد أنكر وجود الله عز وجل، وقال على رسوله أنه زعيم للإرهابيين وسب الصحابة بأن نعتهم بأنهم دعاة التطرف، كما سب العلماء الأزهريين الذين علموه. أنا أعتصر دما لهذا الإنسان الذي خلقه الله عز وجل، ليضع هذه المدونات لدى أعداء الإسلام يحاربونه بها ولم يتق الله بل جاهر بمعصيته، أمام مجلس الجامعة ثم النيابة ثم المحكمة، وأصر على رأيه» وأضاف «ان أولاده عندما اطلعوا على الموقع، بكوا بشدة، مستنكرين تشويه عبد الكريم لصورة الإسلام وهو في الأصل مسلم».
وقد حضر ثلاثة محامين للدفاع عن المتهم من الشبكة العربية لحقوق الإنسان، ومركز هشام مبارك. وتحت الحراسة المشددة؛ بدا عبد الكريم متلهفا لرؤية أعضاء الجمعيات الحقوقية التي تطوعت بالدفاع عنه. بدأ الدفاع قائلا «إن أول ما يسيء للإسلام هو أن يسجن شاب في مقتبل العمر بسبب كتاباته أو انتقاداته، فقد تم القبض عليه بشكل غير قانوني وتم تهديده بعدم الكتابة مرة أخرى، الحوار هو الوسيلة الأمثل للتعامل في مثل هذه القضايا».
و قام القاضي إيهاب البدري، بسؤال المتهم عبد الكريم سليمان، اذا ما كان هو من كتب كل ما جاء في المدونات على شبكة الانترنت، فأجاب عبد الكريم «نعم. أنا من كتب كل هذه المقالات». وحدثت مشادة كلامية قوية بين الجانبين استمرت لما يربو على 25 دقيقة، حيث اتهم محامو الحق المدني هيئة الدفاع عن المتهم بأنهم خارجون على الدين، وطالبوهم بأن يتقوا الله في ما يفعلون، وأنهم عار على مهنة المحاماة، لأنهم بذلك يشاركون المتهم رأيه ويشجعونه على الاستمرار في الإيمان بمعتقداته الخاطئة. بينما هاجم المحامون المتطوعون للدفاع عن عبد الكريم الفريق الأول بأنهم متزمتون ومتشددون، ودافعوا عن موقفهم بأنهم يقومون بواجبهم تجاه أي متهم بغض النظر عن التهمة المنسوبة إليه، سواء كانت التهمة سرقة أو دعارة أو تزويرا، وهذا لا يعني أن المحامي مشترك في هذه الجرائم أو مؤمن بما يفعله المتهم. وقد تدخل عدد من الحاضرين بقاعة المحكمة لفض الاشتباك.
وطالب الدفاع ببراءة المتهم من تهمة اهانة الرئيس مبارك، بناء على ما جاء في الدستور المصري ونص العهد الدولي وإعمالا للمادة 60 من قانون العقوبات المصري، لأن هذه الكتابات لا تخضع لقانون العقوبات المصري
|