[boulos]

البابا شنودة: لا حوار بين الكنيسة الأرثوذكسية والحكومة حول التعديلات الدستورية
محاكمة كنسية لأسقف تبرع لبناء مسجد بصعيد مصر

القاهرة: جورج صبري
نفى البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وجود حوار بين الحكومة وكنيسة الأقباط الأرثوذكس بمصر حول التعديلات الدستورية التي يناقشها البرلمان حاليا، والمزمع طرحها للاستفتاء خلال أبريل (نيسان) المقبل.
وشدد البابا على عدم وجود انقسامات داخل الكنيسة.. ورفض وجود فئة تتحدث باسم جميع الأقباط في وسائل الإعلام سواء باسم «مفكرين أقباط» أو «أقباط المهجر». وحذر البابا شنودة ـ في لقاء نظمه نادي ليونز القاهرة الدولي برئاسة عضو مجلس الشورى الدكتور نبيل لوقا بباوي مساء أول من أمس ـ من خطورة إقحام الكنيسة في الجدل المثار بين القوى السياسية الموجودة على الساحة بمختلف توجهاتها، رافضا التعليق على تسمية طبيعة الدولة المصرية، وقال «يجب أن يوجد سلام اجتماعي بين المواطنين قبل الخوض في مسائل حساسة للغاية مثل ما إذا كانت الدولة المصرية دينية أم مدنية»، معتبرا أن دخول الكنيسة طرفا في هذا الحوار لن يعود بالنفع «وربما يهدد استقرار الوطن». وأظهر بابا الأقباط الأرثوذكس حزما في التعامل مع أكثر جبهتين تثيران المشكلات مع الكنيسة، وهما أقباط المهجر والعلمانيون، وقال «أرفض مناقشة أوضاع الأقباط في مؤتمرات خارجية من فئة لا تمثل أقباط المهجر الذين يدينون بالولاء إلى الكنيسة الأم ويؤيدون سياسات مصر الداخلية». معتبرا أن ظهور بعض الفئات «ممن سمتهم وسائل الإعلام (مفكرين أقباط) أثار مشكلات عديدة، لأنهم لا يمثلون الأقباط من جهة، ومن جهة أخرى لا يعني ذلك أنهم مفكرون والآخرون لا يستطيعون التفكير». ورفض البابا شنودة مطالبات البعض عبر وسائل الإعلام، بضرورة إجراء المحاكمات الكنسية علانية، معتبرا أن تحقيق هذا الأمر يعد تشهيرا برجال الدين المسيحي، وقال «هذا ما أرفضه بشدة».

وكشف البابا شنودة أن محاكمة الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي، لم تنته بعد، حيث ما زالت إجراءات محاكمته كنسيا مستمرة.

وكان مئات من أبناء نجع حمادي قد اعتصموا في كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالعباسية الشهر الماضي، احتجاجا على قرار محاكمة الأنبا كيرلس، ولم يعرف وقتها سبب قرار المحاكمة، فيما أعلنت مصادر كنسية أن جلسة جمعت الأنبا كيرلس مع لجنة شؤون الأبرشيات برئاسة الأنبا بيشوي في الكاتدرائية للاستماع لوجهة نظره في بعض الأمور الإدارية داخل مطرانية نجع حمادي، وعلق الأنبا كيرلس على الأمر بقوله «الأمر لا يخرج كونه خلافات شخصية أقحمت فيها الكنيسة». وقالت مصادر كنسية ـ رفضت ذكر اسمها لـ«الشرق الأوسط» إن أحد أسباب مشكلة الأنبا كيرلس وسبب تضامن عضو مجلس الشعب عن دائرة نجع حمادي أحمد فخري قنديل معه هو تبرعه لبناء مسجد في محافظة قنا (750 كيلومترا جنوب القاهرة)، وهو ما دفع بالمسلمين إلى التضامن معه في محنته.
http://www.asharqalawsat.com/details...article=410967