
20-03-2007
|
 |
Registered User
|
|
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: In Jesus heart
المشاركات: 2,142
|
|
بالظبط كلام جرايد وعك
اقروا المقال ده فعلا رائع ويستحق الاشادة
كميل حليم
رأى البابا شنودة فى التعديلات الدستورية
أثارني مقال لرجب رمضان في صحيفة (المصري اليوم) بتاريخ 19/2/2007 التي يَصِفُ فيها ملاحظاتَ البابا شنودة الأخيرة على التغييراتِ المحتملةِ للمادة الثانيةِ من الدستورِ المصري. حيث تنص هذه المادة أنّ الإسلامِ هو الدينُ الرئيسيُ للدولة وأنّ الشريعةِ الإسلامية هي المصدرُ الرئيسيُ للتشريعِ. ولسوء الحظ، فإن السيد رمضان لَمْ يُقدّمْ الحقائقَ كما ينبغي عليه كصحفي محترف، بطريقة واقعية لا تحمل أي تحيز. ولكنه رغما عن ذلك قام بتحوير تعليقاتَ الزعيمِ القبطيِ على أنها تُشيرُ ضمناً إلى أنَّ الأقباط لا يُريدونَ أيّ تغييرات. وعلى الرغم مِنْ هذه الأخطاءِ الصارخةِ، انتشرت هذه المقالة كالنار في الهشيم عبر صفحات الإنترنت، جاعلا بَعْض المسلمين يظهرون شَماتَتهم ومؤديا لإحراجِ العديد من الأقباط.
أنا أعلم جيداً أنّ البابا شنودة لا يَدْعمُ جبهة عدوانيةَ ومضادة للحكومةِ. فهو زعيم ديني، ولَيسَ سياسيا، ولذلك فهو يعلق فقط على روحانيةِ التغييرِ، ولَيسَ على الجدال السياسيِ المتأصّلِ عن المطالبة بالتغيير. وانطلاقا من موقعِه كزعيم ديني، فقد صرح ببساطة بأنّ الأقباط إذا كانوا سيطالبون بالتغيير فإن ذلك سوف يتم على نحو سلمي. تعليقاتُ البابا شنودة أظهرت أيضاً أهمية تدخّلِ المسلمين في هذا النِقاشِ. كما أكد في حديثه على أن مسألة تغيير المادة الثانية من الدستور لا تُعَد قضية قبطية – وإنما قضية مصرية.
تصريح البابا يتوافق مع تقليد طويل المدى للأقباط اللذين على استعداد للتضحية دائما من أجل الوحدة الوطنية. فقد أظهر الأقباط تعهدهم من أجل حِماية مصرهم العزيزةَ.
لذلك دعونا نَفْحصُ بَعْض أمثلةِ التضحيةِ القبطيةِ من أجل الوحدةِ الوطنيةِ:
عام 1907، تَظاهر الأقباط انطلاقا من إيمان عظيم بالجُهدِ الوطنيِ وذلك بالانضمام إلى حركةِ الوطني، الإسلامية الولاء، للدَعوة إلى إزالةَ الاحتلال البريطانيِ. وعلى الرغم من ذلك، تَغيّرتْ قيادات الحزبِ وأهدافِه واتجهت نحو التَرويج للسياساتِ الإسلاميةِ الصارمةِ، مما دفع الأقباط البارزون إلى ترك قيادة الحزب الوطني.
كرد فعل لهذا التغييرِ، قام الكثير من المسلمين والمسيحيين المعتدلين بتشكيل حركة الأمة للترويج للوحدة الوطنية. وقام أحمد لطفي السيّد، مؤسس حزبِ الأمة، بالترويج لشعارِ “مصر للمصريين”. ونَجحَ الحزب في تَعريف الهويةِ المصريةِ باعتبارها منفصلة عن الهويةِ العُثمانيةِ. صرّحَ أحمد لطفي السيّد بشكل خاص بأنّ الحركةَ الوطنيةَ كَانتْ مساندةً للأقباط لأن الحركةَ ساندت كُلّ المصريين - مسيحيين ومسلمين.
وعلى الرغم مِنْ ذلك، فإن العلاقات القبطية الإسلامية ظلت تعاني تحت وطأة الضغوط المشتركة من قبل المحتل البريطاني والسياسات الإسلامية الخديوية. وفي عام 1911, عقد مؤتمر قبطي بزعامة أسقفِ أسيوط كرد فعل على اغتيال بطرس غالي. وتعالت في المؤتمر المطالب العامة بتقرير حقوق الأقباطِ، وما لبث أن نشاء رد فعل طائفي إسلامي
التَوَتّرات تَحسّنتْ بثورةِ 1919 وتأسيس حزبِ الوفدَ. وكان زعيم حزبِ الوفدَ، سعد زغلول، حسّاسَ جداً بالنسبة للمطالب القبطيةِ وطلب أن يتم ترشيح ثلاثة أقباط لحزبِه. وأعلن سعد زغلول أيضاً أنّ الأقباط لديهم نفس الحقوقِ والالتزامات مثلهم مثل المسلمين. وهو ما أدى إلى قيام الأقباط بإلقاء أنفسهم في الثورة بكل إخلاص.
وفي عام 1920، استمر البريطانيون في إتباع الوسائل القديمة القائمة على سياسة فرق تسد وذلك عن طريق تعيين أحد الأقباط كرئيس للوزراء. و لإبراز الوحدة - ولرَفْض أيّ انقسام طائفي - اجتمع أكثر من 2,000 شخصِ في كنيسةِ المرقصية العظيمة للاحتجاج على حيل التفريق التي يتبعها البريطانيينِ. وقد حاول أحد الأقباط اغتيال القبطي، يوسف وهبي، الذي رشح لمنصب رئيس الوزراء. وهذه الحركةِ الاحتجاجية أظهرت رغبةَ القوية لدي الأقباط ببقائهم ملتزمين بالوحدةِ الوطنيةِ، حتى ولو على حساب فقدهم لمناصب خاصة محتملةِ في الحكومة.
يتبع
|