
29-03-2007
|
 |
Moderator
|
|
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
|
|
تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالكويت
مقـــدمـة إن التاريخ لإنشاء كنيسة، سواء أكان ذلك داخل مصرنا الغالية أو خارجها، ما هو إلا تسطير لإرادة الرب ومشيئته فى بناء بيعته على عُمد من إيمان أبناؤه وغيرتهم عليها، فإن لم يبنى الرب البيت فباطل تعب البناؤون.
ورحلة بناء كنيسة القديس العظيم مارمرقس للأقباط الأرثوذكس بدولة الكويت، والتى بدأت فى عهد المتنيح قداسة البابا كيرلس السادس، وما صاحبها من مشاعر ود وعون صادقين من صاحب السمو أمير الكويت وولى عهده الأمين وحكومته الرشيدة ما هى إلا دليل على مؤازرة رب المجد للجهود الجبارة التى بذلها العديد من أبناء الكنيسة الغيورين لتصل إلى ما هى عليه الآن. وستظل الكنيسة تذكر جهودهم داعية لهم بأن يكافئهم الله عن تعب محبتهم ببركة صلوات صاحب القداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث، الذى إنتشرت فى عهده المبارك كنائس الكرازة المرقسية لتغطى قارات العالم الخمس، وبصلوات شريكه فى الخدمة الرسولية مطراننا المكرم نيافة الأنبا أبراهام.
تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالكويت
ترجع جذور الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بدولة الكويت إلى الخمسينات من القرن العشرين حيث بدأت أعداد الأقباط الذين يفدون إلى العمل بالكويت تتزايد وشعروا بحاجتهم الماسة إلى ممارسة شعائرهم الدينية فى كنيسة قبطية أرثوذكسية حيث لم يكن في ذلك الوقت في الكويت سوى كنيستان إحداهما الكنيسة الكاثوليكية والأخرى الكنيسة الإنجيلية التى كانت تابعة فى ذلك الوقت للإرسالية الأمريكية بالكويت.
وفى شهر أكتوبر من عام 1959 قابل مجموعة من الأقباط العاملين بالكويت نيافة المتنيح الأنبا باسيليوس مطران الكرسي الأورشليمى والشرق الأدنى وطلبوا من نيافته معاونتهم للشروع فى بناء كنيسة قبطية أرثوذكسية بالكويت على أساس أن الأقباط المقيمين بالكويت يُعتبرون جزء من إيبارشية القدس والشرق الأدنى، ووعد نيافته فى ذلك الوقت ببذل كل الجهود والإمكانات فى سبيل تحقيق ذلك وطلب منهم إيفاد مندوب عنهم لإستكمال بحث تفاصيل هذا المشروع المبارك، وبالفعل تم إيفاد الأستاذ/ رمزى زكى إسكندر فى نهاية شهر ديسمبر من عام 1959 حاملاً إلتماساً من الأقباط المقيمين بالكويت ليقوم المتنيح الأنبا باسيليوس برفعه إلى صاحب الغبطة والقداسة البابا الأنبا كيرلس السادس لمباركة المشروع والإتصال بالمسؤولين بالكويت للحصول على موافقتهم والبدء في إتخاذ الخطوات الإيجابية اللازمة.
ومن شدة حماس الجالية القبطية المقيمة في الكويت لبناء كنيسة لهم، قاموا مرة أخرى بإيفاد الأستاذ/ رمزى زكى لمقابلة نيافة المتنيح الأنبا باسيليوس بشأن موضوع الكنيسة وحمل معه رسالة بتاريخ 9/3/1960 موجهة من الشعب القبطي إلى نيافة الأنبا باسيليوس طالبين منه أن يذكر مشروعهم هذا في صلواته ومتمنين أن يروه قريباً بالكويت لتفقد شئونهم الروحية.
وعلى أثر ذلك وبتاريخ 17/3/1960 وجه قداسة البابا كيرلس السادس خطاباً إلى سمو الأمير الشيخ/ عبد الله السالم الصباح أمير دولة الكويت في ذلك الوقت يشكره فيه على ما يقابله المسيحيون الأرثوذكس المقيمون بالكويت من رعايةٍ وعطف غامر ويرجوه التصريح ببناء كنيسة أرثوذكسية بالكويت لتأدية الشعائر الدينية الخاصة بالأقباط الأرثوذكس، ويطلب منه في حالة موافقته على ذلك مساعدتهم مادياً في إتمام البناء مستنداً في ذلك إلى ما يتحلى به سمو الأمير/ الشيخ عبد الله السالم الصباح من سماحةٍ ونبل وكرم تشيد به وسائل الإعلام وتذكرها الصحف من حيٍٍن لآخر. وطلب قداسة البابا من سمو الأمير الموافقةِ على إيفاد بعثةً خاصةً لمقابلته لتحمل له تمنيات قداسة البابا ودعواته.
وقد حمل الأستاذ/ رمزى زكى رسالة قداسة البابا كيرلس إلى سمو الأمير الشيخ/ عبد الله السالم وتوجه بها بمجرد وصوله إلى الكويت إلى قصر سموه وطلب مقابلة سكرتيره الخاص السيد/ محمد سليمان العتيبى، إلا أنه كان قد سافر إلى القاهرة، فقام بتقديم رسالة البابا إلى نجله السيد/ سليمان الذى كان يقوم بعمل والده، فطلب منه الحضور لمقابلة سمو الأمير رابع يوم عيد الفطر.
ولابد لنا ونحن نسجل تاريخ تأسيس الكنيسة القبطية بالكويت أن نذكر للأستاذ/ رمزى زكى حماسه وغيرته المقدسة لإتمام مشروع الكنيسة بالكويت حيث لم يدع فرصةً إلا واستخدمها في سبيل ذلك، فعلى أثر مقابلته للقائم بأعمال سكرتير سمو الأمير، قام بإرسال تقريراً بتاريخ 25/3/1960 إلى القمص مكاري السرياني ( نيافة المتنيح الأنبا صموئيل أسقف الخدمات ) سكرتير قداسة البابا فى ذلك الوقت يفيده فيه بتسليم رسالة قداسة البابا لمكتب سمو الأمير وبالموعد الذى تحدد له لمقابلة سمو الأمير، ويطلب منه الإتصال ببيت الكويت بالقاهرة الذى يعلم مكان نزول السيد/ محمد سليمان العتيبى سكرتير أمير الكويت ومحاولة مقابلته شخصياً والتباحث معه لتسهيل المأمورية، كما طلب منه إرسال برقية إلى نجله الذى كان يقوم بعمله وقت سفر والده لإنهاء الموضوع مع سمو الأمير.
وبمجرد أن تسلم سمو المرحوم الشيخ/ عبد الله السالم أمير دولة الكويت رسالة قداسة البابا كيرلس السادس أرسل لقداسته خطاباً بتاريخ 7/4/1960 يشكره على رسالته ويعبر عن سعادته بإقامة أبناء الكنيسة الأرثوذكسية بالكويت، وقيامهم بأعمالهم في جوٍ من الصداقةِ والأخوة التى تربط بين جميع أهالي الكويت وتساعد على إيجاد الظروف والأسباب لنشر شعور الإطمئنان والرضى بين الجميع ويبلغه بأنه سيأخذ رغبة قداسة البابا في بناء كنيسة بالكويت بعين الإعتبار وأن طلبه هذا سيكون موضع عنايته وسينظر فيه على ضوء الظروف الحالية وسيفيده بالنتيجة في الوقت المناسب.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|