عرض مشاركة مفردة
  #90  
قديم 22-05-2007
honeyweill honeyweill غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: EGYPT
المشاركات: 7,419
honeyweill is on a distinguished road
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة honey مشاهدة مشاركة

القضيه القبطيه وحيده مجهوله تصرخ في البريه المصريه وحدها
صلح بمها مسمار في نعش المواطنة.....

اسم الكاتب : نادر شكرى
21/05/2007

الصلح خير.. ولا شر..؟ ولا ضحك على الناس..؟ ولا هدنة لحادث جديد..؟ مش عارف إيه اللي بيحصل مع الأقباط، تدمير وحرق ونهب وبعدين جلسة صلح تحل كل المشكلات ويتم الإفراج

على الجناة المنتصرين وهم فرحين بهذا النصر العظيم في تحقيق أهدافهم وحماية معتقداتهم وأفكارهم من خطر الأقباط الجامح وبصراحة عندهم حق، هم الأقباط عايزين إيه؟ ما الكنائس في كل مكان منشره ويا سلام حتى النجوع إنتشرت بها الكنائس ومش بس كده ده كمان الأقباط بيصلوا في الشوارع الرئيسية.. والطمع يقل ما جمع..

إيه اللي بقولوا ده...؟، معلش واضح إني سرحت شوية أو يمكن نمت وحلمت بحاجات من الصعب تحدث في وطننا الذي يضع مبدأ المواطنة في أولى مواد الدستور المصري.. والواحد بقى فرحان بها.. لكن واضح إن المادة الثانية تستخدم حق الفيتو دائما في وقف مناعة الأقباط وشل حركتهم وتطليع روحهم لأنهم أهل ذمة وكفاية عليهم عايشين كده وعلى رأي شيخنا الكبير الأستاذ مهدي عاكف صاحب الجولات والصولات في مجتمع يتحكم فيه من منزله "كنائس إيه دي اللي تتبني؟ فهذا لا يجوز" حسب فتاوى صدرت عنهم مثل ما صدر في مجلة الدعوة عام 1980 وكان رد الدكتور رفعت السعيد على هذه الفتاوى "إنه من حق أي إنسان أن ينظر لهذه الفتوى برعب لأن أي شاب حين يقرؤها سوف يذهب للكنيسة حاملاً «جركن» بنزين ويحرقها.. وأضاف أنه في تاريخ الإخوان المسلمين تراكمت مثل هذه المواقف بالنسبة للدستور وبالنسبة للمرأة..، وواجب على الجماعة أن تعترف بما كان خطأ من أفكارها وتتوب عنها ومع الإحترام الشديد للدكتور رفعت السعيد فإن ما قاله حول إعتراف الجماعة بالخطأ شيء من سابع المستحلات لأن فكرهم هو معتقد يصعب التنازل عنه يتوارث من جيل إلى آخر يحمل الأفكار المتطرفة التي ظهرت على يد سيد قطب ومصطفى مشهور وأخيرا مهدي عاكف... وياما هنشوف، والغريب أننا لم نجد أي رد فعل من جانب هذه الجماعة المحظورة في جميع الأحداث الطائفية أو إدانة أو حتى مجاملة للأقباط ولا نجد سوى كلماتهم المطاطة أنها "مؤمراة أمريكية صيهونية" وهات ياشتيمه في النظام الذي دفع الناس لهذا الفقر وكل واحد بيصتاد في المياه العكرة على حساب الأقباط.. يبقى إعتذار أو إعتراف إيه إذا كانت أفكارهم هي الدافع الأول لهذه الأحداث والتي تأثر العديد من العامة بها والتي غالبا ما ينفيها الإخوان في مكان آخر، ومنها من يريد هدم الكنائس الجديدة أو وقف بناء الكنائس في المدن التي فتحها المسلمون عنوة وعدم السماح ببناء كنائس في الأرض التي إستصلحها المسلمون، كل ذلك التطرف المغلف في شكل فتاوى دينية إنما يخلق إحتقان طائفي لا تقدر عبارات الود والعناق والمجاملات أن تزيله من النفوس.

نعود لتك الجلسات التي تخلق جدلا كبيرا في نفوس الأقباط بشكل خاص التي يشعر فيها كل قبطي بالذل مرتين، الأولى أثناء وقوع تلك الأحداث والثانية عندما يجلس على مائدة الصلح رغما عنه، وهو يعلم في جميع الأحوال أنه لن يحصل على حقه في تلك الجلسة ومن جهة أخرى لن تتحرك الدولة لإنقاذه أو رفع الضرر عنه أو حتى أن تعطيه حقه المسلوب، وفي النهاية يكون الصلح خير في حالة حصول الضعيف على حقه وأن يعترف الجاني بخطئه ويرضى المجني عليه بذلك لا أن يكون ظلم في الأحداث على الأقباط وإذلالهم بصلح يضيع حقوقهم وكرامتهم في النهاية حتى أقل حقوقهم في ممارسة الشعائر الدينية أصبحت من الممنوعات... وإن قاموا بالصلاة فليصلوا لكن دون منارات أو صلبان أو أجراس وليكن كل فرد يصلي في صمت وليعتبر نفسه داخل مغارة في وسط الجبل حتى لا يسبب ذلك غضب وإزعاج للآخرين وأتصور أيضا أن لا يصلي الأقباط باستخدام البخور والشورية حتى لا يسبب ذلك تلوث للبيئة أو حساسية للآخرين.

إنه الغضب الذي لم يستطيع أي قبطي التحكم فيه هذه المرة وكم من صرخ بعد هذه الجلسة التي أشعلت نيران الأقباط فهل بكل سهولة يتم التنازل عن حرق عشرات المنازل والمحلات وإصابة الكثير معظمهن من النساء هل يتم التنازل بكل سهولة عن حقهم في التحدث مع الله لم يصل الغضب إلى الأقباط فقط بل وصل إلى بابا الأقباط قداسة البابا شنوده الذي إعتادنا على حكمته في مثل هذه الأحداث كانت كلماته هذه المرة تعبر عن إستياء وألم عنما قال "إن الذين يفعلون هذه الأعمال من إعتداءات على الأقباط إنما يسيئون إلى سمعة بلدهم وعندما تعتدي الأغلبية على أقلية مسيحية في قرية ويقومون بحرق منازلهم وتخريب محلاتهم فإن هذا شيء مؤسف للغاية وأضاف أننا نؤمن جميعا بإله واحد والله شايف وسامع وإن سكت المسئولون فلن يسكت الله" فضلا عن البيان الذي أصدرته لجنه المواطنة بالمجلس الملي العام الذي عبر عن حزنه لهذه الأحداث التي تسألت: هل يستقيم ويكفي في أعقاب كل حدث من أحداث العنف الموجهه ضد الأقباط أن يلتقي بعض الأفراد للتصالح ونسيان الأمر دون علاج حقيقي لمسبباته وبواعثه لأن ذلك ينذر بمغبة ترك النار تحت الرماد ويهدد بتكرار ذلك الأحداث مستقبلا وهذا ما أكده أيضا الكثير من المسلمين المثقفين بضرورة البحث عن الأسباب الحقيقية وراء هذه الأحداث ومعالجة هذه الأمور بشكل حقيقي ومنها إلغاء المادة الثانية وإصدار القانون المواحد لدور العبادة وتفعيل مبدأ المواطنة ومعاقبة الجناة في هذه الأحداث.

إلى متى نضع روؤسنا في الرمال ونجعل من هذه الجلسات الشكلية هي الحل الأمثل لمعاناة مواطنيين مصريين يعشون تحت راية القانون والدستور؟ وإلى متى سيظل التعامل مع منفذي هذه العمليات على أنهم مختلين عقليا أو أطفال لا يعلمون ماذا يفعلون؟ وإن كان من المناسب أن أذكر لك مثالا في منتهى الغرابة عندما وقعت أزمة أرمنت الحيط التي تبعد عن الأقصر 15 كم وقام مجموعة من الشباب بحرق بعض محلات الأقباط بعد ما تردد بوجود علاقة لشاب مسيحي يدعى رامي إسحق بفتاة مسلمة يقال أنها سيئة السمعة وتم القبض على سبعة شباب، المتهم بهذه العملية وللحق فإنهم صغار السن وللعلاقة الطيبة الفعلية بين مسلمي ومسيحي القرية تم عقد جلسة صلح بين الطرفين وكان هناك موقف قوي من الجانيين لهذه الأحداث وتم بعد ذلك الإفراج عن السبعة شباب وكان العمل الحسم في ذلك العيش المشترك بين الطرفين والقبول النفسي وحفاظا على مستقبل شباب لم يتعدى أكبرهم العشرين عاما، لكن المؤسف في ذلك هو التصرف الأمني في إعتقال الشاب المسيحي رامي إسحق حتى الآن بسجن برج العرب دون أي إتهامات أو سبب واضح على الرغم أن قرية أرمنت الحيط تعيش في سلام ولا يوجد أي دواعي أمنية بها، هل خطأ القبطي الذي إستوجب الإعتقال أنه أشيع عنه وجود علاقة مع فتاة؟ وهل حرق عشرات محلات الأقباط في بمها لا يستوجب التحقيق ومعاقبة الجناة؟ لا أعرف بأي قانون نحن نعمل..؟

لماذا نخشى الإعتراف بالخطأ وكشف الأسباب الحقيقية في هذه الأحداث؟ حتى متى سنظل نغفل عن معالجة هذا السرطان الذي يتوغل في بنية مجتمعنا ويهدد من إستقراره ويصيب البسطاء بنيران الطائفية، فالفتنة ليست نائمة أيها السادة، إنها مسيقظة تمرح داخل مجتمعنا ونتستر عليها، كفانا شعارات وجلسات، دعونا نتحرك سريعا لقتل هذه الفتنة وتنقية المناخ العام وتطبيق معايير المواطنة للحفاظ على وحدة وطننا وهذا لن يأتي إلا بتحرك رسمي بمعاقبة الجناة ونشر الثقافة التي تقوم على إحترم الآخر ورفض قيم العنف والإرهاب ومشاركة المفكرين والمثقفين ومؤسسات المجتمع المدني لإزالة هذه الأورام الخبيثة من جسم المجتمع.
الرد مع إقتباس