المعارضه تسخر من الصلح المبني علي الظلم
جمعية أبناء الطائفة المصرية لدفن الموتى في أرض النفاق!..........
http://www.elkarama.net/modules.php?...ticle&sid=1900
موقع حزب الكرامه الناصري المعارض
ما العلاقة بين استخدام تعبير الطائفة المسيحية للإشارة إلى مواطنين مصريين في البيان التعبان الذي أصدرته وزارة الداخلية عن أحدث مظاهر الفتنية الطائفية الراقدة تحت الجلد، والتي شهدتها مؤخراً قرية بمها التابعة لمركز العياط، وبين حادث استشهاد الطفلة أميرة بعدما تقدد وتجفف جسدها الغض النحيل بتأثير الصلب ساعات طوال تحت لهيب الشمس الحارقة في انتظار مرور موكب وزير، لم يعرف جار سيادته اسمه حتى استوزره الأستاذ جمال مبارك ولجنة سياسات حزب أسرة سعادته في حكومة الأستاذ نظيف وانعم عليه بحقيبة التعليم بدون أي مناسبة.
هل ثمة علاقة بين الحادثتين؟!.. في الواقع، أو في الظاهر، لا علاقة، ومع ذلك فالعبدلله كاتب هذه السطور واثق أنك - عزيزي القارئ - ستجد غالباً رابط من نوع ما بين قتل أميرة واستخدام تعبير الطائفة لوصف المواطنين الذين يعتنقون الدين المسيحي، وفي كل الحالات ستتذرع حضرتك وتتلك بالحادثين لكي تمارس هواية صب اللعنات البذيئة على الحكم والحكومة وأهل جدود اللي جابوهم.. وهذا بالضبط ما كنت أنا شخصيا مبيت النية على فعله لولا أن زارني فجأة ملاك المرحوم خالي الطيب، بعدما كنت شرعت فعلاً في كتابة هذه الزاوية.
وبتحريض من الملاك المذكور أخذت نفس حضرتي بالشدة وعدلت دفة القلم، ورحت أنقب في الوقائع المحزنة المخزية للحادثتين بحثا عن أسباب براءة معالي السيد الذئب من دم الأخ بن يعقوب.
وبدأت باستشهاد الطفلة أميرة ولم يطل تأملي في الحادث قبل أن اكتشف التجني وسؤ النية الكامنين في ادعاء البعض أن موت أميرة كان جريمة مزدوجة، تمثلت في ازهاق روح طفلة بريئة بغير ذنب ولا جريرة، فضلاً عما انطوت عليه الحادثة من انتهاك فظ للقيم والأخلاق، إذ أشارت إلى المدى الخطير الذي بلغته ثقافة النفاق، وكيف أن الحالة تفاقمت جداً لدرجة أن مواكب الترحيب والتشريفات الكدابة التي يساق إليها خلق الله الغلابة كقطعان الماشية لم تعد قاصرة على شخص الجالس بالعافية على قمة هرم الحكم وأسرته وآل بيته الكرام، وإنما اتسعت دائرتها وهبط مستواها حالياً حتى بلغ مسئولين مثل معالي وزير التعليم عبدالعزيز الجمل، وربما ستهبط أكثر وقد تصل قريباً إلى موظفين من درجات أدنى، من نوع رئيس السجل المدني، ورئيس النقطة ومدير مصلحة المجارى وخلافه!
غير أن هؤلاء الذين افتروا وامعنوا في الظلم وألقوا بمسئولية قتل أميرة على النفاق والوزير عبدالعزيز معاً، أعماهم الحقد الأسود وختم الكفر، ولعياذ بالله، على قلوبهم فلم يعقلوا حقيقة أن لكل أجل كتاب، وأن لا قوة في الدنيا تستطيع أن تؤخر أو تقدم ساعة الأجل المحتوم، وعليه فمن العبث وقلة المرؤة والدين البحث في أسباب موت الطفلة لأنه مهما كان السبب فإن صعود روح الإنسان إلى بارئها تظل قدرا مقدرا من المولى عز وجل وهو موحده الذي يسبب الأسباب جميعاً.
لهذا لم يكن ليغير من الأمر شيئاً أن ينفذ سهم الله وتموت الطفلة أميرة وهي واقفة تحت الشمس في موكب النفاق المعد لاستقبال معالي الوزير أو معالي مدير مكتب التموين، أو فخامة رئيس مصلحة المجارى..!
وبروح الإنصاف نفسها التي ساعدتني على تلمس براءة وزير التعليم والنفاق مجتمعين أو منفردين من أية مسئولية عن موت أميرة، أعدت قراءة بيان وزارة الداخلية الذي دفع المواطنين المسيحيين بأنهم طائفة فتبينت الآتي:
أولاً: وزارة الداخلية، كما النظام الذي تعمل في خدمته، تعودت على مدى سنين وعقود طويلة، ومنذ أتت بها الشياطين إلى هذا البلد، على سماع تعبير الفتنة الطائفية كلما تفجرت حادثة من جنس حادثة العياط الأخيرة، وهي فهمت لوحدها ومن فرط ذكاء ونباهة أهلها أن الفتنة مادامت طائفية فلابد أن أطرافها طوائف التي مفردها طائفة
ثانياً: لا مجال للعتب على الداخلية ومخبريها لأنها خصت المواطنين المسيحيين بوصف الطائفة ولم تطلق التعبير نفسه على إخوانهم المسلمين، لأن الأمر يتعلق بتكليف دستوري يعود إلى أيام المرحوم الأستاذ أنور السادات الذي أشهر سلاح الإسلام فجأة في وجه جموع المصريين مسلمين ومسيحيين الذين عارضوا زيارته التاريخية للكيان الصهيوني.
ثالثاً: إن هذا التكليف الدستورى الطائفي نفسه هو الذي يمنع النظام حتى الآن من إقرار قانون ينظم بناء دور العبادة ويضع لها شروطاً موحدة بحيث يساوى بين المواطنين على اختلاف عقائدهم الدينية.
رابعاً: إن المخبر الفصيح الذي كتب بيان الداخلية المذكور، بدا وهو يستخدم تعبير الطائفة مجرداً المسيحيين المصريين من صفتهم كمواطنين، واعياً جداً واصحياً تماماً للون بعدما لاحظ أن بيئة البؤس المادي والروحي والعقلي السائدة في مجتمعنا الراهن جعلت مواطناً مسلماً، يكاد يقتله الجوع والقهر، بدلاً من أن ينتفض في وجه جلاديه وظالميه يثور ويهيج لمجرد أن نفر من إخوانه المسيحيين، الذين هم رفاقه في الوطن والمعانة، يفكرون في بناء دار عبادة لهم، ويقرر، بعد أن يخطف صلاة الجمعة في المسجد، أن يؤدبهم بنفسه على هذه الفعلة النكراء!
خامساً: وأخيراً.. فإن بعض هؤلاء الذين أدمنوا سؤ النية ولا خال طيباً لهم أصلاً، أمعنوا في سؤ الظن إلى حد الادعاء بأن استخدام تعبير الطائفة ربما كان مقصوداً لمداعبة غرائز التعصب وضيق الأفق ما يعمق الفتنة والفرقة بين المصريين عملاً بالسياسة الاستعمارية العتيدة فرق تسد.
ويستدل هؤلاء على ذلك بأن البيان المذكور مكتوب كله بلغة بليدة وباردة أشبه باللغة التي تستخدمها جيوش الاحتلال الأجنبي في البيانات التي تضطر لإصدارها عن حوادث الاضطراب والفوضى التي تشهدها البلاد المحتلة.
والحقيقة فإن القائلين بهذا الكلام، ومن حيث لا يدرون ولا يحتسبون، نطقوا بشهادة تحسب لنظام الرئيس حسنى مبارك ونجله جمال ولا تحسب عليه، فرغم أن طرفي حادثة قرية بمها من الجالية المصرية المقيمة واحدة من أعمال مملكة شرم الشيخ الزاهرة، ورغم أنه كان بوسع حكومة المملكة أن تتجاهل الموضوع كله ولسان حالها يقول خليهم ياكلوا بعض ويتحرقوا بجاز، إلا أنها تصرفت بوحي من روح الكرم وأبدت عطفاً ومسئولية تجاه جالية تستنطع وتتطفل وتعيش عالة على أهل الشرم الكرام، وقد فاض فضل المملكة فتطوعت بإرسال فرق من أمنها المركزي لإعادة الهدوء والسكينة إلى مخيم بهما للاجئين المصريين مسلمين ومسيحيين!
|